الحكم ببراءة اثنين من رموز نظام القذافي في قضية "تعويضات لوكيربي"

طرابلس 17 يونيو 2013/ قضت محكمة استئناف طرابلس اليوم (الاثنين) ببراءة مسؤولين اثنين من رموز نظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، من تهم بالفساد المالي في قضية "تعويضات لوكيربي"، مع استمرار حبسهما على ذمة قضايا أخرى.

وقال مصدر قضائي ليبي رفض الكشف عن هويته، لوكالة أنباء ((شينخوا) ) إن " محكمة استئناف طرابلس حكمت اليوم بالبراءة على كل من رئيس البرلمان الليبي في النظام السابق محمد الزوي، ووزير الخارجية في النظام السابق عبد العاطي العبيدي، في قضية تعويضات لوكيربي لعدم ثبوت أدلة الاتهام ضدهما ".

وأمرت المحكمة أيضا " باستمرار حبسهما لأنهما مطلوبين في تهم وقضايا أخرى، ومنها التحريض ضد ثورة 17 فبراير " ،حسب المصدر.

وحكم اليوم " نهائي ولا يجوز الطعن عليه "، حسب المصدر.

وقال إنه " أول حكم قضائي يصدر في ليبيا ببراءة مسؤولين تابعين للنظام السابق ".

ورفضت السلطات القضائية الليبية بالمحكمة اليوم السماح بدخول كاميرات خاصة أو تابعة لوسائل الإعلام لتصوير وقائع الجلسة، حسب مراسلة (شينخوا).

وغالبا ما جرت جلسات محاكمة الزوي والعبيدي " في أجواء هادئة "، بحضور محاميهما وبعض أقاربهم، وممثلين عن مؤسسات حقوقية ليبية ووسائل إعلام.

وواجه الزوي والعبيدي في هذه القضية تهما بإحداث ضرر جسيم بالمال العام من خلال منح تعويضات لأسر ضحايا لوكيربي تزيد عن مليارين وسبعمائة مليون دولار، بشكل تجاوز السقف الممنوح لهما بنسبة الضعف.

كما اتهما بخيانة الأمانة التي عهدتها اليهما الدولة بالتفاوض عنها فى الخارج وقيامهما بالاتفاق مع محامي أسر ضحايا لوكيربي على دفع هذه المبالغ بناء على طلب المحامين، مقابل رفع العقوبات الدولية والعقوبات الثنائية، وشطب اسم ليبيا من قائمة الدول الراعية للارهاب.

ووفقا لما جاء في أوراق القضية المرفوعة ضدهما فانهما غير مخولين بالتفاوض حول جميع بنود الاتفاق وشروطه، وتمت محاكمتهما بموجب قانوني الجرائم الاقتصادية والعقوبات.

وفي 21 ديسمبر عام 1988، أسفر تفجير طائرة مدنية من طراز بوينج 747 تابعة لشركة بان أميركان أثناء تحليقها فوق بلدة لوكيربي الاسكتلندية، عن مقتل 259 شخصا بينهم عدد كبير من الأمريكيين كانوا على متنها، بالاضافة الى 11 شخصا من أهالي البلدة.

وحملت حينها واشنطن ولندن نظام القذافي مسؤولية إسقاط الطائرة، ودخلت الدولتان في مفاوضات مع ليبيا أسفرت عن الوصول إلى تسوية تدفع بموجبها ليبيا تعويضات كبيرة إلى أسر الضحايا، وهو ما تم بالفعل.

وتوفي الليبي عبدالباسط المقرحي المتهم الرئيسي في قضية لوكيربي والذي حكم بالسجن مدى الحياة، في 20 مايو الماضي بعد ثلاث سنوات من الافراج عنه لأسباب انسانية من قبل السلطات الاسكتلندية.

وكان العبيدي، وهو آخر وزير خارجية في عهد القذافي اعتقل مطلع سبتمبر من العام الماضي، فيما يعتبر الزوي، أحد أقرب المساعدين للقذافي، وكان من ضمن الخلايا المدنية التي ساعدت القذافي في القيام بالإنقلاب العسكري في سبتمبر من العام 1969.

/مصدر: شينخوا/