تعليق: زيارة السيسي إلى روسيا: هل تستبدل مصر "عشيق بآخر"؟

وصل قائد القوات المسلحة المصرية عبد الفتاح السيسي إلى موسكو في 12 فبراير الحالي، في إطار زيارة إلى روسيا إستغرقت يومان. وقالت تقارير أن هذه الزيارة، هي الأولى التي يؤديها السيسي إلى دولة أجنبية منذ سقوط نظام مبارك، وتعد "إختراقا تاريخيا" في العلاقات الروسية المصرية. فما هي العلامات الدبلوماسية التي أظهرها السيسي من خلال هذه الزيارة؟

مكاسب كبيرة للسيسي من زيارته إلى روسيا

أجرى وزيرا خارجية كل من روسيا ومصر، في 13 فبراير الحالي، إجتماعا على شكل "2+2". وناقش الجانبان خلال الإجتماع التطور الشامل لعلاقات البلدين، وتعزيز التعاون العسكري والتقني، والوضع في المنطقة ومحاربة الإرهاب، وجملة من القضايا. وقال وزيرالدفاع الروسي أن روسيا ومصر راضيتان عن علاقات الشراكة بينهما، وأنهما سيواصلان تعزيز العلاقات.

من جهة أخرى، قام الوفد المصري بإمضاء إتفاقية لشراء أسلحة روسية. ووفقا لجريدة "فيدوموستي" الروسية، نقلا عن تصريح لوزير الدفاع الروسي، فإنه من المحتمل أن تبلغ قيمة الصفقة 3 مليارات دولار.

أما المفاجئة السارة بالنسبة للسيسي، فقد تمثلت في دعم بوتين له في الترشح للرئاسة. حيث خاطب بوتين السيسي قائلا: "هذا قرار على قدر عال من المسؤولية، وبإسمي وبإسم الشعب الروسي أتمنى لك النجاح."

هل ترغب مصر في "الإنسلاخ عن أمريكا والإقتراب من روسيا"؟

أشار بعض المحللين إلى أن قيام مصر بتعزيز تعاونها الإستراتيجي مع روسيا، يهدف إلى تخفيف تبعيتها إلى أمريكا.

وقد أنهت مصر تحالفها العسكري والإستراتيجي مع روسيا قبل 40 سنة، وسلكت طريق التقارب مع أمريكا. وبصفتها دولة "حليفة"، حرصت أمريكا على تزويد مصر بمساعدات كبيرة سنويا. وبعد أن إنقلب السيسي على حكم مرسي في يوليو من العام الماضي، وأسس "حكومة مؤقتة" يسيطر عليها العسكر، أعلنت أمريكا عن "مراجعتها" لعلاقاتها العسكرية مع مصر، ووقف مساعداتها العسكرية والإقتصادية جزئيا إلى مصر، وبذلك دخلت العلاقات الأمريكية المصرية وضعا متوترا.

من جهة أخرى، وبعد الإضطرابات المستمرة التي عاشها الشعب المصري، وبعد تجريبه للكثير من "الأدوية"، إختار الشعب وقتيا الحكم العسكري لقدرته على إستتباب الأمن. لكن أمريكا وأوروبا أبدتا اعتراضا على دخول عبدالفتاح السيسي ذو الخلفية العسكرية في منافسات الرآسة. وماجعل الجانب المصري أكثر إحباطا، هو تصريح وزارة الخارجية الأمريكية في 12 فبراير الحالي، بأنها لا تعتقد بأن جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، حيث أُعتبرت هذه الخطوة بمثابة رفض لقرار الحكومة المصرية المؤقتة.

ويرى محللون بأن تحول الحكومة المصرية نحو روسيا، هو رد على "التجاهل الأمريكي" لمصر، في ذات الوقت، يرغب السيسي في الحصول على دعم روسيا لخلق توازن مع أمريكا وأوروبا.

وبالنسبة لروسيا الطامحة في العودة إلى الشرق الأوسط، فإنها بحاجة لمساعدة من مصر، الدولة المحورية في الشرق الأوسط. لذلك، عندما إلتقت المصالح المصرية والروسية، تم هذا التقارب.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/