بكين   مشمس 15/1 

صور ساخنة

أخبار متعلقة

  1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻

تعليق: الاقتصاد الصيني باستطاعته انتهاج طريقه الخاص (2)

2013:03:04.15:35    حجم الخط:    اطبع

ما زلت أحتفظ بموقفي المتفائل حيال مستقبل الاقتصاد الصيني

منذ أن أنهيت عملي في البنك الدولي وعدت إلى الصين، توقعت بأن يكون للصين قوة كامنة بنسبة نمو 8% خلال الـ 20 سنة القادمة، وقد وصف العديد من الناس ذلك بالمبالغة والتسرع. لكن في الحقيقة حتى العديد من توقعاتي المتفائلة السابقة للاقتصاد الصيني كانت أيضا محل تشكيك، وهذه التوقعات أصبحت اليوم حقيقة. مثلا، توقعت في تسعينات القرن الماضي بأن يصل حجم الإقتصاد الصين إلى المستوى الأمريكي بحلول عام 2030، وهذا الأمر أصبح اليوم شبه حقيقة دامغة.

إن توقعاتي المتفائلة للاقتصاد الصيني نابعة من فهمي للنمو الاقتصادي في حد ذاته، إذ أن نمو الإقتصاد الحديث هو الإبتكار التقني المستمر والدفع المتواصل لمستوى التصنيع. وقد سبق لليابان وسنغافورة، وكوريا الجنوبية وغيرها من الدول أن تواجدت في المستوى الذي توجد فيه الصين اليوم، حيث إستعملوا الحوافز اللاحقة للمحافظة على نسبة نمو بـ 8% إلى 9% خلال الـ 20 سنة اللاحقة. فالمذي يمنع الصين إذن من تحقيق نمو كامن بـ 8%؟ خاصة وأن المشاكل التي نواجهها اليوم هي نفسها التي واجهتها العديد من الدول المجاورة لنا في الماضي.

الصين بصفتها دولة نامية في طور التحول، لديها العديد من المنظومات والآليات التي تنتظر المعالجة، ويجب ألا نتوقف فقط عند مستوى دور الناقد. لأنه من السهل أن تكون ناقدا، ويكفيك في ذلك أن تقارن النموذج المثالي مع الواقع، ومن ثم يمكنك الإستنتاج بأن الواقع يختلف عن المثالي. فالنموذج المثالي لا يمكن إعتماده كعلاج، بل علينا أن نعرف بكل واقعية أسباب نشوء المشكلة وتاريخها ووضعها الراهن، ومعرفة العوامل الداخلية والخارجية للمشكلة، وماهي الجوانب التي يمكن التحكم فيها، وماهي الظروف المساعدة وغير المساعدة في معالجة المشكلة، وكيف يمكن إستغلال العوامل المساعدة والتغلب على العوامل غير المساعدة. وهكذا يمكن المحافظة على معدل نمو سريع خلال الـ 20 أو الـ 30 سنة القادمة.

الصين يجب ويمكن أن تسلك الطريق الصحيح، الطريق الصحيح الخاص بها، وإجتماع الدورتين يعد محطة هامة لتعزيز الثقة في هذا الجانب. وإن النهضة الكبرى للأمة الصينية لا تتجسد فقط في بلوغ الدخل الفردي مستوى الدخل في الدول المتقدمة، بل يجب أن تكون نهضة شاملة تشمل الفكر والثقافة وطريق التنمية، والصين إلى جانب ضرورة قيامها بتحليلات نظرية لقضياها الداخلية، يجب أن تطرح أيضا رؤية نظرية وسياسات ومقترحات خاصة حول ما يحدث في العالم وحتى في الدول المتقدمة. وهذه المسؤولية التي يجب أن تتحملها الصين تجاه الفرص والتحديات التي تواجهها. وهذا فقط ما يمكنه مساعدة الصين على تسريع عملية التحديث، ومساعدة الدول النامية الأخرى على تحقيق عملية التحديث. وكما يقول المثل الصيني القديم "إذا رغبت الوقوف فاجعل غيرك أيضا قادرا على الوقوف"، وهذه هي النهضة الحقيقية الكبرى للأمة الصينية.

[1] [2]

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/

تعليقات