تقرير إخباري: أزمة معبر رفح بين مصر وغزة تستمر لليوم الثالث على التوالي

غزة 19 مايو 2013/ استمرت اليوم (الأحد) ولليوم الثالث على التوالي أزمة إغلاق معبر رفح البري بين قطاع غزة ومصر ما تسبب بتضاعف أعداد العالقين الراغبين بالسفر في الاتجاهين.

ويغلق العشرات من عناصر الجيش والشرطة المصرية معبر رفح منذ صباح أول أمس الجمعة، احتجاجا على اختطاف سبعة من زملائهم في مدينة العريش المصرية وأعلنوا أنهم لن يسمحوا باستئناف العمل في المعبر إلا بعد الإفراج عن المختطفين.

ولم تفض اتصالات مكثفة قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحكومتها المقالة التي تسيطر على قطاع غزة منذ منتصف العام 2007، إنها تجريها مع كافة الأطراف المصرية الرسمية عن جديد باتجاه إعادة فتح المعبر.

وأعلنت وزارة الداخلية في الحكومة المقالة في بيان مقتضب على موقعها الإلكتروني صباح اليوم ، أن المعبر مازال مغلقا لليوم الثالث ولم يطرأ عليه أي جديد ، مشيرة إلى استمرار الاتصالات لحل الأزمة.

وعبر الجنود المصريون الذين يغلقون المعبر، عن رفضهم لمحاولات وساطة قام بها كل من نائب مدير أمن محافظة شمال سيناء التي يوجد بها المعبر، ورئيس هيئة أمن الموانئ لفض اعتصامهم بحسب ما ذكرت وسائل إعلام مصرية.

وقال مصدر في هيئة الحدود والمعابر في حكومة حماس لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن أكثر من 2200 فلسطيني عالقون حاليا في الجانب المصري من معبر رفح بانتظار إعادة فتحه.

وذكر المصدر، أن هؤلاء يقاسون من ظروف صعبة بفعل عدم تمكنهم من العودة إلى منازلهم في غزة وغالبيتهم يقيمون في المدينة الشبابية في مدينة العريش المصرية وبقيتهم لدى أقارب لهم أو في فنادق.

ونقلت وسائل إعلام مصرية عن اللواء عبدالفتاح حرحور محافظ شمال سيناء قوله، إنه تم فتح أبواب المدينة الشبابية بالعريش أمام كل العالقين الفلسطينيين وتقديم كل متطلبات الخدمات إليهم لحين انتهاء أزمة إغلاق المعبر.

وزاد إغلاق حكومة حماس في غزة الأنفاق المخصصة لتنقل الأفراد من وقع الأزمة، خاصة مع انعدام أية وسيلة لتنقل الأفراد من وإلى مصر منذ بداية أزمة خطف المجندين المصريين.

وعلى الجانب الفلسطيني عاد عشرات الراغبين بالسفر أدراجهم في ظل استمرار إغلاق المعبر الذي يمثل المنفذ البري الوحيد لقطاع غزة على العالم الخارجي.

وقال القيادي في حركة حماس وعضو كتلتها البرلمانية إسماعيل الأشقر ل((شينخوا))، إن "ضررا بالغا أصاب سكان قطاع غزة بفعل استمرار إغلاق معبر رفح بطريقة مؤسفة ومؤلمة".

وأعرب الأشقر، عن تضامن حركته وحكومتها المقالة مع أهالي المختطفين من المجندين ومع الحكومة والجيش المصري في كل يروه مناسبا لحل مشكلة المختطفين التي شدد على أنها داخلية.

واعتبر الأشقر أن ما وصفه "بالزج بقطاع غزة في مشاكل داخلية مصرية أمر مؤلم وغير مقبول"، مؤكدا أنه " لا علاقة لنا من قريب أو بعيد بحادثة الاختطاف ولا نتدخل بأي شكل بالشؤون المصرية الداخلية".

وأعرب القيادي في حماس عن الأمل "بأن يتم فتح معبر رفح فورا لأن هنالك خسائر بملايين الدولارات جراء استمرار إغلاقه وتعطل لمصالح المئات من المواطنين الراغبين بالسفر سواء من المرضى أو الطلبة أو أصحاب الإقامة الخارجية".

من جهته ، قال يوسف رزقة المستشار السياسي لرئيس حكومة حماس ل((شينخوا))، إن اتصالات مكثفة تجرى مع الأوساط المصرية الرسمية للدفع باتجاه إعادة فتح معبر رفح كون أن غزة لا علاقة من قريب أو بعيد بحادثة الخطف التي يجري الاحتجاج عليها.

وذكر رزقة، أن ما يجري في معبر رفح حاليا هو "احتجاج فردي" لعناصر الشرطة المصرية "لكنه في غير محله ويؤثر سلبا على حياة سكان قطاع غزة من دون أن يكون لهم علاقة بالأمر الذي يتم حله عبر الاتصالات الجارية".

وحظي معبر رفح بتسهيلات مصرية واسعة في حركة السفر بعد ثورة 25 يناير 2011 في مصر، أتاحت تنقل مئات المسافرين بصورة يومية، بعد أن كان يتعرض إلى إغلاقات متكررة منذ بدء الانقسام الفلسطيني الداخلي وسيطرة حماس على القطاع بالقوة.

ويزيد إغلاق المعبر حاليا من الضغوط على حركة حماس التي تعرضت لحملات انتقاد واسعة في وسائل الإعلام المصرية بتهمة مساندة جماعة الأخوان المسلمين الحاكمة في مصر الأمر الذي تنفيه الحركة الإسلامية بشدة.

وكانت حكومة حماس سارعت فور وقوع حادثة الاختطاف، إلى إعلان تشديد إجراءاتها الأمنية على الحدود مع مصر لمنع أي محاولة لنقل الجنود إلى قطاع غزة.

وأكدت وزارة الداخلية في الحكومة المقالة أنها "جاهزة للتعاون مع الأمن المصري للمساعدة في كشف خيوط جريمة اختطاف الجنود، وإلقاء القبض على المجرمين"، منددة بحادثة الخطف بوصفها "عملا جبانا يستهدف الأمن والاستقرار في الشارع المصري".

/مصدر: شينخوا/