تقرير إخباري: جماعة جهادية تتبنى محاولة اغتيال وزير الداخلية والجيش يواصل تطهير سيناء من التكفيريين

القاهرة 8 سبتمبر 2013 / أعلنت جماعة جهادية تطلق على نفسها (أنصار بيت المقدس) اليوم (الأحد) مسئوليتها عن محاولة الاغتيال الفاشلة التى استهدفت الخميس الماضى وزير الداخلية المصري محمد ابراهيم، فى وقت يواصل الجيش تنفيذ أكبر عملية أمنية فى سيناء لتطهيرها من الارهابيين والتكفيريين المسلحين الذين قدرهم الدكتور مصطفى حجازي المستشار السياسي لرئيس الجمهورية بحوالي 12 الف ارهابي.

وقالت الجماعة، التى تتمركز فى شبه جزيرة سيناء، فى بيان حمل عنوان "غزوة الثأر لمسلمي مصر" إنها تمكنت من " كسر المنظومة الأمنية لوزير الداخلية محمد ابراهيم بعملية استشهادية قام بها أسد من أسود أرض الكنانة، ولقد رأى وزير الداخلية الموت بأم عينه، لكن لكل أجل كتاب، والقادم أدهى وأمر بإذن الله ".

وأضافت " إننا جماعة تعمل من أجل اقامة دين الله فى الارض بالجهاد فى سبيل الله والدعوة اليه بالحكمة والموعظة الحسنة، ولقد رفضنا سلوك طريق الديمقراطية الشركي لانه يناقض توحيد الله، وحذرنا المسلمين منه مرارا وتكرارا، واليوم قد ظهر لكل عاقل ان الديمقراطية صنم عجوة اذا جاع صانعوه اكلوه ".

وتابعت " اننا جزء من الامة المسلمة فى مصر نحزن ونتألم لما يصيبها من آلام، وقد هالنا ما رأيناه من مجازر ضد عوام المسلمين العزل عند (مقر) الحرس الجمهوري، و(ميداني) رابعة العدوية والنهضة، (حيث كان انصار الرئيس المعزول محمد مرسي يعتصمون للمطالبة بعودته إلى سدة الحكم)، واحراق المكان بمن فيه من قتلى ومصابين والاعتداء على النساء والاطفال، واقتيدت حرائر ارض الكنانة إلى السجون فى سابقة لم تحدث فى مصر منذ زمن".

واردفت " وتوالى مسلسل الاعتداء على المساجد فى رابعة العدوية و (ميدان) رمسيس و (محافظة) الاسكندرية وغيرها (..) وقصفت بيوت الله فى سيناء فى هجوم صارخ على كل ما يمت للاسلام بصلة، فكان لزاما علينا القيام بنصرة اخواننا المسلمين بدفع الصائل على دينه وانفسهم واعراضهم، فكانت هذه الغزوة المباركة".

واستطردت " نعاهد الله ان نقتص للمسلمين من كل من ساهم فى قتلهم واعتدى على اعراضهم وعلى رأسهم (وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، ومحمد ابراهيم)، واننا لن يهدأ لنا بال حتى نقتص للامة من هؤلاء المجرمين جميعا، وابواق اعلامهم الذين يضللون الامة ويزيفون الحقائق ويحرضون على قتل ابنائها".

وواصلت " نناشد جميع المسلمين فى مصر بالابتعاد عن جميع المنشآت والمقار الخاصة بوزارتى الدفاع والداخلية حفاظا على ارواحهم وممتلكاتهم، كما ندعوهم للالتفاف حول اخوانهم المجاهدين فى حربهم ضد هؤلاء المجرمين".

وختمت بالقول " نتوجه بالاعتذار للمسلمين عامة ولاقارب الشهداء خاصة عن عدم قتل وزير الداخلية، ونعدهم بان صولات المجاهدين ستتكرر عليه وعلى امثاله".

ونجا اللواء محمد ابراهيم الخميس من محاولة اغتيال بـ"عبوة ناسفة"، استهدفت موكبه فى الطريق من منزله إلى مقر وزارة الداخلية، فى حادث أوقع قتيلا من الشرطة، وأكثر من 20 مصابا.

