تقرير: تداعيات حل رئيس جنوب السودان الحكومة فجأة

أصدر رئيس دولة جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، مرسوما رئاسيا يوم 23 يوليو الحالي حل بموجبه الحكومة وعزل نائبه ريك مشار، بجانب باغان اموم الأمين العام للحزب الحاكم الحركة الشعبية لتحرير السودان، وكبير مفاوضي الحكومة للقضايا العالقة مع السودان، ووزير النفط ووزير المالية، وكلف وكلاء الوزارات بتسيير أعمالها. وفي نفس الوقت قال برنابا بنجامين وزير إعلام دولة جنوب السودان أن الرئيس سيشكل حكومة جديدة قريبا، لكنه لم يحدد المهلة المحددة.

احتمال اندلاع الحرب الأهلية

يعد هذا التغيير الحكومي أول تغيير كبير في الساحة السياسية في جنوب السودان منذ استقلاله عن الشمال قبل عامين.وقد استقل جنوب السودان في يوم 9 يوليو 2011 ،وفي ظل رغبة الشعب في التنمية المستقرة المناسبة،وتحويل المجالس السياسية في جنوب السودان،فإن الجميع متخوف من إمكانية حدوث اضطرابات في هذا البلد.

في نظر الكثيرين من جنوب السودان، أن ريك مشار وسلفاكير ميارديت على قدم المساواة السياسية. وأن منذ استقلال جنوب السودان والوضع الاقتصادي لم يتحسن، وارتفاع معدلات الفقر والفساد ولم تفتح الدبلوماسية أفاق جديدة، وانخفض معدل تأييد سلفاكير ميارديت. وقد كان الصراع السياسي بين الرئيس سلفاكير ميارديت ونائبه رياك مشار في الحرب الأهلية السودانية من 1983-2005. وفي ابريل من هذا العام، انتقد رياك مشار علنا قيادات كبيرة حول احتكار الطويل الأجل للحزب الحاكم، وكان تلميحه إلى تحدي لسلفاكير ميارديت في انتخابات عام 2015 .وأشار محللون إلى أن عزل سلفاكير ميارديت لرياك مشار هو الحد من قوة المعارضة داخل الحزب،وخاصة لاحتواء تحديات مشار لسلفاكير ميارديت.

قال يا كوني مسؤول منظمة غير حكومية في جنوب السودان، أن ما حدث عاصفة صراع على السلطة داخل الحزب الحاكم، وهو ما يعكس عدم استقرار النظام السياسي في جنوب السودان. وقد يجوز إعادة تعيين الكثير من الوزراء، ولكن لا يوجد إمكانية المصالحة بين الاثنين بسبب الاختلافات الكبيرة.

وأشار محللون آخرون إلى أن التناقضات داخل الحزب الحاكم يمكن أن تؤدي إلى تقسيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" إلى اثنين أو أكثر، والقصد الحقيقي لسلفاكير ميارديت هو جعل رياك مشار و باغان اموم يتركان "الحركة الشعبية لتحرير السودان"،لأنه لا يوجد حزب سياسي أخر يشكل تحديا للحزب في جنوب السودان، وبذلك لن يكون هناك خصم منافس.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/