تقرير إخباري: مسئولون عرب يؤكدون مساندة بلادهم القوية لمصر لعبور المرحلة الحرجة الحالية

بقلم/ عماد الأزرق

القاهرة 2 سبتمبر 2013\ أكد عدد من المسئولين العرب يوم الاثنين مساندة دولهم القوية لمصر لعبور المرحلة الحرجة التي تمر بها مصر حاليا.

كما أكدوا على تقديم بلادهم كل صور الدعم والمساعدة الاقتصادية والسياسية لتمكين مصر من مرور الأزمة التي تشهدها, خاصة منذ 3 يوليو الماضي.

وكان الجيش المصري قد أعلن على لسان قائده العام الفريق عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، في 3 يوليو الماضي مدعوما من قوى سياسية وثورية ودينية وشبابية عن "خارطة الطريق" التي تمت بموجبها الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي, وتعطيل الدستور, وحل مجلس الشورى.

وأكد الأمير سعود الفيصل، وزير خارجية المملكة العربية السعودية، خلال استقبال الدكتور حازم الببلاوى رئيس الوزراء المصري له, على توجيهات العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز لتوفير كافة أشكال المساندة لمصر, سواء ما يتعلق بالدعم المادي, أو فيما يتعلق بالمساندة والتأييد على الصعيد الدبلوماسي وفي المحافل الدولية, من أجل تصحيح الصورة المغلوطة عن حقيقة ما شهدته مصر في الثلاثين من يونيو.

وأوضح الفيصل أن موقف المملكة نابع من حرصها على الوقوف إلى جانب مصر وشعبها الشقيق في كافة الظروف, خاصة في الأوقات التي تتعرض فيها مصر لتحديات تستهدف أمنها واستقرارها.

وعلى الجانب الاقتصادي , تطرقت مباحثات الببلاوي مع الفيصل إلى بحث المشروعات التي يمكن أن تسهم فيها المملكة لدفع مسيرة التنمية في مصر, سواء المشروعات العاجلة لتحسين الحياة اليومية للمواطنين, أو المشروعات التي يمكن تنفيذها على الأمدين المتوسط والبعيد, لإحداث تنمية مستدامة في مصر, حسبما أفادت وكالة أنباء ((الشرق الأوسط)) الرسمية المصرية.

كما تناول وزير الخارجية السعودي خلال لقائه مع الفريق أول عبد الفتاح السيسى، وزير الدفاع والإنتاج الحربي المصري, التطورات المتلاحقة على الساحتين المحلية والإقليمية وانعكاساتها على الأمن والاستقرار في المنطقة .

ونقل الفيصل للسيسي تقدير الملك عبد الله بن عبد العزيز للجهود المبذولة لسرعة استعادة مصر لمكانتها الرائدة باعتبارها مركز الثقل والعمق الإستراتيجي للمنطقة العربية, مؤكدا أن العلاقات المصرية السعودية مبنية على روابط راسخة من مشاعر الأخوة والتنسيق والتعاون والعمل العربي المشترك في كافة المجالات .

واختتمت الاثنين أيضا جلسة المباحثات الثنائية بين وزير الخارجية المصري نبيل فهمى والبحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة, والتي تم خلالها الاتفاق على ترتيب انعقاد اللجنة المشتركة بين البلدين خلال الأشهر القادمة لتنمية العلاقات الثنائية.

وقال وزير خارجية البحرين إنه التقى خلال زيارته للقاهرة الرئيس عدلي منصور، وسلمه رسالة من الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين, تتعلق بالعلاقات الثنائية والموضوعات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين.

وأشار الشيخ خالد آل خليفة إلى أنه أكد موقف البحرين الثابت الداعم لمصر فيما تقوم به السلطات المختصة من جهود لإعادة الأمن والاستقرار وإجراءات لمكافحة العنف والتطرف, معتبرا أن هذا هو حق المواطن على الدولة وهو شأن من شئون مصر الداخلية لا يحق لأحد المساس به.

وأضاف أنه أكد أن البحرين تقف جنبا لجنب مع مصر وتساعدها في كل المحافل الدولية والإقليمية حتى تعبر هذه المرحلة بسلام وتنفذ خريطة المستقبل بكل اقتدار بحكمة قيادتها وشعبها العظيم نحو مستقبل أكثر ازدهارا, معربا عن ثقته في أن مصر ستستعيد دورها العربي الإقليمي للدفاع عن قضايا أمتيها العربية والإسلامية.

وأشار إلى أنه في إطار حرص البحرين على تنمية العلاقات الثنائية مع مصر، فقد تم الاتفاق مع وزير الخارجية المصري نبيل فهمي على أهمية تفعيل اللجنة المشتركة بين البلدين وتحديد موعد لدورتها القادمة بالقاهرة في أقرب فرصة ممكنة.

وردا على سؤال حول إمكانية تشكيل شبكة أمان عربى اقتصادية وسياسية بعد المحاولات الغربية لاستخدام ورقة المساعدات وإمكانية دور أكبر للجامعة العربية, قال وزير الخارجية المصري إننا "ممتنون للدعم العربي لمصر, ولكن قراءتي للدعم العربي كانت أوسع كثيرا من أن مصر ستعوض أي ضغط أمريكي بالمساعدات من خلال دعم عربي".

وتابع فهمي قائلا إن "الموقف العربي كان موقفا سياسيا قويا يعكس مدى العلاقة مع الدول العربية الصديقة التي اتخذت هذا الموقف أو التي أيدتنا سياسيا فهذا أثبت أن مصر ليست وحدها ولا يتم الضغط عليها وهي تقود ولها دور في هذه المنطقة ... وإنك إذا دخلت مواجهة مع مصر فإنك تدخل في مواجهة مع عدد من الأطراف العربية".

من جانبه, أكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري خلال لقائه مع نظيره المصري, دعم العراق وحكومته لثورة الشعب المصري في 30 يونيو, وما تحقق من تغيير باتجاه المزيد من الأمن والاستقرار وتمكين الشعب المصري من تقرير مستقبله وسيادته ومصالحه.

وشدد زيباري على أن قوة مصر هي قوة لكل الدول والشعوب العربية, مشيرا أنه تم بحث موضوع تحريك العلاقات الثنائية واللجان المشتركة وتفعيل اللجان المشتركة.

وأضاف أنه تم أيضا بحث عدد آخر من القضايا الثنائية وسوف يتواصل الجانبان في إطار من التشاور المستمر بين بغداد والقاهرة.

كما كشف وزير خارجية الجزائر مراد مدلسي أن رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال سيزور مصر قريبا, حيث يلتقي الدكتور حازم الببلاوي رئيس الوزراء, حيث يترأس كلا منهما اجتماعات اللجنة المشتركة العليا بين الدولتين والتي ستكون محطة كبرى هامة لدفع العلاقات بين الدولتين إلى الأمام.

وقال مدلسي, عقب مباحثات أجراها الاثنين مع وزير الخارجية المصري نبيل فهمي, إننا "ركزنا بصفة خاصة على التعاون الثنائى بين الدولتين وخرجنا بأكثر من قناعة أن امكانيات كل من مصر والجزائر الضخمة على الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية تؤهل الدولتين إلى مزيد من التعاون في كل الميادين".

في نفس السياق, أكد وفد البرلمان العربي برئاسة أحمد الجروان رئيس البرلمان تأييد ودعم البرلمان العربي لمصر وشعبها في هذه المرحلة الهامة من تاريخها, كما أكدوا أن استقرار مصر هو استقرار للعرب جميعا, لأن مصر دولة ذات مكانة تاريخية وتأثير ثقافي وحضاري على المنطقة العربية بأسرها.

وأشار الوفد, خلال استقبال الدكتور حازم الببلاوى له الاثنين, إلى أن البرلمان العربي يضع إمكاناته واتصالاته الدبلوماسية لمساندة الدبلوماسية المصرية فيما يخص الموقف الدولي من ثورة 30 يونيو.

وأضاف الوفد أن البرلمان العربي لا يسعى من قريب أو بعيد للتدخل في الشئون الداخلية لمصر, لأن الشعب المصري واع وقادرعلى صياغة مستقبله وتحديد خياراته , وقال إن أعضاء البرلمان العربي يقفون ضد قوى الإرهاب, وضد كل من يحاول زعزعة استقرار مصر, أو الانتقاص من مكانتها ودورها الإقليمي.

على صعيد آخر, أكد الفا عمر كوناري، رئيس وفد لجنة الحكماء الأفريقية, خلال لقائه مع رئيس الوزراء المصري بالقاهرة الاثنين, أكد على المبادئ الرئيسية للمجتمعات الديمقراطية وفي مقدمتها ضرورة نبذ العنف بشكل كامل ,لأن لجوء بعض القوى السياسية إلى العنف يفقدها المصداقية أمام الرأي العام, ويؤثر بالسلب على فرص فتح حوار بناء.

وأكد كوناري والوفد المرافق له على دعم الإتحاد الأفريقي لجهود الحكومة فى تنفيذ بنود خارطة الطريق في إطار عملية سياسية شاملة, مع التأكيد على أن الشأن الداخلي المصري أمر يقرره شعب مصر, ورفض الاتحاد الأفريقي القاطع لتدويل الشأن المصري.

وأكد رئيس الوزراء المصري, من جانبه, على أن الحكومة ملتزمة بتنفيذ بنود خارطة الطريق, مشيرا إلى قرار تشكيل لجنة الخمسين المكلفة بوضع الدستور الجديد للبلاد, والذي سيتبعه إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية.

وشدد الببلاوي على أن القضاء هو من له القول الفصل فيما يخص المتورطين في أعمال العنف والتحريض عليها, وأن باب الحوار مفتوح مع كل من يلتزم بالمبادئ الأساسية للديمقراطية كما وردت فى برنامج الحكومة لحماية المسار الديمقراطي ولم يتورط في أية جرائم, وكذا مع كافة القوى التي تلتزم بقواعد الديمقراطية والسلمية ونبذ العنف.

ويزور وفد حكماء أفريقيا القاهرة للمرة الثانية منذ الإطاحة بالرئيس المصري السابق محمد مرسي, موفدا من الاتحاد الأفريقي للتحقق من الأوضاع في مصر, خاصة في ضوء قرار مجلس الأمن والسلم الأفريقي تعليق مشاركة مصر بأنشطة الاتحاد في أعقاب الإطاحة بمرسي, وهو ما رفضته الحكومة المصرية.

ملف خاص: تطور الوضع المصري بعد عزل محمد مرسي

/مصدر: شينخوا/