راشيا (البقاع الغربي) أول أغسطس 2013 / بات مشهد عائلة سورية مؤلفة من عدة أفراد على متن دراجة نارية صغيرة مستعملة مألوفا في القرى والمناطق اللبنانية التي تؤوي النازحين، حيث سعى غالبيتهم لاقتنائها رغم وضعهم المادي الصعب تلبية لاحتياجاتهم الضرورية والمتعددة في التنقل.
ويقول النازح السوري من حلب سليمان الحلواني (55عاما) لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن " عددا كبيرا من مواطنيه يستخدم هذه الوسيلة للتنقل من مساكنهم إلى مواقع عملهم أو لشراء احتياجاتهم، كما أن هناك من يستغلها في بيع بعض المواد الغذائية خاصة السكاكر والكعك ".
وشكل إقبال السوريين على اقتناء وسيلة النقل هذه وارتفاع الطلب على الدراجات النارية المستعملة "مفاجأة" للتجار اللبنانيين، بعد سنوات من الركود بسبب التدابير التي تطبقها السلطات اللبنانية على سائقي الدراجات النارية عقب موجة من السرقة من قبل لصوص يستخدمونها.
ويقول دريد العيسى أحد كبار تجار الدراجات النارية، إن "رخص ثمن الدراجات الذي يتراوح بين 500 و700 دولار تسبب بطفرة في السوق، حيث كنا نبيع دراجة كل اسبوع واليوم نبيع ما بين 7 الى 15 دراجة يوميا".
وتابع العيسى أن سائقي الدراجات من النازحين يخشون من مصادرة السلطات لدراجاتهم لأن معظمهم ليس لديه وثائق ملكية ولوحات قانونية لأنهم يتجنبون تسجيل دراجاتهم وترخيصها في الدوائر الحكومية توفيرا للنفقات.
ويستخدم سماح العربيدي النازح من إدلب الدراجة النارية للطواف في الحي الذي يقيم فيه في بلدة العقبة البقاعية واضعا خلفه زوجته حليمة وأمامه اطفاله الثلاثة.
ويقول إن هذه النزهة تجلب الفرحة للأسرة، مؤكدا أنه لايجعلها تواجه خطرا لأنه "سائق ماهر ومتمكن من القيادة."
وتقول زوجة سماح "كان لدينا سيارة في سوريا وأصيبت خلال الحرب، وركوب الدراجة هو الأمر الوحيد لتغيير الجو العابق بالقهر والهم الذي نعيشه، وقد اضطررت الى بيع سوار ذهب كنت أحضرته معي حتى نتمكن من شراء هذه الدراجة المستعملة ".
وتتناوب 3 عائلات نازحة من آل الحمد في بلدة ضهر الأحمر البقاعية على استخدام دراجة نارية بعدما تعاونوا على شرائها بمبلغ 550 دولارا.
ويقول عباس الحمد إن "العائلات الثلاث تعيش في مبنى واحد، وكل عائلة تستعمل الدراجة لثلاثة ايام متتالية والصيانة ندفعها جميعا بالتساوي".
ويضيف عباس أن الدراجة ضرورية في التنقل وانها وسيلة النقل الوحيدة التي يمكننا شراؤها في لبنان كما ان مصروف الدراجة بسيط ويمكن تحمله.
ويقول النازح جميل السوفي من ريف دمشق، إن الدراجة تستهلك ماقيمته 3 دولارات من البنزين أسبوعيا وقطع الغيار رخيصة ومؤمنة.
أما النازح عبد الحكيم العلاوي من جباتا، فقد جعل الدراجة مصدر رزق له ولعائلته، ويقول أنه اشتراها بـ 600 دولار أمريكي ويعمل على تأجيرها مقابل دولار واحد مقابل كل ساعة.
ويضيف أن هناك من يستأجرها مقابل 5 دولارات في اليوم، وأن الدراجة تدر عليه شهريا مابين 100الى 150 دولارا، مشيرا الى أنه يفكر في شراء دراجة أخرى لتشغيلها.
ومقابل اعتبار النازحين السوريين للدراجات النارية بأنها نعمة، فهي قد باتت لكثرتها نقمة بالنسبة للسكان المحليين في القرى اللبنانية.
فقد أثار حركة عشرات الدراجات في القرى والضجيج الذي تخلفه في الشوارع والأزقة الضيقة، اضافة الى الدخان الذي ينبعث من بعضها حنق السكان المحليين.
ويقول اللبناني حسيب غيدا من بلدة دير الاحمر، أنه على السلطات المحلية والقوى الأمنية ضبط حركة الدراجات عبر تحديد اوقات خاصة لحركتها ومنعها من السير خلال ساعات الليل اضافة الى ضبط غير القانوني منها.
ويتجاوز عدد النازحين السوريين في لبنان 645 ألفا، بحسب آخر تقارير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
/مصدر: شينخوا/
1. حافظوا على القوانين، والانظمة المعنية التى وضعتها جمهورية الصين الشعبية، وحافظوا على الاخلاق على الانترنت، وتحملوا كافة المسؤوليات القانونية الناتجة عن تصرفاتكم بصورة مباشرة وغير مباشرة.
2. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين كافة الحقوق فى ادارة الاسماء المستعارة والرسائل المتروكة.
3. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين الحق فى نقل واقتباس الكلمات التى تدلون بها على لوحة الرسائل المتروكة لصحيفة الشعب اليومية اونلاين داخل موقعها الالكترونى.
4. تفضلوا بابلاغ arabic@peopledaily.com.cn آراءكم فى اعمالنا الادارية اذا لزم الامر.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn