تقرير إخباري: الفلسطينيون يحملون إسرائيل مسئولية وفاة أسير لديها مصاب بالسرطان

رام الله/غزة 5 نوفمبر 2013 / حمل الفلسطينيون إسرائيل وفاة أسير مصاب بالسرطان في سجونها اليوم (الثلاثاء)، واتهموها بممارسة الإهمال الطبي بحقه.

وأعلن وزير شئون الأسرى والمحررين في السلطة الفلسطينية عيسى قراقع، لوكالة أنباء (شينخوا)، أن المعتقل حسن الترابي (22 عاما) توفى في مستشفي (العفولة) داخل إسرائيل متأثرا بمرض سرطان في الدم.

وذكر قراقع، أن وفاة الترابي جاءت بعد 10 أشهر من اعتقاله من قبل الجيش الإسرائيلي الذي حوله للاعتقال الإداري، علما أن نقل منتصف الشهر الماضي إلى المستشفي لتلقي العلاج.

وطالبت منظمة التحرير الفلسطينية، بتشكيل لجنة تقصي حقائق دولية مستقلة للتحقيق في وضع الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية، إثر وفاة الترابي.

وحثت دائرة الثقافة والإعلام بالمنظمة، في بيان صحفي لها، على ضرورة إخضاع السجون الإسرائيلية للتفتيش والرقابة ومساءلة إدارتها على ما وصفته "بالانتهاكات" بحق المعتقلين الفلسطينيين.

وحذرت الدائرة، من "خطر شديد يحدق بعشرات المعتقلين الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية الذين يعانون من أمراض مزمنة، وبحاجة إلى رعاية طبية عاجلة، وإطلاق سراحهم ".

بدورها، اتهمت الحكومة المقالة التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة إسرائيل وإدارة سجونها، بأنها "تركت الترابي يصارع مرض السرطان من دون إعارته أي اهتمام أو توفير العناية الطبية له".

وأعربت الحكومة المقالة، في بيان صحفي نشرته وكالة (الرأي) الناطقة باسمها، عن تنديدها ب"كافة الإجراءات العنصرية والإرهابية الإسرائيلية بحق المعتقلين الفلسطينيين".

واعتبرت الحكومة المقالة، أن "مثل هذه الإجراءات العنصرية تأتي في سياق التعذيب الممنهج الذي تتبعه قوات الاحتلال وإدارة سجونها بحق المعتقلين الفلسطينيين".

من جهتها، اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي، أن الترابي "من ضحايا حرب الاحتلال المستعرة ضد الأسرى، وسياسة الإهمال الطبي التي تهدف للانتقام من الأسرى وإعدامهم بشكل بطيء داخل السجون".

وطالبت الحركة في بيان صحفي لها، بضرورة العمل على كافة الصعد لـ"فضح جرائم الاحتلال بحق الأسرى، مع أهمية توسيع حملات الإسناد للأسرى، والضغط على الاحتلال".

وفي السياق ذاته، دعا النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني قيس عبد الكريم نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، إلى التحرك على الصعيد الدولي لإنقاذ حياة عشرات المعتقلين الذين يعانون من أمراض مزمنة ولا يتوفر لهم العلاج اللازم.

وطالب عبد الكريم في بيان صحفي له المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، بفتح تحقيق جاد في الظروف التي يعيشها المعتقلين داخل السجون الإسرائيلية للوقوف على ما يتعرضون له من "مضايقات وممارسات قمعية بحقهم".

من جهته، قال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس في بيان صحفي له، إن وفاة الترابي "مؤشر خطير على ما يتعرض له الأسرى المرضى في سجون الاحتلال".

واعتبر فارس، أن ذلك يتطلب إلحاحا دوليا من أجل إطلاق سراح كافة الأسرى المرضى "في ظل ما يتعرض له أسرانا من إهمال متعمد على مدار الساعة ووجود حالات جديدة تعاني من أمراض مزمنة جدا وإن لم يتم إطلاق سراحها وفورا ستلقى ذات المصير".

وفي المقابل، قالت مصلحة السجون الإسرائيلية في بيان بثته الإذاعة الإسرائيلية العامة، إن الترابي توفي بعد صراع مع مرض السرطان أصيب به عام 2004 أي قبل أن يعتقل.

وأضافت إنه بدأ بتلقي العلاج منذ نحو 7 أعوام حينما كان حرا طليقا خارج السجن، مشيرة إلى أنه عند اعتقاله مطلع العام الحالي وضع تحت المراقبة الطبية ولم يكن في حاجة إلى علاج خاص.

وأشارت مصلحة السجون، إلى أن الترابي خضع لعدة فحوصات في عيادة السجن وفي المستشفى أيضا إلا أنه لم تظهر أعراض تدل على عودة المرض إليه.

وفي أعقاب وفاة الترابي أعلن المحامون التابعون لوزارة شئون الأسرى والمحررين في السلطة الفلسطينية، مقاطعتهم للمحاكم الإسرائيلية وعدم المثول أمامها، احتجاجا على وفاته وما وصفوه "باستمرار الإهمال الطبي بحق المعتقلين".

ونقل بيان صادر عن الوزارة عن المحامين قولهم، إن إدارة السجون الإسرائيلية "لا تتجاوب مع مطالبهم في التعامل مع الأسرى المرضى بخصوصية وتوفير العلاج اللازم لهم، وعرضهم على أطباء مختصين قادرين على تشخيص حالاتهم المرضية بشكل دقيق".

ودعا المحامون المؤسسات الحقوقية للقيام بواجباتها والتدخل الفوري لإنقاذ حياة الأسرى، لا سيما المرضى منهم "خصوصا وأن هناك الكثير منهم بحاجة إلى متابعة مباشرة ليتم إنقاذ حياتهم وعدم استقبالهم شهداء".

وفي السياق ذاته، أعلن مدير الوحدة القانونية في وزارة شئون الأسرى والمحررين جواد عماوي، أن أسرى سجن (نفحة) الإسرائيلي أعلنوا إضرابا عن الطعام اليوم وغدا احتجاجا على وفاة الترابي.

وأعلن في غزة عن إقامة خيمة عزاء لوفاة الترابي قبالة مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

والترابي هو ثالث معتقل فلسطيني يتوفى داخل السجون الإسرائيلية منذ بداية العام الجاري وكان توفي قبله ميسرة أبو حمدية (64 عاما) في أبريل الماضي بعد معاناته أيضا من مرض السرطان.

وترصد إحصائيات فلسطينية رسمية وفاة أكثر من 200 أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية منذ العام 1967، علما أن إسرائيل تعتقل أكثر من 4700 أسير لديها بينهم العشرات أمضوا أكثر من 20 عاما قيد الاعتقال.

/مصدر: شينخوا/