تقرير اخباري: الجيش السوري يواصل تقدمه على المتمردين وسط موجة من الانفجارات

دمشق 6 مارس 2014 / واصل الجيش السوري اليوم يوم الخميس تقدمه على المتمردين في محيط مدينة رئيسية شمالي العاصمة دمشق ووسط سوريا، وسط موجة جديدة من الانفجارات قتلت 17 شخصا على الأقل، وفقا لتقارير إعلامية محلية.

وسيطر الجيش السوري على موقعين هامين متاخمين لمدينة يبرود بالقلمون، والتي تعد أكبر معقل للمعارضة المسلحة وتشهد اشتباكات عنيفة بين الجانبين.

ونقلت وكالة الأنباء السورية )سانا( عن مصدر عسكري قوله إن " وحدات من الجيش أحكمت سيطرتها الكاملة على بلدة ريما ومزارعها ومجمع وتلة القطري المشرفة على التلال الشرقية لمدينة يبرود وأعادت إليهما الأمن والاستقرار ". وتابع أن الجيش " أوقع قتلى ومصابين بين صفوف الإرهابيين بعضهم من الجنسية الأفغانية ".

وتبعد بلدة ريما ومزارعها نحو أربعة كيلو مترات عن مدينة يبرود التى تحتضن ما يقرب من 10 آلاف من المتمردين المسلحين.

وتأتي سيطرة الجيش السوري بعد ثلاثة أيام من إعلانه الاثنين سيطرته الكاملة على بلدة السحل التي تعتبر خط الدفاع الأول عن مدينة يبرود، والتي تشهد اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري وعناصر حزب الله اللبناني من جهة ومقاتلي المعارضة المسلحة من جهة أخرى.

ويعتبر إحكام سيطرة الجيش السوري على البلدات والتلال المحيطة بمدينة يبرود " تقدم مهم "، حسب الباحث الاستراتيجي حسن حسن.

وقال حسن في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق إن يبرود باتت في مرمى نيران الجيش السوري، مؤكدا أن المدينة بات "ساقطة" بالمفهوم العسكري.

وتصاعدت منذ ما يزيد على أسبوعين ، المواجهات والأعمال العسكرية في يبرود بالقلمون، التي تعد من أهم المناطق التي تسيطر عليها قوات معارضة بعد إعادة الجيش سيطرته على قارة والنبك ودير عطية القريبة منها.

ويبرود ذات موقع إستراتيجي شمال دمشق، لبعدها عنه بحوالي 40 كيلومترا وقربها من مدينة عرسال اللبنانية المتعاطفة مع المعارضة، حيث تشكل منطقة عبور للمسلحين وتهريب للأسلحة من لبنان إلى سوريا وبالعكس.

وستحرم سيطرة الجيش السوري على هذه المنطقة المعارضين في الداخل السوري من خط إمداد رئيسي لعملياتهم في المنطقة الوسطى السورية.

وكان الجيش السوري قد نفذ المرحلة الاولى من معركة "القلمون من خلال استعادة السيطرة على بلدة "الجراجير" ، والتلال المحيطة بها ، والمرحلة الثانية عبر السيطرة على بلدة "السحل" ومزارع "ريما" ، والمرحلة الثالثة، هي استعادة "يبرود" من مقاتلي المعارضة المسلحة.

وقال الخبير السياسي كامل صقر انه في بداية العملية العسكرية في يبرود، ركزت القوات السورية على استراتيجية للسيطرة على التلال المحيطة. واستخدموا التلال المطلة لاطلاق النار واستهداف أعماق يبرود والكهوف التي تخدم كمخابئ للمتمردين.

وقال صقر إن القتال لم يكن سهلا ، لكن كان هناك قرار محدد بأن يبرود لابد أن تعود لسيطرة الجيش السوري. وأعتقد ان تحقيق هذا الهدف لن يكون قريبا جدا ولكن أيضا لن يكون بعيدا.

وأضاف صقر أن الجيش السوري يملك نخبة من القوات على استعداد للتدخل البري عندما تحدد "ساعة الصفر".

في الوقت نفسه قال عامر القلموني المتحدث باسم الهيئة العامة للثورة الثورية المعارضة إن بلدة يبرود الاستراتيجية يوم الثلاثاء تعرضت لقصف ثقيل هو الأشد في الاسابيع الثلاثة الماضية.

وأضاف القلموني أن يبرود استهدفت بصواريخ سطح-سطح وغارات جوية، دون أن يقدم أية تفاصيل حول الضحايا.

وأظهرت تقارير تليفزيونية خلو يبرود من المدنيين. ودوت موجة من الانفجارات في المدينة من جانب المتمردين المسلحين ردا على تقدم الجيش السوري.

وقتل 17 شخصا على الأقل يوم الخميس في تفجيرين بسيارتين مفخختين في محافظتي حمص وحماة.

وأصيب آخرون في هجمات بمدافع الهاون في أماكن أخرى، بما في ذلك أبو رمانة المجاورة لدمشق حيث توجد سفارات المملكة العربية السعودية وقطر والامارات هناك.

لكن هذه السفارات كانت خالية من العاملين بها حيث سحبت هذه الدول من قبل بعثاتها الدبلوماسية احتجاجا على قمع الحكومة السورية للمتظاهرين بحسب قولهم.

واتهمت وسائل الاعلام السورية "ارهابيين متشددين" بتنفيذ الانفجارات والهجمات بمدافع الهاون. وتشير الأرقام الى مقتل أكثر من100 ألف شخص ونزوح الملايين في الداخل والى الخارج منذ اندلاع الأزمة قبل ثلاثة أعوام .

ملف خاص: تطورات الوضع في سوريا

/مصدر: شينخوا/