تعليق : اصرار الصين بشأن وحدة اراضيها لن يتأثر بالتدخل الخارجى

واشنطن 31 يوليو 2013/ مرر مجلس الشيوخ الامريكى يوم الاثنين قرارا بشأن النزاعات الاقليمية فى بحر الصينى الشرقى وبحر الصين الجنوبى، وهو اجراء اخر سيكون له تداعيات سلبية على الزخم الايجابى الجديد فى العلاقات الصينية الامريكية فى الشهور الاخيرة.

وبغض النظر عن الحقائق الاساسية، "يدين" القرار الصين صراحة لما يسمى ب" استخدام الاكراه والتهديد او القوة" لتأكيد مزاعمها الاقليمية فى بحرى الصين الشرقى والجنوبى. وأكد معارضة الولايات المتحدة لتغيير الوضع الراهن لجزر دياويو التى تطلق عليها اليابان سنكاكوس مؤكدا ان معاهدة الامن الامريكية اليابانية تغطى مجموعة جزر صخرية فى بحر الصين الشرقى.

وفى بيان صدر امس زعم روبرت منيندز رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ وراعى القرار ، انه يهدف الى الدعوة "لحل سلمى" لهذه النزاعات التى ستؤثر على مستقبل منطقة ستخدم كمركز للتنمية الاقتصادية للعالم فى القرن ال21.

غير انه من الواضح ان القرار مناقض لنفسه حيث انه يزيد من تعقيد النزاعات بدلا من تمهيد الطريق امام حلها سلميا.

من الخطأ القاء اللوم على الجانب الصينى فى التوتر المتزايد فى منطقة اسيا- الباسفيك التى تثيره اليابان فى حالة نزاع جزر دياويو، والفلبين فى حالة النزاع فى بحر الصين الجنوبى.

ففى العام الماضى، قامت الحكومة اليابانية بعمل احادى الجانب " لتأميم" جزر دياويو التى تعد تاريخيا جزءا من الاراضى الصينية، فى محاولة لاضفاء الصبغة القانونية على هذا العمل الذى يعتبر سرقه. هذا هو سبب التوتر الحالى فى بحر الصين الشرقى والذى تحلت فيها الصين بالصبر الكافى وضبط النفس لحماية وحدة اراضيها الاقليمية.

ولفترة طويلة من الزمن، استخدمت البحرية الفلبينية القوة لتهديد واعتقال الصيادين الصينيين الذى يعملون بشكل قانونى فى بحر الصين الجنوبى.

ويتزامن اجراء مجلس الشيوخ الامريكى مع اختتام الجولة الخامسة للحوار الاستراتيجى والاقتصادى الصينى الامريكى فى واشنطن، وقمة يونيو التاريخية التى عقدت فى كاليفورنيا بين الرئيس الصينى شى جين بينغ ونظيره الامريكى باراك اوباما.

وقد اعطت هذه الاجتماعات المثمرة زخما جديدا لتنمية العلاقات الصينية الامريكية، حيث وافق الجانبان على العمل معا لبناء نوع جديد العلاقات بين الدولتين الكبيرتين على اساس الاحترام المتبادل والتعاون الذى يعود بالنفع على الجانبين. وبهذه الطريقه، تعهدا بكسر اللعنة التاريخية للمعادلة الصفرية بين قوة راسخة وقوة ناشئة.

فمجلس الشيوخ الامريكى يحاول اسقاط عصفورين بحجر واحد ويؤكد دعمه لليابان والفلبين فى قراره الاخير. وهو يهدف الى تهدئة مخاوف القوى المعادية للصين فى الداخل والخارج ازاء التحسن الاخير فى العلاقات الصينية الامريكية، بينما يخدم احتياجها للاستفادة من التوتر فى منطقة اسيا-الباسفيك لتسهيل تنفيذ استراتيجيتها لاعادة التوازن.

ولكن السياسيين الامريكيين قللوا من شأن ارادة الصين القوية واصرارها على حماية سيادتها ووحدة اراضيها الذى لن يتأثر ابدا بالاستفزازات والتهديدات باستخدام القوة من جانب اى دولة اجنبية.

اذا كان الجانب الامريكى صادق حقا فى تحقيق هدف الحفاظ على السلام والاستقرار فى منطقة اسيا والباسفيك، فانه يتعين عليه انتهاج موقف موضوعى وعادل بشأن النزاعات فى بحر الصين الشرقى وبحر الصين الجنوبى،بكبح جماح حلفائه وحثهم على وقف هذه الاستفزازات واجراء محادثات سلام صريحة مع الصين لتسوية النزاعات.

/مصدر: شينخوا/