محللون عسكريون: تعليق المساعدات الأمريكية لن يؤثر على مصر.. ويؤكد تخبط واشنطن

القاهرة 10 أكتوبر 2013 /أكد عدد من المحللين العسكريين أن قرار الادارة الأمريكية الأخير بتعليق جزء من المساعدات العسكرية والمالية لن يؤثر على مصر, وأن هذا القرار يؤكد تخبط الادارة الأمريكية وعدم وضوح الرؤية لديها.

وأوضحوا أن مصر تملك ترسانة عسكرية متنوعة وقدرات تكنولوجية وفنية تمكنها من التغلب على ذلك, كما أن المساعدات المالية لمصر غير ذات أهمية, بحسب المحللين.

واعلنت الولايات المتحدة الاربعاء إعادة النظر في حجم مساعداتها لمصر عبر تعليق تزويدها بمروحيات اباتشي وصواريخ وقطع غيار لدبابات هجومية, وذلك في غمرة الاضطرابات التي يشهدها وحملة القمع التي تشنها السلطات على أنصار الرئيس الاسلامي المعزول محمد مرسي.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جنيفر بساكي في بيان لها ان واشنطن ستجمد تسليم معدات عسكرية ومساعدات مالية للحكومة المصرية, وذلك في انتظار إحراز تقدم ذو مصداقية نحو حكومة مدنية منتخبة ديموقراطيا.

وأوضح مسؤولون أميركيون أن تجميد المساعدة العسكرية الاميريكية لمصر يشمل تسليم مروحيات اباتشي وصواريخ هاربون وقطع غيار لدبابات ايه وان/ام وان الهجومية, إضافة الى 250 مليون دولار من المساعدة الاقتصادية.

وقال اللوء محمد علي بلال نائب رئيس أركان القوات المسلحة المصرية السابق, قائد القوات المصرية في حرب الخليج الثانية "درع الصحراء, إن هذا القرار سبق وأعلن منذ ثلاثة أشهر, وتم خلاله تعليق تسليم أربعة طائرات إف16.

وأضاف بلال لوكالة أانباء الصين الجديدة (شينخوا) أن ما تم بالأمس هو تجديد استمرار القرار مع إضافة طائرات الاباتشي وبعض الصواريخ وقطع غيار دبابات أمريكية, بالاضافة إلي جزء من المساعدات المالية.

وأكد أن عدم تسليم هذه المساعدات العسكرية لمصر الأن لا يمثل اي مشكلة أو ضغوط عسكرية أو سياسية على مصر, ولن يترك اي تأثير على القوات المسلحة, خاصة وأن مصر لديها من الترسانة العسكرية ما يمكنها من التصدي لأي اعتداء خارجي, كما ان مصر من غير المنظرو أن تدخل في حروب على المدى القريب والمتوسط وعلاقاتها جيدة مع جميع دول العالم.

ولفت إلى أن السياسة الأمريكية غير واضحة ومشوشة, وتابع قائلا "الادارة الأمريكية أعلنت أنها ستستمر في تقديم المعونة المتعلقة بمساعدة مصر على مكافحة الأرهاب, ومصر تستخدم طائرات الاباتشي في مكافحة الارهاب في سيناء ورصد وتعقب الارهابيين, فهل أمريكا ستسلم طائرات الاباتشي لمكافحة الارهاب أم ستعلق تسليمها ؟

وأوضح أن هذا يؤكد أن هناك حالة من التخبط في الادارة الأمريكية, وأن التخبط الداخلي فيما يتعلق بالموازنة العامة للحكومة الأمريكية, امتد للتخبط الخارجي في التعامل مع مصر.

وأعرب مجلس الوزراء المصري في اجتماعه يوم الخميس عن استغرابه لقرار الولايات المتحدة بتجميد بعض المساعدات العسكرية فى الوقت الذى تخوض فيه مصر حربا ضد الأرهاب.

وشدد مجلس الوزراء, على مواصلة تنفيذ بنود خارطة الطريق التي وضعتها قوى الشعب, بالتوازي مع الإستمرار في مكافحة الإرهاب بكل صوره وأشكاله في ظل إرادة حرة مصرية وتفويض شعبي جارف من شعب مصر, من أجل دحر قوى الإجرام والإرهاب.

وأشار بلال إلى أن توقيت إعلان القرار لاستخدام سياسي محلي كنوع من التقشف ومساندة الحريات والديمقراطية, وللاستخدام السياسي الأقليمي باعتباره رسالة للقوى الاسلامية في المنطقة بأن واشنطن لازالت تمارس ضغوطا على مصر.

