المتحدث الإعلامي للصليب الأحمر الدولي : الوضع الإنساني في سوريا كارثي

دمشق 14 ابريل 2014 / أكد رالف الحاج المتحدث الإعلامي في الصليب الأحمر الدولي في سوريا اليوم ( الاثنين ) أن " الوضع الإنساني في سوريا كارثي ويزداد سوء " ، مشيرا إلى أن أهم العراقيل التي تواجه عملهم هو عدم إمكانية الوصول إلى المناطق التي تشهد اشتباكات عنيفة وهي بحاجة ماسة للمساعدات الإغاثية .

وقال المتحدث الإعلامي في الصليب الأحمر الدولي في مقابلة خاصة مع وكالة ( شينخوا ) بدمشق إن " الصليب الأحمر الدولي يرى أن الوضع الإنساني في سوريا ، هو وضع كارثي ، ويزداد سوءا " مشيرا إلى أن هناك العديد من الناس " نريد أن نساعدهم ونقدم لهم مساعدات .. ولكن لا نستطيع أن نصل إلى الأماكن التي يعيشون فيها".

وأوضح الحاج إن معظم أهالي المناطق التي تشهد اشتباكات عنيفة تعيش بدون تغذية مناسبة ، ولديهم نقص واضح في الأدوية .

ويشار إلى هناك أكثر من 9 ملايين من السوريين في حاجة إلى مساعدة عاجلة، بما في ذلك 6.5 مليون نازح داخل بلادهم، نصفهم من الأطفال، يكافحون من أجل البقاء وسط القتال.

وفر 2,4 مليون شخص آخرين من سوريا منذ يناير 2012، حيث لجأوا إلى لبنان والأردن وتركيا والعراق ومصر. وكذلك فرت آلاف الأسر الأخرى لبلدان أبعد من ذلك. ولا يزال الوضع الإنساني اليوم يشهد المزيد من التدهور السريع في أجزاء كبيرة من البلاد.

وردا على سؤال حول العراقيل التي تعترض عمل الصليب الأحمر الدولي في سوريا قال المسئول الإعلامي إن " الصليب الأحمر الدولي غير قادر على تلبية احتياجات الناس من ماء وغذاء ودواء ، بسبب وجود عراقيل الوصول إلى الأماكن التي هي بحاجة إلى مساعدات إنسانية".

وأوضح الحاج أن من أهم المشاكل التي تواجه عمل الصليب الأحمر هي استهداف المشافي والعاملين في المجال الإنساني ، حيث يتم استهداف سيارات الاسعاف ، وهذا أمر خطير للغاية ، مؤكدا أن الصليب الأحمر غير قادر على الوصول إلى الأشخاص الذين هم بحاجة إلى رعاية صحية عاجلة .

وكرر المسؤول الإعلامي في الصليب الأحمر قائلا " إن الوضع الإنساني في سوريا بشكل عام يزداد سوء ، ودور الصليب الأحمر الاساسي اليوم الوصول بسرعة إلى المناطق التي تحتاج للمساعدة " ، معربا عن رغبة الصليب الأحمر في توسيع نشاطه ليشمل كل أنحاء سوريا ، وليس الاقتصار فقط على المناطق التي نعمل فيها الأن .

وطالب الحاج كافة أطراف النزاع في سوريا أن يسمحوا للصليب الأحمر الدولي بالوصول والعمل والقيام بعمليات تقييم والتحدث مع الناس والتعرف على احتياجاتهم وتزويدهم بما يريدون .

ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة، فإن حوالي 3 ملايين من المدنيين لا يزالون عالقين اليوم في مناطق يحيط بها العنف الدائر، مع عدم إمكانية وصولهم إلى المساعدات الإنسانية أو حصولهم عليها بشكل محدود أو غير منتظم.

وقال عبد الرحمن العطار رئيس منظمة الهلال الاحمر السوري مؤخرا أن 34 من موظفي ومتطوعي الهلال الأحمر العربي السوري قتلوا أثناء تأدية مهمتهم الإنسانية منذ بداية النزاع كما أصيب العديد منهم بجروح.

ووصف الحاج عملية الصليب الأحمر الدولي توزيع المساعدات الإنسانية في منطقة برزة بدمشق ( شمالا ) اواخر شهر فبراير الماضي بأنها " عملية ناجحة " ، وهي " نموذجا " ينبغي أن يعمم على بقية المناطق التي بحاجة إلى مساعدات فورية للمواد الإغاثية ، مشيرا إلى أن نجاح العملية يعود إلى احترام طرفي النزاع لهدنة وقف أطلاق النار .

وتمكنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في فبراير الماضي من دخول أحد أحياء دمشق لأول مرة منذ التوصل إلى هدنة بين قوات النظام والمعارضة وتوزيع مواد اغاثية لأكثر من 4000 عائلة في مدينة برزة .

وعقد طرفا الصراع خلال الفترة الماضية عددا من الاتفاقات في ريف دمشق وحمص تضمنت وقفا لإطلاق النار بين القوات من الجانبين مقابل السماح بإجلاء المدنيين وإدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي تحاصرها قوات النظام.

ويشار إلى أن الحكومة السورية أعلنت أكثر من مرة عن استعدادها التعاون مع المنظمات الدولية بغية إيصال المواد الإغاثية إلى المناطق المتضررة ، وأرسلت شحنات من المواد الإغاثية إلى ريف دمشق وحمص وحلب ودير الزور .

وتطالب الأمم المتحدة من الحكومة والمعارضة، تسهيل عمل المنظمات الإغاثية، في إيصال المساعدات الإنسانية للمناطق الساخنة والمحاصرة.

وشهدت مناطق في سوريا زيادة بسيطة في النشاط الإغاثي للأمم المتحدة بعد قرار لمجلس الأمن يلزم جميع الأطراف بتسهيل هذه الأعمال، في وقت حذرت تقارير عدة من تدهور الحالة الإنسانية في عدة مناطق من البلاد جراء الحصار المفروض عليها، في حين وثق ناشطون ومنظمات حقوقية وفاة عشرات الأشخاص جوعا.

ملف خاص: تطورات الوضع في سوريا

/مصدر: شينخوا/