تعليق: النبش لكشف أسباب وفاة ياسرعرفات لن يغير من الوضع السياسي الحالي في فلسطين

توفي زعيم منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات، في باريس يوم 11 نوفمبر عام 2004 عن 75 عاما بعد مرض غامض دام فترة قصيرة، واعتقد الناس في ذلك الوقت أن وفاة عرفات قد نجمت عن أحد أمراض الدم . وأكدت مجلة لانست الطبية البريطانية مؤخرا أن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات قد مات مسموما.

ومن قناة الجزيرة القطرية إلى مجلة لانست الطبية البريطانية، ومن اختبار جيني إلى تشريح الجثة، أصبح وفاة عرفات جزءا من اللعبة السياسية الفلسطينية.

أعربت الولايات المتحدة وإسرائيل عن رفضهما للحوار مع ياسر عرفات خلال المرحلة الأخيرة من حياته لدعمه للانتفاضة، في حين يفضلون خليفته السياسي محمود عباس. كما أن "حماس" القوة السياسية الفلسطينية المنافسة تنتهز هذه الفرصة لتكبير تأثيراتهم وتخلق مشاكل سياسية استمراريا. وقد جعل تأييد أرملة ياسر عرفات بشدة نظرية المؤامرة والتسمم على حافة اللعبة السياسية الفلسطينية منذ عام 2004.

لقد رفضت قيادات فتح تشريح جثة ياسر عرفات بعد فتح ملف الشكوك حول أسباب وفاته مباشرة، لكن في نهاية المطاف تم توافق القادة على تشريح الجثة. في الواقع، إن الصورة العالقة في عقول الناس حول قادة منظمة التحرير الفلسطينية من فضائح الفساد وغيرها خلال أيام عرفات الأخيرة، هي في انخفاض مستمر. ومن المؤكد للجنة التحقيق حول أسباب وفاة ياسر عرفات، التي تسودها بعض قادة منظمة التحرير الفلسطينية، أن تتجنب خطر انفجار القنبلة السياسية الموقوتة.

إن حركة المقاومة الإسلامية «حماس» هي بلا شك أكثر المستفيدين من وفاة ياسر عرفات، وانتصارها الانتخابي والسيطرة الفعلية على قطاع غزة سمح لحماس لان تصبح السلطة السياسية الفلسطينية الأساسية الجديدة في مرحلة ما بعد ياسر عرفات. وحتى يوليو الماضي، أظهرت الدراسات الاستقصائية حول وفاة عرفات أن حماس عدوانية في كثير من الأحيان، في حين أن فتح تدفع خطوة بخطوة. ويمكن للمرء التصور أن التحقيق في أسباب وفاة عرفات لم يحقق أي تطور جديد، وسوف تستخدمها أكبر فصيلين سياسيين فلسطينية كلعبة سياسية المتبادلة للتضييق على المعارضين.

ومع ذلك، فإنه في أي حال من الأحوال، مر عن دفن ياسر عرفات تسع سنوات، واظهر استطلاعات الرأي أن الغالبية من الفلسطينيين يرى أن سبب وفاة عرفات شأن عائلي خاص. حيث يرى الكثير منهم أنه مهما كانت أسباب الوفاة، فلا علاقة له بإنشاء دولة فلسطين، وأن الفلسطينيين لديهم مشاكل أكثر إلحاحا من التحقيق في سبب وفاة عرفات يتعين حلها. وإن مهما كان الغرض السياسي وراء النبش في أسباب وفاة ياسر عرفات، فإنه لن يغير الوضع السياسي الحالي في فلسطين.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/