تحليل إخباري: الضغوط تتزايد على أوباما بعد الغارات الجوية الإسرائيلية في سوريا

واشنطن 6 مايو 2013 / تتزايد الضغوط على الرئيس الأمريكي باراك أوباما لاتخاذ تحركات بشأن الأزمة الجارية في سوريا بعدما شن الطيران الحربي الإسرائيلي هجوما على البلد الذي تمزقه الحرب في نهاية الأسبوع ، ولكن بعض المحللين حذروا من مخاطر إذعان أوباما لهذه الضغوط.

وإلى جانب العدد المتزايد من المشرعين الذين يطالبون بتدخل أمريكي في سوريا، صب السناتور الجمهوري جون ماكين مزيدا من الزيت على نار الضغوط المفروضة على إدارة أوباما عندما أبلغ قناة ((فوكس)) الإخبارية الأمريكية يوم الأحد بأنه يتعين على الولايات المتحدة مساعدة قوات المعارضة المسلحة السورية في الحرب الأهلية الدامية.

وأوردت تقارير إعلامية غربية أن الحكومة السورية تستخدم أسلحة كيميائية ضد مقاتلي المعارضة المسلحة، في خطوة قال أوباما إنها قد ترقى إلى درجة تجاوز "الخط الأحمر" الذي قد يؤدي بالأخير إلى تدخل أمريكي في البلد الذي تمزقه الحرب.

وقالت الولايات المتحدة إنها تسعى إلى مزيد من البراهين للتأكد من أن أسلحة كيميائية استخدمت في سوريا. وفيما قال أوباما إن عددا من الخيارات مطروح على الطاولة، استبعد نشر قوات برية أمريكية في سوريا.

ومع ذلك، صرح دارل وست، الباحث زميل ((مؤسسة بروكينغز)) البحثية، لوكالة الأنباء ((شينخوا)) بأن "الولايات المتحدة على ما يبدو تتجه نحو تدخل أكبر في سوريا ... الرئيس (أوباما) تدخل في ليبيا لأسباب إنسانية، ونفس الحراك بدأ ينضج في سوريا ... إن استخدام أوباما لمصطلح الخط الأحمر في السابق يجعل من الصعب عليه النظر بطريقة أخرى".

وانضم ماكين كذلك إلى السناتور الديمقراطي باتريك لياهي الذي تحدث إلى برنامج على قناة ((أن بي سي)) التليفزيونية الأمريكية يوم الأحد مجادلا بأن الغارات الجوية الإسرائيلية تؤكد ما وصفه بضعف الدفاعات الجوية السورية.

ولكن بعض المحللين رفضوا هذا التحليل، وقالوا إن الدفاعات الجوية السورية هائلة. ورفض واين وايت، الباحث في معهد الشرق الأوسط، هذا التحليل كذلك وقال إن "هذا ضغط متهور من قبل من يدفعون بشدة باتجاه تدخل أمريكي، وهذا لا يعتبر تقييما مدروسا".

أدت الغارات الجوية الإسرائيلية في سوريا إلى زيادة الجدل في دوائر السياسة الخارجية الأمريكية بشأن إمكانية فرض منطقة حظر طيران مدعومة أمريكيا على سوريا كما كانت الحال في ليبيا إبان الإطاحة بنظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي.

ويرى وايت، الذي كان نائبا سابقا لمدير مكتب استخبارات الشرق الأوسط التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، يرى أن "حزمة الغارات الجوية الإسرائيلية التي وقعت نهاية الأسبوع تعد أمرا سطحيا بشكل نسبي في ظل الأمان في هضبة الجولان التي تسيطر عليها إسرائيل والأمان النسبي إزاء المجال الجوي اللبناني الضعيف بالجوار".

وبالعكس، فإن فرض منطقة حظر طيران دائمة على سوريا أو على معظم أجزائها إضافة إلى تنفيذ حملة من الغارات الجوية الطويلة ضد العديد من الأهداف العسكرية - وكثير منها في عمق المجال الجوي السوري - أمر يشتمل على قدر كبير من المخاطر، حسبما أوضح وايت.

وفضلا عن هذا، كان هناك جدل حول إمكانية طرح خيارات تتضمن عمليات مشتركة مع عدد من الشركاء لتوفير أسلحة لمقاتلي المعارضة المسلحة السورية غير المرتبطين بالمتطرفين الإسلاميين ، ولكن بعض المحللين يخشون من سقوط مثل هذه الأسلحة في أيدي متطرفين قد يستخدموها في وقت لاحق ضد أهداف أمريكية.

/مصدر: شينخوا/