وقال إن "مصر تقدر الموقف الأمريكي تماما, وتعلم أنه لا تغيير أمريكي تجاهها, وان واشنطن تغازل الداخل بانتظار ما سيحدث بالنسبة لخارطة الطريق لاستئناف مساعداتها لمصر, والقاهرة حريصة على المضي قدما في تنفيذ خارطة الطريق التي وضعتها للخروج من أزمتها السياسية الراهنة".

وأضاف أنه لن يتم إتخاذ أي إجراءات مضادة على الاطلاق من جانب مصر, لأنها تدرك أن هذه الخطوة الأمريكية لن يكون لها أي تاثيرات سياسية أو عسكرية أو حتى اقتصادية.

ذكر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير بدر عبد العاطي أن ما ورد في بيان المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية بشأن استمرار تأجيل تسليم بعض المعدات العسكرية لمصر هو قرار غير صائب من حيث المضمون والتوقيت.

وقال بدر فى بيان صحفى يوم الخميس, إن القرار الأمريكي يطرح تساؤلات جادة حول استعداد الولايات المتحدة لتوفير الدعم الاستراتيجى المستقر للبرامج المصرية الأمنية, خاصة فى ظل المخاطر والتحديات الإرهابية التى تتعرض لها, وذلك بصرف النظر عن أنها إجراءات مؤقتة ولا تشمل قطعاً أو تخفيضاً للمساعدات, وصاحبها تأكيدات أمريكية حول استمرار دعم الحكومة الانتقالية في مصر.

وأضاف أن مصر يهمها أيضاً استمرار العلاقات الطيبة مع الولايات المتحدة, وأنها ستتخذ قرارها فيما يتعلق بالشأن الداخلى باستقلالية تامة ودون مؤثرات خارجية, وستعمل على ضمان تأمين احتياجاتها الحيوية بشكل متواصل ومنتظم خاصة فيما يتعلق بأمنها القومي.

من جانبه, قلل اللواء سيد الجابري الخبير الاستراتيجية من تأثيرات الخطوة الأمريكية التي إتخذت أمس بتعليق جزء من المساعدات العسكرية والمالية لمصر.

وأوضح الجابري لـ (شينخوا) أن هذه المساعدات الأمريكية التي تم تعليقها مؤخرا تأتي في إطار خطة تم الإتفاق عليها بموجب إتفاق السلام بين مصر واسرائيل, ومستمرة منذ ثمانينات القرن الماضي.

وقال إن الخطوة الأمريكية غير مؤثرة على الاطلاق في تسليح مصر بصفة عامة, مؤكدا أن الخطوة الأمريكية ستؤثر على الولايات المتحدة قبل مصر, كما أنه سيؤثر على السلام في الشرق الأوسط, موضحا أن ذلك ما جعل مصر تتعامل مع الأمر بهدوء.

وأكد أن الادارة الأمريكية تمر بحالة تخبط, وأرجع هذا التخبط الى نجاح مصر في إفشال مخطط الشرق الأوسط الكبير, ونجاح الجيش والشرطة والشعب المصري في توجيه ضربات قوية للارهاب في سيناء وإحكام قبضتها على سيناء, ما جعل الادارة الأمريكية تتخبط وترتكب هذا الخطأ الاستراتيجي..

وشدد على أن الخطوة الأمريكية لاتمثل أي تأثير سلبي على الجيش المصري, لامتلاكه ترسانة متنوعة من الأسلحة, كما أن الجيش المصري لديه من القدرة والفنيين ما يمكنها من التغلب على تعليق قطع غيار الدبابات خاصة وان مصر أثبتت نجاحا كبيرا في تطوير الكثير من الاسلحة الامريكية مما دعا واشنطن نفسها إلي طلب إدخال التطويرات المصرية.

وقال مسئول بالإدارة الأمريكية, إن وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل أجرى إتصالا هاتفيا بالفريق أول عبد الفتاح السيسي, وزير الدفاع, القائد العام للقوات المسلحة, لبحث مسألة المساعدات الأمريكية لمصر.

وأكد هيغل للسيسي, حسب وكالة أنباء (الشرق الأوسط) أن العلاقات والمساعدات الأمريكية لمصر مستمرة, وقال "إن الولايات المتحدة ستواصل المساعدة في القضايا التي تخدم الأهداف الأمنية الحيوية للجانبين بما في ذلك مكافحة الإرهاب وانتشار الأسلحة وتأمين الحدود والأمن في سيناء".

وشدد علي أهمية العلاقات بين واشنطن والقاهرة لتدعيم الأمن والاستقرار ليس فقط بالنسبة لمصر بل الولايات المتحدة ولمنطقة الشرق الأوسط أيضا.

وإتفق الجانبان على إتخاذ الخطوات اللازمة لاستئناف المساعدات وكذلك أهمية التزام مصر بخارطة الطريق لاقامة نظام ديمقراطي يشمل كافة الأطياف.

/مصدر: شينخوا/