بقلم: شيماء خه
بكين 15 أغسطس 2013/ إن "صبر الحكومة وتحملها قارب على النفاد"، بهذه الكلمات علق رئيس الوزراء المصري حازم الببلاوي قبل أيام على اعتصامين لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي بالقاهرة والجيزة.
وبالفعل، نفد صبر الحكومة المصرية يوم الأربعاء ، فأطلقت عملية أمنية مباغتة لفض الاعتصامين، ما أدى إلى مقتل ما يزيد على مائتي شخص وجرح أكثر من ألفين آخرين جراء العملية وتداعياتها.
ورغم أن عملية فض الاعتصامين نفسها جاءت مباغتة إلا أنها كانت متوقعة، حسبما قال خبراء صينيون، مؤكدين في الوقت نفسه أنه لا بديل عن المصالحة لخروج مصر من أزمتها الحالية.
عملية مباغته ولكن متوقعة
أعلنت الحكومة المصرية أوائل الشهر الجاري أن قرار فض اعتصامي أنصار مرسي "نهائي، توافق عليه الجميع، ولا رجعة عنه على الإطلاق ".
ونفذت الحكومة المصرية ما تعهدت به، وأطلقت عملية أمنية لفض الاعتصامين في ساعة مبكرة من صباح يوم الأربعاء، ولم ينته اليوم حتى تمكنت من السيطرة بالكامل على موقعي الاعتصامين في ميداني رابعة العدوية بالقاهرة والنهضة بالجيزة.
وفي هذا السياق، قال تشنغ هاو، المحلل السياسي لقناة ((فينيكس)) بهونغ كونغ، إنه "على الرغم من أن عملية فض الاعتصامين نفسها جاءت مباغتة، إلا أنها كانت متوقعة، إذ أمرت الحكومة الانتقالية من قبل المعتصمين بمغادرة ميداني رابعة العدوية والنهضة بشكل طوعي"، موضحا أن الحكومة "لم تستبعد استخدام إجراءات قوية لو أصر مؤيدو مرسي على اعتصامهم في الميدانين".
وأضاف تشنغ أن "تنفيذ قرار فض الاعتصامين جاء نتيجة لنفاذ صبر الحكومة وغالبية المجتمع".
وذكر تشنغ أنه "منذ 3 يوليو الماضي، تجمع عشرات الآلاف من أنصار مرسي في ميداني رابعة العدوية والنهضة للمطالبة بعودته إلى السلطة، واستمرت المواجهة بين أنصار مرسي والحكومة لأكثر من شهر. وبعد فشل سلسلة من الإجراءات، بما فيها المفاوضات والوساطات الدولية، نفد صبر الحكومة".
وتابع تشنغ قائلا "إن السبب الآخر لفض الاعتصامين يتمثل في نفاد صبر غالبية المجتمع وعلى خلفية حالة الاستياء من المواجهات الحادة التي تقع من حين لآخر بين أنصار مرسي والحكومة منذ أكثر من شهر، ما فرض ضغوطا مجتمعية على الحكومة المؤقتة وجعلها تضطر إلى اتخاذ إجراءات قوية".
فض الاعتصامين ليس نهاية المطاف
بعد فض الاعتصامين في ميداني النهضة ورابعة العدوية، أوقفت الحكومة المصرية حركة القطارات ببعض المحافظات، وأعلنت الرئاسة المصرية أن "الرئيس عدلي منصور أصدر قرارا بعد موافقة مجلس الوزراء بإعلان حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد لمدة شهر"، وتم فرض حظر للتجوال في عدة محافظات، في خطوات تهدف إلى احتواء أعمال العنف التي اندلعت في البلاد في أعقاب فض الاعتصامين.
بيد أن لي شاو شيان، نائب رئيس الأكاديمية الصينية للعلاقات الدولية المعاصرة، يرى أن "عملية فض الاعتصامين ستثير مواجهة أشد مع جماعة الاخوان المسلمين، التي ينتمي إليها الرئيس المعزول مرسي، ما قد يوسع نطاق إراقة الدماء".
وأضاف لي أن "نجاح قوات الأمن المصرية في فض الاعتصامين لا يعني انتهاء الأمر، وليس نهاية المطاف. ففي وجود وسائل الاتصالات الحديثة، يستطيع أعضاء جماعة الاخوان المسلمين الاحتشاد بشكل واسع وتنظيم تظاهرات مجددا".
