تحالف القوى الوطنية الليبي يجمد عمله السياسي لحين إقرار الدستور

طرابلس أول أغسطس 2013 / أعلن تحالف القوى الوطنية الليبي عن تجميد مشاركته في العملية السياسية ممثلة في المؤتمر الوطني (البرلمان) الليبي والحكومة المؤقتة إلى حين إقرار الدستور الذي سينظم الحياة السياسية.

وجاء هذا الإعلان في مؤتمر صحفي عقده المتحدث باسم تحالف القوى الوطنية ورئيس كتلة التحالف في البرلمان توفيق الشهيبي يوم الخميس والذي أوضح فيه "يعلن تحالف القوى الوطنية عن تجميد مشاركته في العملية السياسية ممثلة في المؤتمر الوطني العام والحكومة المؤقتة إلى حين إقرار الدستور الذي سينظم الحياة السياسية، وسيكون لأعضاء التحالف سواء في البرلمان أو الحكومة حرية الاختيار كأفراد بين الاستمرار في وظائفهم من عدمه".

وقدم الشهيبي في بيان مطول تلاه على عدد من وسائل الإعلام الأجنبية والمحلية تفسيرات عديدة لأسباب إتخاذ هذا القرار، قائلاً "إن التحالف منذ تأسيسه كان ولا يزال يمثل حالة شعبية خرجت من رحم الوطن لتعبر عن أحلامه وطموحاته في دولة عصرية أساسها القانون والعدل، إلا أن الأمر لم يرق للبعض ممن يرون في ليبيا حلقة في مشروع أكبر يتجاوز المشروع الوطني".

هذا ويعد تحالف القوى الوطنية الذي يقوده محمود جبريل أكبر ممثل حزبي في البرلمان الليبي حيث يمتلك 39 مقعداً من أصل 200 مقعد برلماني ويليه حزب العدالة والبناء (إخوان ليبيا) بعدد مقاعد يصل إلى 17 مقعدا.

وتابع الشهيبي في بيان التحالف قائلا "بسبب حالة من الإنفلات الأمني والاغتيالات التي طالت مدن بنغازي وطرابلس وغيرها ، أنطلقت مظاهرات في أغلب مدن ليبيا منددة بالأحزاب وتجاذباتها ومطالبة بتجميدها حتي صدور الدستور بل أن بعضها طالب باسقاط المؤتمر والحكومة.

وقد نجحت حملات البعض الإعلامية والمخططة في تحويل انتباه المواطن وغضبه من الكتائب المسلحة خصوصاً بعد يوم السبت الأسود في بنغازي إلى الأحزاب بإعتبارها سبب كل ما يجري في ليبيا، ولا ندري كيف للأحزاب جميعها برغم كل خلافاتها وتجاذباتها أن تحدث ذلك وهي لا تشكل في مجموعها سوي 40 % فقط من أعضاء المؤتمر الوطني العام، لعل المشكلة تكمن في العكس من ذلك تماماً وهي أن الأحزاب لم تمكن من أداء دورها الذي التزمت به في برامجها وأصبح السلاح هو سيد الموقف يقرر ما يريد خارج المؤتمر وما المؤتمر إلا أداة للتنفيذ".

وشهدت مدن (طرابلس - بنغازي - سرت) موجة من العنف طالت اغتيال عدد من الشخصيات الوطنية والعسكرية ، كما استهدفت مؤسسات قضائية ومقرات دبلوماسية بعبوات ناسفة الأسبوع الماضي، ما أدى إلى مهاجمة مئات المتظاهرين لعدد من مقرات الأحزاب من بينها تحالف القوى الوطنية وإغلاق مقره بعد حرق محتوياته، احتجاجاً على ما وصفوه بتفضيل الأحزاب لمشروعاتها السياسية على حساب المصلحة الوطنية .

وفي ختام بيان التحالف، وجه الشهيبي ندائه لأنصاره قائلا "إن تحالف القوى الوطنية يوجه نداءه إلى كل المكونات التي أسسته وشاركت في تكوينه وإلى شبابه ونسائه ورجاله أن يشاركوا في مرحلة إعادة بناء هذا الكيان الشعبي الذي ولد من رحم 17 فبراير كحالة شعبية عامة بعيدة عن الأيديولوجيا ، ويجدد التحالف نداءه لشركاء الوطن بأن ثورة 17 فبراير كانت ثورة الجميع ولن تكون شرعية إلا بمشاركة الجميع، فإلاقصاء مهما طال أمده لن يولد إلا الثورات ، ودروس التاريخ قديمه ومعاصره شاهدة لمن ابتغي إلى القراءة سبيلاً ".

/مصدر: شينخوا/