الرئيس اللبناني يؤكد التزام بلاده بتحييد نفسها عن الأزمة السورية

بيروت 20 يناير 2014 / أكد الرئيس اللبناني ميشال سليمان اليوم (الاثنين) مشاركة بلاده في مؤتمر (جنيف 2) حول سوريا المقرر عقده بعد غد (الأربعاء) و "إلتزام لبنان بتحييد نفسه عن التداعيات السلبية للازمة السورية المتمادية ."

وأوضح سليمان، في كلمة القاها خلال استقباله السلك الدبلوماسي في حفل تقديم التهاني بالعام الجديد، أن "لبنان يعارض اي تدخل عسكري أجنبي في سوريا."

وأضاف ان "لبنان معني بشكل خاص بايجاد حل سياسي متوافق عليه للازمة السورية يسمح بعودة الاستقرار الى سوريا ويحفظ وحدتها."

وأعرب عن أمله في ان "يسمح الحل السياسي المنشود بعودة السوريين الى أرضهم وديارهم وان تنطلق إعادة إعمار سوريا في اقرب وقت ممكن."

وتابع " يستمر الاهتمام الدولي بمساعدة لبنان في تخطي الآثار السلبية التي خلفتها الازمة السورية على مجمل اوضاعه الاقتصادية والاجتماعية."

وحول التأثيرات السلبية للازمة في سوريا على الأوضاع في لبنان، أشار سليمان إلى أن "المسار الوطني أصيب بإنتكاسة بعد الاحداث السورية."

وقال إن الساحة الداخلية شهدت ارتفاعا في التوتر المذهبي وانخراطا متدرجا في الصراع المسلح الدائر في سوريا وتدفقا متناميا لأعداد اللاجئين السوريين، وترافق ذلك مع عودة موجة التفجيرات الارهابية المتنقلة بالاضافة الى انتهاك الحدود السورية اللبنانية ومنها قتل الابرياء.

وأكد أن " المسئولين عن تلك التفجيرات لن يفلتوا من يد العدالة"، مشيرا في هذا الصدد إلى بدء أعمال المحكمة الخاصة بلبنان باحدى ضواحي مدينة لاهاي الهولندية "سعيا لكشف الحقيقة وردع المجرمين ومحاسبتهم".

وأضاف "أخفقنا في إجراء الانتخابات النيابية وأضعنا الكثير من الوقت في تأليف الحكومات"، موضحا "نحاول مع جميع المخلصين التوصل إلى حكومة جديدة واستئناف أعمال (هيئة الحوار الوطني)."

وحول انتخابات الرئاسة في لبنان، شدد سليمان على انه سيبذل قصارى جهده "لتهيئة الظروف المناسبة لاتمام الاستحقاق الرئاسي بصورة ديمقراطية وهادئة".

وأكد أن "الاستراتيجية الدفاعية حاجة ملحة في ظل تداعيات الأزمة السورية والخطر الإسرائيلي وتنامي الإرهاب".

ودعا المجتمع الدولي إلى دعم الاستقرار في لبنان، مؤكدا تطلعه إلى "مبادرات نشطة لتشجيع الاطراف الداخلية والدول المؤثرة على الساحة اللبنانية لتحييد لبنان عن الصراعات الاقليمية او العمل كذلك على تنفيذ كامل لمندرجات قرار مجلس الامن الدولي رقم 1701".

وحول دعم الجيش اللبناني، أعرب سليمان عن امله من الدول القادرة والراغبة تلبية الدعوة التي ستوجه اليها من قبل الامم المتحدة والحكومة الايطالية بالتنسيق مع لبنان للمشاركة في المؤتمر الدولي الهادف إلى دعم الجيش اللبناني الذي سيعقد في روما في وقت لاحق.

وكرر في هذا السياق شكره للمملكة العربية السعودية والعاهل السعودى الملك عبدالله بن عبدالعزيز على عزمه تقديم مساعدة استثنائية للجيش اللبناني مقدارها 3 مليارات دولار.

وفي ما يتعلق بدعم الاقتصاد اللبناني، قال سليمان إن بلاده تتمنى من الدول الصديقة والشقيقة استمرار العمل على تعزيز مجالات تعاونها الثنائي والتجاوب مع الجهد الذي سيبذله البنك الدولي بالدعوة الى تمويل مشاريع الدعم للبنان.

وحول ما آلت إليه المفاوضات الفلسطينية/الاسرائيلية، أكد الرئيس سليمان أنه "لا سلام فعليا في الشرق الاوسط من دون ايجاد حل عادل وشامل لكل اوجه الصراع العربي الاسرائيلي" وفقا لمبادرة السلام العربية التي اقرها الزعماء العرب في قمتهم التي انعقدت في بيروت عام 2002.

/مصدر: شينخوا/