تونس 18 فبراير 2013/ جددت حركة النهضة الإسلامية التي تقود الإئتلاف الحاكم في تونس اليوم (الاثنين) رفضها مبادرة أمينها العام رئيس الوزراء الحالي حمادي الجبالي تشكيل حكومة تكنوقراط، قبيل استئناف مشاوراته للخروج من المأزق السياسي في البلاد.
وقال مجلس شورى حركة النهضة الإسلامية في بيان وزعه اليوم في ختام دورة إجتماعات عقدها في مدينة الحمامات التونسية، إن مبادرة تشكيل حكومة تكنوقراط التي طرحها حمادي الجبالي "لا تستجيب لمتطلبات المرحلة".
ودعا الأطراف السياسية إلى "إعلاء المصلحة الوطنية والتحلي بروح الوفاق من خلال المشاركة في إعادة تشكيل الحكومة وإنجاح أعمالها في أسرع الأوقات"، مؤكدا "التمسك بخيار تشكيل حكومة سياسية إئتلافية تكون منفتحة على الخبرات الوطنية".
وشدد على ضرورة أن تكون "الخبرات الوطنية" ملتزمة بتحقيق أهداف الثورة وفق برنامج سياسي لإستكمال مرحلة الإنتقال الديمقراطي، وذلك بالإسراع في إنجاز الدستور وتنظيم إنتخابات ديمقراطية.
ويأتي هذا الموقف فيما يستعد رئيس الحكومة التونسية المؤقتة حمادي الجبالي استئناف المشاورات مع بقية الأحزاب السياسية حول مبادرته لتشكيل حكومة تكنوقراط، وذلك لإخراج البلاد من المأزق السياسي الذي تعيشه.
ويبدو أن موقف حركة النهضة من شأنه تعميق المأزق الراهن،لا سيما وأنه يأتي بعد إعلان محمد عبو الأمين العام لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية شريكها في الحكم، استقالته من منصبه، بالإضافة إلى تأكيد حزب التكتل من أجل العمل والحريات شريكها الثاني في الحكم تمسكه بموقفه المتعلق بضرورة تشكيل حكومة تكنوقراط.
وكان عبو قد أعلن في ساعة متأخرة من مساء أمس عن استقالته من منصبه كأمين عام لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية، ليدخل بذلك هذا الحزب الذي أسسه الرئيس التونسي المؤقت في أزمة جديدة قد تصل إلى الإنشقاق الذي سيكون الثاني من نوعه الذي يعصف بهذا الحزب في غضون عام.
وأعرب عبو في رسالة استقالته التي وجهها إلى عدد من أصدقائه عن نيته إنشاء حزب جديد يضم أبناء المؤتمر وبعض أعضاء الكتلة النيابية للمؤتمر في المجلس التأسيسي.
وكان حزب المؤتمر من أجل الجمهورية الذي أسسه الرئيس التونسي المؤقت منصف المرزوقي قبل أن يستقيل منه بعد إنتخابه رئيسا للبلاد قد شهد انشقاقا، حيث خرج منه عدد من كوادره الأساسية ليشكلوا "حركة وفاء"، لتصبح كتلته النيابية 15 نائبا فقط، وهو عدد مرشح للتراجع في صورة تشكيل محمد عبو حزبه الجديد.
ويرى مراقبون أن هذه التطورات داخل حزب المؤتمر من أجل الجمهورية من شأنها التأثير على موقع حركة النهضة الإسلامية لأنها ستؤثر على الإئتلاف الحاكم الذي تقوده، ما يعني ان هذا الحزب سيصبح عبئا عليها.
/مصدر: شينخوا/
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn