الجزائر 9 ابريل 2014 / سيطر حديث المؤامرة الخارجية والتخويف من التدخل الأجنبي على خطابات مؤيدي الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة في الانتخابات المقررة في 17 ابريل الجاري ، إلى درجة ربط الحزب الحاكم أمن واستقرار البلاد ببقاء بوتفليقة في الحكم لولاية رابعة.
وفيما رفضت المعارضة هذه التحذيرات وانتقدتها بشدة ، تناقلت وسائل اعلام محلية تقارير أمنية عن "مخطط أجنبي" لاثارة الفوضى بمناسبة الانتخابات الرئاسية.
وأجمعت ست شخصيات رئيسية تدعم بوتفليقة ، على أن الجزائر تشهد تهديدات خارجية لا يمكن مواجهتها إلا بحكمة خبير بخبايا السياسة الدولية وأن الرجل الوحيد الذي بإمكانه ذلك هو بوتفليقة بحكم تجربته الطويلة.
وتتولى هذه الشخصيات الدعاية لبوتفليقة بالنظر الى أن الرئيس المرشح لا يستطيع حضور تجمعاته الإنتخابية بسبب وضعه الصحي الصعب ، وهم مدير حملته عبد الملك سلال (رئيس الحكومة السابق) والأمين العام للحزب الحاكم (جبهة التحرير الوطني) عمار سعداني ووزير النقل عمر غول وهو رئيس تجمع أمل الجزائر المنشق عن حركة مجتمع السلم (الإخوان المسلمين).
كما تضم القائمة وزير الصناعة عمارة بن يونس رئيس الحركة الشعبية العلماني، بالإضافة إلى عبد العزيز بلخادم وزير الدولة الممثل الخاص لبوتفليقة وأحمد أويحيى وزير الدولة مدير ديوان رئاسة الجمهورية.
وربط هؤلاء بين التهديدات والمؤامرة الخارجية وما يسمى الربيع العربي الذي ينظر إليه بعين الريبة لدى الساسة الجزائريين بالإضافة إلى التهديدات الإرهابية الخارجية التي تستدعي التدخل العسكري الأجنبي في المنطقة.
ودعا عبد العزيز بلخادم في خطاب شعبي الجزائريين ، إلى إبقاء بوتفليقة في الحكم "لأنه سيستمر في حماية الجزائر من الإضطرابات التي يسميها البعض بالربيع العربي".
وقال "إن السياق السياسي والأمني للمنطقة يضفي على هذا الإقتراع أهمية متميزة" محذرا من أن "حزامنا الأمني مهزوز من طبرقة بتونس شرقا إلى السعيدية غربا (المغرب) مرورا بليبيا والنيجر ومالي" وأن مهمة بوتفليقة هي "حماية الوطن من كل تجاوز ينجم من جوارنا".
أما عبد الملك سلال فقد ذهب إلى حد اعتبار أن "بوتفليقة هو الوحيد القادر على ضمان استقرار الوطن الذي ليس بعيدا عن مستوى الدول الراقية".
وقال في تجمع شعبي إن "البلاد تعيش في محيط صعب يتميز بمشاكل وأعداء وتذبذب دولي يتهددها" موجها كلامه إلى من وصفهم بدعاة التدخل الأجنبي بأنه "لم يخلق بعد من يتدخل في أمورنا".
وتحدثت صحيفة ((الشروق)) الجزائرية الواسعة الإنتشار عن تقرير أمني سري يحذر من مخطط أجنبي يهدف لإثارة الفوضى في الجزائر بمناسبة الإنتخابات المقبلة.
وقالت إن المخطط يهدف إلى إثارة الفوضى بعدد من المحافظات الجزائرية وبصفة متفرقة، ما دفع المصالح الأمنية إلى رفع درجة الحذر والتأهب بمختلف المحافظات، وصدرت أوامر وتعليمات بصفة خاصة لشرطة الحدود حتى ترفع من درجة اليقظة والحذر بمختلف المعابر.
واعتبرت الصحيفة أن النداءات الموجهة من قبل عدد من المسؤولين الجزائريين بخصوص ضرورة التحلي باليقظة للمحافظة على أمن واستقرار الجزائر "لم تنبع من فراغ".
وقالت إن المخطط يسعى لتحريك الشارع الجزائري من خلال استغلال احتجاجات بسيطة وتلقائية في أي منطقة من الجزائر.
لكن علي بن فليس (رئيس الحكومة الأسبق) المرشح المنافس القوي لبوتفليقة انتقد بشدة هذه التحذيرات والتخويف من الأجنبي وهاجس المؤامرة.
وقال في خطاب شعبي "إن أولئك الذين يخيفون الشعب تحت مطية الأيادي الخارجية هم زارعو الفوضى والفتنة" مشددا على أن الجزائر أمام خيارين "إما انتخابات نظيفة ونزيهة صادقة وشفافة تمكن من الخروج من الأزمة، أو اغتصاب السيادة الشعبية وبالتالي تعميق الأزمة وخلق أسباب الفتنة التي تضع كل طرف أمام مسؤولياته".
ويعد بن فليس (رئيس الحكومة في الفترة ما بين 2000 و2003) ، اقوى منافسي بوتفليقة الذي يحكم البلاد منذ عام 1999.
واعتبر بن فليس أن "يوم 17 ابريل هو موعد تاريخي حاسم لأن البلاد في حاجة إلى إصلاحات عميقة في نظامها السياسي وتنويع اقتصادها لضمان الإستقرار الحقيقي" هذه الاصلاحات "تتطلب توفر الإرادة السياسية وإمكانيات مالية هي اليوم في متناول الجزائر وقد لا يكون الأمر كذلك" مستقبلا.
بدورها ، اتهمت الأحزاب الإسلامية الرئيسية التي تشكل المعارضة الأولى في البرلمان والمنضوية تحت (تكتل الجزائر الخضراء) السلطة بالإستقواء بالخارج ثم الإدعاء بالتخويف من الأجنبي.
وقالت في تعليقها على زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الخميس الماضي إن "الإستقواء بالأجنبي لحسم الخلاف بين الجزائريين لا يخدم المصلحة العليا للوطن ويرهن سيادة واستقرار البلاد".
واعتبرت أن الزيارة جاءت من أجل "الابتزاز لتحقيق مصالح إستراتيجية تتمثل في صفقات اقتصادية وإنشاء قواعد عسكرية تحت سلطة (أفريكوم) على حساب الجزائر خاصة ومنطقة الساحل الإفريقي عامة".
وقال المحلل السياسي الجزائري مروان الوناس إن "اليد الأجنبية هو خطاب شعبوي ودعاية تعبوية تشترك فيه السلطة وبعض أحزاب المعارضة، الغرض منه تخويف الشعب بقوى الشر الخارجية ،كما يقولون، التي تريد قلب الأوضاع في الجزائر من خلال خلق الفوضى بمناسبة الانتخابات الرئاسية التي تثير الظروف التي تجرى فيها جدلا واسعا جدا".
ووصف الوناس ، في مقابلة مع مراسل ((شينخوا)) اليوم (الأربعاء) ، الحديث عن الأيادي الأجنبية "بالفزاعة التي تستخدم للفصل بين الشارع وبين بعض القوى والحركات المعارضة التي تطالب بالتغيير الشامل والجذري والتشكيك في نوايا هذه القوى وبأنها تتحرك لمصلحة جهات خارجية".
وأضاف "للأسف الشديد فإن هذا الخطاب التخويفي وجد صداه بين الكثير من الجزائريين بالنظر إلى ما يجري في دول الجوار وبلدان الربيع العربي، التي ارتبطت الأوضاع فيها بالفوضى وانهيار الدولة".
واستطرد " كما أن التجربة المرة التي مرت بها الجزائر خلال سنوات الحرب الأهلية (تسعينيات القرن الماضي) خلفت في ذاكرة الجزائريين جروحا غائرة لم تندمل بعد وما تزال قائمة إلى اليوم".
وتابع "باعتقادي إن خطاب التخويف من الخارج هو ابتزاز واضح للجزائريين وتخويف مزيف بأغراض انتخابية بحتة هدفها كسر أي محاولة لبروز وعي شعبي حقيقي بضرورة التغيير، لأن هذا الخطاب يجعل من مطالب التغيير دعوات للفوضى والتدخل الأجنبي في الشأن الداخلي".
وخلص بالقول "هذه كذبة سياسية يتم من خلالها تحقيق مآرب سياسية".
وانطلقت رسميا في 23 مارس الماضي حملة الإنتخابات الرئاسية في الجزائر وسط استمرار المعارضة في الدعوة إلى مقاطعتها بزعم أنها محسومة سلفا لصالح مرشح السلطة عبدالعزيز بوتفليقة.
والى جانب بوتفليقة وبن فليس ، تضم قائمة المرشحين أربعة آخرين هم رئيسة حزب العمال اليساري لويزة حنون ، ورئيس الجبهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي ، ورئيس حزب عهد 54 (نسبة إلى ثورة نوفمبر التحريرية 1954) علي فوزي رباعين ، ورئيس جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد .
/مصدر: شينخوا/
1. حافظوا على القوانين، والانظمة المعنية التى وضعتها جمهورية الصين الشعبية، وحافظوا على الاخلاق على الانترنت، وتحملوا كافة المسؤوليات القانونية الناتجة عن تصرفاتكم بصورة مباشرة وغير مباشرة.
2. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين كافة الحقوق فى ادارة الاسماء المستعارة والرسائل المتروكة.
3. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين الحق فى نقل واقتباس الكلمات التى تدلون بها على لوحة الرسائل المتروكة لصحيفة الشعب اليومية اونلاين داخل موقعها الالكترونى.
4. تفضلوا بابلاغ arabic@peopledaily.com.cn آراءكم فى اعمالنا الادارية اذا لزم الامر.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn