تقرير إخباري: تهديدات لقيادي بحركة النهضة بـ"إستباحة" المعارضة تثير غضبا بتونس

تونس 15 يوليو 2013 / أثارت تهديدات أطلقها الصحبي عتيق القيادي بحركة النهضة الإسلامية التي تقود الإئتلاف الحاكم في تونس ورئيس كتلتها النيابية بالمجلس التأسيسي بـ"إستباحة" المعارضة، زوبعة سياسية وسط حالة من الغضب والإحتقان .

وتواصلت هذه الزوبعة السياسية اليوم (الإثنين) بشكل لافت، حيث تتالت ردود الفعل المنددة والمطالبة بمقاضاة الصحبي عتيق، فيما سعت حركة النهضة الإسلامية إلى التقليل من شأنها دون جدوى.

وتجاوزت ردود الفعل الغاضبة أحزاب المعارضة والمنظمات الحقوقية لتشمل حزب التكتل من أجل العمل والحريات شريك حركة النهضة في الإئتلاف الحاكم، حيث اعتبر أمينه العام مصطفى بن جعفر الذي يرأس أيضا المجلس الوطني التأسيسي، أن الصحبي عتيق قد يندم على تصريحاته.

وكان الصحبي عتيق قد توعد خلال مظاهرة نظمتها حركة النهضة الإسلامية للتنديد بـ"الإنقلاب العسكري" في مصر، ولمساندة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، الذين يفكرون في التمرد بـ"الإستباحة".

وقال "كل من يستبيح إرداة الشعب المصري أو إرادة الشعب التونسي سيُستباح في شوارع تونس"، وأن "هذه الجماهير لو فكرتم في دوس الشرعيّة في تونس ستدوسكم بأقدامها".

وأثارت هذه التصريحات غضب الأحزاب السياسية المعارضة التونسية والمنظمات الحقوقية، حيث طالبت بمقاضاة الصحبي عتيق، فيما هاجم ناشطو شبكات التواصل الإجتماعي تلك التصريحات، واعتبروها تعكس "النزعة الإرهابية والقمعية لحركة النهضة الإسلامية".

واستهجن حزب العمّال التونسي المُعارض ما وصفه بـ"منطق التهديد والوعيد" الذي تُلوّح به حركة النهضة الإسلامية التي تقود الإئتلاف الحاكم في البلاد، ودعا إلى مقاضاة الصحبي عتيق بتهمة التحريض على العنف.

وقال في بيان إن " منطق التهديد والوعيد الذي تلوّح به حركة النهضة يعكس حقيقتها وحقيقة نواياها الدموية والقمعية تجاه التحركات الشعبية المنتظرة"، لافتا إلى أن هذا المنطق "لن يرهب الشعب ولا القوى الثورية والتقدمية".

ودعا في المقابل إلى ضرورة "تتبّع الصحبي عتيق رئيس كتلة حركة النهضة بالمجلس التأسيسي قضائيا من أجل دعوته للعنف والتحريض عليه والتهديد به صراحة لكل من يمكن أن يتخذ موقفا معارضا للحكومة أو يحتج عليها ولو بصورة سلمية وفي إطار التعبير عن موقف سياسي".

من جهته، اعتبر حزب المسار الديمقراطي الإجتماعي أن ما ورد على لسان الصحبي عتيق "جريمة خطيرة"، وقال في بيان حمل توقيع الجنيدي عبد الجواد تلقت وكالة أنباء (شينخوا) اليوم نسخة منه إنه يحمل حركة النهضة مسؤولية ما قد يتعرض له خصومه السياسيون ونشطاء المجتمع المدني.

وأكد حزب المسار دعمه وتأييده لتحرك عدد من المحاميين لمقاضاة الصحبي عتيق بتهمة التحريض على القتل والتهديد به، فيما ندد عبد الستار بن موسى رئيس الرابطة الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان بتصريحات الصحبي عتيق رئيس كتلة حركة النهضة ووصفها بالخطيرة.

وقال في تصريحات إذاعية إن ما ورد على لسان الصحبي عتيق خير دليل على عدم توقيع حركة النهضة الإسلامية على وثيقة مؤتمر مناهضة العنف الذي أقيم مؤخرا في تونس.

ودعا في هذا السياق السلطات القضائية والأمنية في بلاده إلى التحرك وتحمل مسؤوليتها باعتبار أن تصريحات الصحبي عتيق "يعاقب عليها القانون".

وأعلن عدد من المحامين التونسيين منهم المحامية ليلى بن دبة، أنهم يعتزمون اليوم (الإثنين) التقدم إلى النيابة العامة بدعوى قضائية ضد الصحبي عتيق لعقابه جزائيا على تصريحاته التي وُصفت بأنها " دعوة صريحة إلى القتل".

/مصدر: شينخوا/