مقالة : متى يحل ربيع الديمقراطية الحقيقي على مصر؟ (2)

أشار باحثون وخبراء صينيون إلى أن الانتخابات الديمقراطية وحدها غير كافية, لأنه من الصعب تطبيق الديمقراطية على الطراز الغربي بالكامل في مصر، إذ إن "السياسة شأن محلي بالأساس، وأي تحول سياسي في الدول العربية يخضع لقيود اجتماعية وسياسية داخلية". ولذا، لا بد للشعب المصري أن يبحث عن طريق ديمقراطي يلاءم ظروف بلاده. وإذا تجاهل الخصائص المحلية وطبق بشكل أعمى الديمقراطية بصفتها العالمية، "فلن يجني غالبا إلا المرارة التي لا توصف".

وتحدث لي قوه فو عن أربعة خصائص بارزة في مصر: "أولها, تأثير الدين الإسلامي المتغ+لغل في أوجه الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ولذا، فمن الأفضل أن يتحقق التسامح والتفاهم بين القوى الإسلامية والليبرالية. ثانيا, وضع الشباب بين السكان، إذ تصل نسبة الشباب بين سكان الدول العربية إلى نحو 60 بالمائة, فينبغي التركيز على مطالبهم. ثالثا, دخول التنمية الاقتصادية في مصر مرحلة عنق الزجاجة. ولذا يحتاج أي شخص يصل إلى سدة الحكم في مصر إلى حكمة كبيرة لدفع الإصلاحات العميقة. رابعا, تعدد الأحزاب والطوائف المصرية والصراعات السياسة المحتدمة بين أطراف لا تمتلك خبرة كبيرة في شئون الحكم. ولذلك، فمن المهم تشكيل قيادات تتمتع بالهيبة والشعبية وتأييد معظم أطياف الشعب المصري".

ويعتقد تيان ون لين، الباحث في المعهد الصيني للعلاقات الدولية المعاصرة، أن ظروف تحقيق الديمقراطية في مصر أفضل منها في دول عربية أخرى لأنه لا توجد الخلافات والصراعات الطائفية والعرقية العنيفة داخل صفوف الشعب المصري. "لكن إدارة مرسي فشلت في إدارة شئون البلاد بصورة جيدة, ما يثبت أن الديمقراطية الغربية لا يمكن أن تعالج العلل الاجتماعية المصرية".

وأضاف تيان أن "الديمقراطية الحقيقية تتمثل في إنشاء الأنظمة السياسية السليمة قبل توسيع مشاركة المواطنين. لكن العكس حدث في مصر, حيث أراد كل مواطن التعبير عن مطالبه السياسية في ظل غياب أحزاب سياسية قوية وبرامج فعالة، ما أدى إلى استمرار الاضطرابات".

النمو الاقتصادي قبل الديمقراطية:

من أهم الأسباب التي أدت إلى تعرض مرسي لاحتجاجات شعبية "فشله في تسوية المشكلات الاجتماعية والاقتصادية مثل الركود الاقتصادي وتدهور الأمن الاجتماعي وتدني مستوى معيشة المواطنين وارتفاع معدل البطالة والظلم الاجتماعي. وهذا يدل على أن النمو الاقتصادي أولوية قبل البناء السياسي"، حسبما قال محللون صينيون.