تقرير: تداعيات حل رئيس جنوب السودان الحكومة فجأة (2)

الآثار السلبية للعلاقات القبلية والمفاوضات بين الشمال والجنوب

حل سلفاكير ميارديت الحكومة زاد من مخاوف الناس إزاء تصاعد العنف في جنوب السودان.حيث أن الأخيرة لديها أكثر من 200 من القبائل والفصائل.وينتمي سلفاكير ميارديت و رياك مشار إلى قبيلة الدينكا من أكبر القبائل،وقبلية نوفيل ثاني اكبر قبيلة، مما قد يؤدي إلى صراع بين القبيلتين وزيادة تفاقم الصراعات القائمة،ويمكن أن تؤثر في انتخابات عام 2015. وذكرت وكالات الأمم المتحدة الأسبوع الماضي، أن الصراعات المسلحة بين جيش جنوب السودان والمتمردين والقبائل المتنافسة أدى إلى تشريد نحو 120ألف شخص.

التغيير السياسي في جنوب السودان اثر على إيرادات الموارد النفطية للسودان وجنوب السودان. وتكاد تكون صادرات النفط المصدر الوحيد لدخل جنوب السودان. وقال برنابا بنجامين وزير إعلام يوم 24 يوليو الحالي، "المفاوضات حول النفط بين السودان وجنوب السودان مستمرة، ونحن متفائلون بشأن أفاق الحوار، ولكن اذا لم يتم التوصل إلى اتفاق ،يمكن أن نوقف صادرات النفط." ويذكر أن تصدير النفط في جنوب السودان شهد انخفاضا يوما بعد يوم. وأشار محللون أيضا إلى أنه إذا اخطأ الهدف في تحديد الحدود بين السودان وجنوب السودان، وتوزيع عائدات النفط وقضايا أخرى قد يؤدي إلى اندلاع الحرب بين البلدين. وإن رفض بعض المسؤولين التنسيق بين السودان وجنوب السودان، لن يؤدي إلا إلى صعوبة تطبيع العلاقات بين البلدين.

وقال خه وين بينغ باحث في معهد غرب آسيا وشمال إفريقيا بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، أن ما حدث يسلط الضوء على هشاشة النظام السياسي في جنوب السودان، فضلا عن صعوبة بناء الأمة.

يشمل جدول أعمال بناء جنوب السودان الوليدة حديثا على أربعة أركان، تعزيز الوحدة السياسية، إنشاء جيش وطني محترف، خلق مجتمع مدني ينبض بالحياة، إنشاء خدمات اجتماعية عادلة وفعالة. ومن بين الركائز الأربعة المذكورة فإن تعزيز التضامن السياسي أهم وأول الركائز. واليوم، فإن هذا الركن مهدد بالانهيار حتى قبل تأسيسه، ولا يمكن أن لا يجعل الناس قلقون بشأن مستقبل الوضع في جنوب السودان.

قال بعض النقاد الإعلاميين أن عزل نائب الرئيس وحل الحكومة يثير القلق، وقد يؤدي إلى نزاع مسلح في المنطقة. وإن الأمثلة حول اندلاع الحروب بسبب الصراع على السلطة في أفريقيا عديدة. ويعتقد المعلقين،أن مثل هذا التعديل القوي والمفاجئ في الحكومة، جلب قدر كبير من الشك في مستقبل جنوب السودان. وسخط ورفض كبار المسؤولين على الأرجح يؤدي إلى متاعب كثيرة.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/