تعليق: الدورة ال68 للجمعية العامة للأمم المتحدة .... مميزات وتحديات

تبدأ المناقشات العامة للدورة ال68 للجمعية العامة للأمم المتحدة في مقرها بنيويورك يوم 24 سبتمبر الجاري، ومن المتوقع أن يشارك في هذه الدورة 130 من زعماء و رؤساء حكومات الدول، بما في ذلك ممثلين من 193 دولة عضواً بالأمم المتحدة وذلك لمناقشة القضايا الرئيسية التي يواجهها المجتمع الدولي في الوقت الراهن. ويعتقد المحللون أنه بالإضافة إلى الاستمرار في التركيز على الانتعاش الاقتصادي، تغيير المناخ، إصلاح الأمم المتحدة وغيرها من القضايا الأخرى، سوف يتميز الدورة هذه السنة عن غيره من السنوات السابقة بالتركيز على القضية السورية،عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين،جدول أعمال التنمية العالمية لما بعد 2015، والوجوه الجديدة التي تظهر لأول مرة في المناقشات العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة.

القضية السورية

لا يزال الصراع في سوريا أكثر القضايا التي تثير قلق المجتمع الدولي في الوقت الحالي، وسيكون هذا أيضا أول محور رئيسي في المناقشات العامة للدورة ال68 للجمعية العامة للأمم المتحدة. وقد وصلت الولايات المتحدة وروسيا في الآونة الأخيرة إلى اتفاق بشأن تدمير الأسلحة الكيماوية السورية، وتسلم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وثيقة الحكومة السورية تتعلق بالانضمام الرسمي لمعاهدة حظر الأسلحة الكيماوية مبادرة ايجابية يقلل من احتمال التدخل العسكري الخارجي ضد سوريا .

ولكن بعض المحللين يعتقدون أن عملية تدمير الأسلحة الكيماوية مكلفة وتستغرق وقتا طويلا، وحتى إذا تم تنفيذ الاتفاق، لا يزال لا يمكن وقف الصراع في سوريا، علاوة على ذلك، فإن الولايات المتحدة لم تتخلى حتى الآن عن خيار الضربة العسكرية ضد سوريا. ويتوقع أن يناقش مندوبي الدول في الأمم المتحدة هذه المسألة، حيث أن معظم الدول تحث الطرفين على وقف إطلاق النار وإنهاء العنف في سوريا، لبدء عملية تدمير الأسلحة الكيماوية وتهيئة الظروف لعقد المؤتمر الدولي الثاني في جنيف.

جدول أعمال التنمية العالمية

مر عن انطلاق الأمم المتحدة الأهداف الإنمائية 13 عاما، وسوف يكون الموعد النهائي لتحقيق الهدف في نهاية عام 2015. و يركز جون آش رئيس الدورة 68 للجمعية العامة للأمم المتحدة خلال هذه الدورة على موضوع "جدول أعمال التنمية لما بعد عام 2015 " .

وطبقًا لآخر تقرير نشرته الأمم المتحدة يوم 19 سبتمبر الحالي، فإنه قد تم تحقيق الأهداف الرئيسية من الأهداف الإنمائية للألفية، ولكن من المنظور العالمي فإن بعض الأهداف لا تزال متأخرة جدا،مثل تحقيق الهدف الثامن " إقامة شراكة عالمية من أجل التنمية" بطيء للغاية. لذلك، يتوقع المحللون أن عدد ممثلين من البلدان النامية سوف تحثّ المجتمع الدولي خلال المناقشات على مواصلة الوفاء بالالتزامات المالية من أجل التنمية.

وبالإضافة إلى ذلك، أشار محللون أيضا إلى أن المناقشات العامة في هذه الدورة سوف تركز على كيفية تسريع تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، ومناقشة جدول أعمال التنمية العالمية ما بعد 2015 سوف يكون واسعا نسبيا فقط، في حين أن المشاورات الحكومية المحددة سوف يتم مناقشتها خلال الدورة ال69 للجمعية العامة للأمم المتحدة العام المقبل.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/