وحذر لي من أنه "مع تزايد حدة الاشتباكات، قد تسعى السلطات المصرية إلى تصنيف جماعة الاخوان المسلمين كمنظمة إرهابية.
وبالتالي، تضطر الجماعة إلى التحرك سرا، وقد يتجه الجانب المتشدد في الجماعة إلى طريق المواجهة المسلحة، وهذا سيناريو مخيف للغاية".
وشاطر الخبير تشنغ هاو الرأي نفسه قائلا إنه "في الفترة القادمة، سوف يحدث باستمرار سيناريو مواجهة وإراقة دماء ليس في القاهرة فحسب، وإنما في مدن مصرية أخرى أيضا. وذلك ما لا يريد الشعب المصري ولا المجتمع الدولي رؤيته".
لا بدل عن المصالحة
"العنف لا يولد إلا العنف ... كنت أرى أن هناك بدائل سلمية لفض هذا الاشتباك المجتمعي وكانت هناك حلول مطروحة ومقبولة لبدايات تقودنا إلى التوافق الوطني، لكن الأمور سارت إلى ما سارت إليه ومن واقع التجارب المماثلة فإن المصالحة ستأتي في النهاية لكن بعد تكبدنا ثمنا غاليا كان من الممكن في رأيي تجنبه"، هكذا قال محمد البرادعي، نائب الرئيس المصري السابق، في بيان استقالته من منصبه يوم الأربعاء احتجاجا على فض اعتصامي أنصار مرسي بالقوة، بحسب ما ذكر مكتبه الإعلامي.
ويرى الخبير لي شاو شيان أيضا أنه "منذ الإطاحة بنظام مرسي في 3يوليو الماضي، تدرك القوات المسلحة والحكومة الانتقالية في مصر أن عزل الرئيس ليس السبيل للخروج من الوضع الصعب، ولكن الطريق الوحيد هو تحقيق المصالحة الوطنية".
وتابع لي قائلا إن القوات المسلحة عزلت مرسي "لإظهار العين الحمراء من جهة، فيما دعت جماعة الاخوان المسلمين إلى المشاركة في خارطة الطريق من جهة أخرى. لكن إصرار الاخوان المسلمين على عودة مرسي أدى إلى الجمود السياسي الحالي".
وأشار لي إلى أن "مصر وصلت إلى منعطف خطير. وستؤثر نتيجة فض الاعتصامين مباشرة على الوضع المستقبلي في البلاد".
وبدوره، قال تشنغ إنه يتعين على الحكومة الانتقالية إنهاء حالة الانقسام في المجتمع المصري، وإحلال الاستقرار، والعودة إلى طريق التطور السياسي المستقر".
ويرى جيانغ يا بينغ، خبير الشؤون الدولية بوكالة الأنباء ((شينخوا))، أنه ليس بمقدور أحد التكهن بمستقبل مصر، مضيفا "لكن هناك نقطة يمكن تأكيدها مفادها أن المواجهات وأعمال العنف لن تحل الأزمة.
ولا بد أن تخرج مصر من دائرة العنف في الشوارع، ولا بد من إجراء حوار سياسي في أسرع وقت ممكن لتجنب خطر استمرار العنف".
وأوضح جيانغ أن "ثمة أولوية قصوى بالنسبة للحكومة الانتقالية تتمثل في إدماج جماعة الاخوان المسلمين في عملية الانتقال السياسي وإلا فستكون العملية متعرجة"، موصيا الاخوان المسلمين "بالامتثال للواقع، وإعادة النظر في الأخطاء التي ارتكبتها الجماعة في فترة توليها السلطة، والتخلي عن الاحتجاجات في الشوارع ، والتعبير عن سعيها للاندماج في جولة جديدة من المصالحة، وتجنب تفاقم الوضع المتأزم في البلاد".
/مصدر: شينخوا/
1. حافظوا على القوانين، والانظمة المعنية التى وضعتها جمهورية الصين الشعبية، وحافظوا على الاخلاق على الانترنت، وتحملوا كافة المسؤوليات القانونية الناتجة عن تصرفاتكم بصورة مباشرة وغير مباشرة.
2. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين كافة الحقوق فى ادارة الاسماء المستعارة والرسائل المتروكة.
3. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين الحق فى نقل واقتباس الكلمات التى تدلون بها على لوحة الرسائل المتروكة لصحيفة الشعب اليومية اونلاين داخل موقعها الالكترونى.
4. تفضلوا بابلاغ arabic@peopledaily.com.cn آراءكم فى اعمالنا الادارية اذا لزم الامر.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn