الصين تحذر اليابان من قيادة منطقة اسيا - الباسيفيك نحو المواجهة

واشنطن 9 اكتوبر 2013 / حذرت الصين امس (الثلاثاء) اليابان من قيادة منطقة اسيا - الباسيفيك في طريق المواجهة الذي سيضر بشدة كل الدول في المنطقة.

صرح بذلك تسوي تيان كاي سفير الصين لدى الولايات المتحدة ردا على سؤال بعد حديثه عن السياسة الخارجية للصين والعلاقات الصينية الامريكية الحالية في كلية بول ه.نيتشه للدراسات الدولية المتطورة بجامعة جونز هوبكينز بواشنطن.

عبر تسوي عن مخاوفه حيال الاتفاق الذي تم التوصل اليه خلال الاسبوع الماضي فى اجتماع "2 زائد 2" لوزراء خارجية ودفاع اليابان والولايات المتحدة في طوكيو حول توسيع التعاون العسكري ولا سيما خطة لتعديل معاهدة امنية ثنائية بحلول نهاية العام المقبل. وقال ان ذلك يعد محاولة اخرى من جانب اليابان لتعزيز قوتها العسكرية من اجل التأكيد على مزاعمها غير القانونية بشأن جزر دياويو في بحر الصين الشرقي، التي كانت جزءا من الاراضي الصينية تاريخيا. وأضاف تسوي ان بعض المنازاعات الاقليمية للصين مع جيرانها ولا سيما اليابان خلفها التاريخ وينبغي حلها عبر المفاوضات والحوارت الثنائية. وتابع " اذا كانت الظروف غير مهيئة بعد، فلدينا الصبر للانتظار.

ولن نتعجل لحل كافة المنازعات بين عشية وضحاها"، وحذر من ان الصين عليها ان ترد اذا تعرضت لاستفزازات. وقال المبعوث الصيني انه توجد رؤيتين اساسيتين لمستقبل منطقة اسيا الباسيفيك: اولها ان المنطقة اكثر المناطق الواعدة اقتصاديا في العالم وعبر عن امله في تحويلها الى سوق ضخم ملئ بالفرص المتاحة لكل البلدان، والاخرى تنظر للمنطقة على انها مليئة بالنزاعات والمخاطر وتحاول تحويلها الى ساحة للمعارك. "تقود الرؤيتان الى مستقبلين مختلفين للمنطقة"، الاولى ستحقق المصلحة المشتركة لكافة شعوب دول اسيا - الباسيفيك، ومنها الصين والولايات المتحدة واليابان، لكن الثانية ستسبب دمارا كبيرا للمنطقة". وتابع تسوي "ينبغي ان يتوخى القادة والسياسيون والباحثون فى المنطقة الحذر بشأن هذه النقطة وان يقوموا بالاختيار الصحيح". اكد تسوي، الذي عمل سفيرا للصين لدى اليابان خلال الفترة بين عامي 2007-2010، على ان الصين تدعم بناء علاقة"مستقرة وودية" مع اليابان، وعبرعن مخاوفه العميقه حيال "بعض النزاعات المقلقة" في سياسات اليابان ونظرتها للتاريخ. "يعتقد بعض السياسيين اليابانيين ان اليابان خسرت الحرب العالمية الثانية فقط بسبب القنابل الذرية التي القتها عليها الولايات المتحدة.

ونتيجة لذلك، يعتقدون انهم طالما لا يعادون الولايات المتحدة، سيكون كل شيء على ما يرام بالنسبة لهم. وليس عليهم ان يهتموا بمخاوف الدول الاخرى. "اعتقد ان هذا امر خاطيء وخطير للغاية. فقد هزمت اليابان في الحرب العالمية الثانية ليس بسبب الاسلحة المتطورة فحسب، وانما بالارادة والتصميم القوي لشعوب اسيا والعالم اجمع". وقال الدبلوماسي الصيني انه من مصلحة الولايات المتحدة والدول الاخرى في منطقة اسيا - الباسيفيك الابقاء على نظام بعد الحرب، وحث الساسة اليابانيين على "الاختيار الصحيح". واضاف تسوي، خلال كلمته، ان مبدئين رئيسيين يوجهان السياسة الخارجية للصين وهما الاستقلال والسلام المستمدان من تاريخ الصين الطويل وثقافتها التقليدية.

وحول العلاقة الصينية الامريكية، قال المبعوث الصيني انها "في حالة جيدة" حاليا بعد مرور اربعة عقود من الجهود المشتركة الرامية الى تعزيز نموها.كان الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الامريكي باراك اوباما عقدا قمتين خلال العام الحالي حتى الان وحافظا على اتصالات وثيقة عبر حوار فعال وعالى المستوى. وقال ان البلدين تعملان حاليا سويا لبناء نموذج جديد للعلاقة بين الدول الكبرى التي ترتكز على الاحترام المتبادل والتعاون المربح للجانبين، وتلائم الواقع الجديدة في القرن الحادي والعشرين والمصالح طويلة المدى للجانبين وتوقعات المجتمع الدولي. وحول قضية شبه الجزيرة الكورية، قال ان موقف الصين واضح للغاية فقد ايدت نزع السلاح والسلام والاستقرار والمفاوضات والحوار من اجل حل القضية. واضاف ان المحادثات السداسية، المتوقفة منذ 2008، مازالت توفر الالية الاكثر ملائمة لعقد مفاوضات بين كافة الاطراف المعنية بالقضية.

واختتم بقوله "ولذلك آمل ان يتم استئناف المحادثات السداسية مبكرا عندما تكون الظروف مواتية. ويمكن للدول الست التحرك قدما نحو نزع الاسلحة النووية ووضع آليات او ترتيبات من اجل تحقيق الاستقرار طويل الامد في شمال شرق اسيا".

/مصدر: شينخوا/