الحكومة الجزائرية تعتبر تجاوزات عناصر من الشرطة ضد متظاهرين أفعالا معزولة

الجزائر 24 إبريل 2014 / اعتبر وزير الداخلية الجزائري الطيب بلعيز اليوم (الخميس) التجاوزات التي ارتكبتها عناصر من الشرطة ضد متظاهرين في مدينة تيزي وزو (100 كم) شمال شرق العاصمة، أفعالا معزولة ولا تشكل السلوك العام للشرطة.

وقال بلعيز، في مؤتمر صحفي، إن "أسلاك الأمن متشبعة ومقيدة في جميع تدخلاتها بقوانين الجمهورية"، موضحا بأنه "إذا كانت هناك تجاوزات فهي استثنائية وأفعال معزولة".

وأكد أن "أسلاك الأمن بجميع صفاتها وأفرادها تعاملت بصفة عالية من الإحترافية والمهنية مع جميع أعمال الشغب والمظاهرات أو المسيرات التي شهدتها بعض المدن".

وذكر بالأمر الذي أصدره قائد الشرطة اللواء عبد الغني هامل بفتح تحقيق عاجل في أحداث تيزي وزو، قائلا "أعتقد أنه توصل مبدئيا وكعملية احتياطية إلى الأمر بوقف أفراد الأمن المعنيين بالتجاوزات".

وأكد بلعيز أن "التحقيق ما يزال ساريا وجاريا"، مشددا على أنه "إذا ظهر أن هناك أدلة سيقدم هؤلاء إلى العدالة كبقية المواطنين وحينها تأخذ العدالة مجراها".

كما شدد على أن "مصالح الأمن مقيدة بالإلتزام بالقانون لأن رجل الأمن هو أول من يجب أن يحترم القانون ويحافظ على كرامة المواطنين".

وأوضح أن "هناك عقوبات إدارية سيتم تسليطها على رجال الأمن الذين قاموا بهذه التجاوزات، أما إذا كانت الأفعال توصف على أنها جنائية منصوص عليها في قانون العقوبات في هذه الحالة يقوم المعني بتقديم شكوى ضد هذا أو ذاك".

وأكد أنه من "مصلحتنا ومصلحة المواطنين توضيح الحقيقة والقيام بالتحريات اللازمة إلى غاية الوصول إلى الحقيقة وتقديمها إلى الرأي العام".

يشار إلى أن شبكات التواصل الإجتماعي نشرت فيديو يظهر عناصر من الشرطة الجزائرية وهم ينهالون ضربا على متظاهرين ويسحلون شابا بمدينة تيزي وزو.

وقد احتفل الأحد الماضي سكان محافظات تيزي وزو وبجاية وبومرداس والبويرة والتي تقطنها أغلبية بربرية بما يسمى بالربيع الأمازيغي في ذكراه الـ 34، نسبة إلى أحداث ربيع 1980 عندما خرج الآلاف للمطالبة بالإعتراف بالهوية والثقافة الأمازيغية.

وما عدا محافظتي البويرة وبومرداس فإن محافظتي بجاية وتيزي وزو شهدتا مواجهات بين قوات الأمن وآلاف المتظاهرين الذين جابوا الشوارع للمطالبة بجعل اللغة الأمازيغية لغة وطنية رسمية في الدستور.

واستعملت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين وقامت باعتقال العشرات، كما سقط العشرات جرحى جراء المواجهات.

يذكر أن الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة أدخل تعديلا دستوريا العام 2008 اعترف من خلاله باللغة الأمازيغية وجعلها ضمن الأبعاد الثلاثة للهوية الجزائرية وهي الإسلام، العربية والأمازيغية، ولكن ليست كلغة رسمية إلى جانب اللغة الرسمية وهي العربية.

/مصدر: شينخوا/