وأكد مصدر أمني رفيع المستوى بوزارة الداخلية قيام الأجهزة المعنية بالوزارة بتحليل البيان الذي أعلنته جماعة أنصار بيت المقدس حول تبنيها محاولة اغتيال وزير الداخلية، بحسب ما نقلت عنه وكالة أنباء (الشرق الأوسط).

وقال المصدر الأمني إن بيان جماعة أنصار بيت المقدس يثير الشكوك حول مدى مصداقيته، خاصة أنه جاء بعد أربعة أيام من وقوع الحادث الإرهابي، مشيرا إلى أن البيان ربما يكون لتضليل أجهزة البحث لإبعادهم عن العناصر الحقيقية المنفذه للعملية الإرهابية.

لكن المصدر عاد موضحا ان البيان من المحتمل ان يكون صحيحا، وربما يكون ردا على العملية الواسعة التي تقوم بها القوات المسلحة بسيناء، وما حققته من نجاحات مبهرة في ملاحقة العناصر والجماعات الإرهابية.

وشدد على استمرار أجهزة البحث والمعلومات بوزارة الداخلية في خططها الأمنية لتعقب المتهمين بالضلوع في المحاولة الفاشلة لإغتيال وزير الداخلية، كاشفا عن ضبط حوالي 80 شخصا من المشتبه فيهم بالتورط فى الحادث.

بموازاة ذلك، استأنفت القوات المسلحة اليوم عملياتها العسكرية ضد "البؤر الارهابية" فى محافظة شمال سيناء، شمال شرق القاهرة.

وقال الناطق باسم الجيش العقيد اركان حرب احمد محمد علي أنه " فى اطار عملية امنية موسعة تستمر عدة ايام لاستعادة الامن والاستقرار (.. ) واصلت المجموعات القتالية التابعة للقوات المسلحة والامن المركزي مدعومة بغطاء جوي مكثف من طائرات الهليكوبتر المسلح تنفيذ اكبر عملية امنية فى شمال سيناء لمهاجمة البؤر الارهابية والقبض على العناصر التكفيرية المسلحة".

وأوضح، فى بيان على صفحته بموقع التواصل الإجتماعي (فيسبوك)، أن قوات الجيش والشرطة قامت بمداهمة وتدمير 118 بؤرة تتمركز بها العناصر الارهابية المسلحة، وتدمير 33 عربة مجهزة باسلحة ثقيلة ومتوسطة استخدمتها هذه العناصر فى مهاجمة الكمائن والنقاط الامنية فى سيناء.

وتمكنت القوات المسلحة خلال عملياتها أمس السبت فى سيناء من قتل تسعة عناصر تكفيرية، وتوقيف مثلهم، وتدمير ثلاثة مخازن للأسلحة والمتفجرات.

من جهته، قال مصدر عسكرى إن عناصر الجيش سوف تستكمل عمليات ملاحقة البؤر الإرهابية والجماعات التكفيرية المسلحة خاصة فى مدن العريش، ورفح، والشيخ زويد بشمال سيناء خلال الأيام المقبلة، فى إطار خطة القيادة العامة للقوات المسلحة لتطهير سيناء من الجماعات الإرهابية.

وأكد أن قوات الجيش والشرطة مستمرة فى شن عمليات مكثفة على أوكار الجماعات الإرهابية، حتى يتم الإعلان خلال وقت قريب عن تطهير سيناء نهائيا من أية جماعات مسلحة.

فى حين، قال الدكتور مصطفى حجازي المستشار السياسي لرئيس الجمهورية فى تصريحات متلفزة إن عدد الارهابيين فى سيناء ارتفع من الف إلى 12 الفا خلال العام الذى تولى فيه الدكتور محمد مرسي رئاسة البلاد والذى تم عزله فى الثالث من يوليو الماضى.

وأكد مصدر أمني أن الحصر المبدئي للقتلى والمصابين للحملة الامنية فى سيناء اليوم بلغ 11 قتيلا ومصابا، الى جانب ضبط 10 من العناصر الارهابية.

/مصدر: شينخوا/