مقالة : متى يحل ربيع الديمقراطية الحقيقي على مصر؟ (3)

ويرى المحللون أنه "لا يمكن تحقيق الديمقراطية في العالم العربي على الأمد القصير، إذ يجب على الأطراف المعنية في مصر والدول العربية أن تتوصل إلى توافق أولا لدفع تطوير الاقتصاد واستعادة الأمن والاستقرار الاجتماعي . وإلا قد تقع دول مثل مصر في حلقة مفرغة ما بين الحكم العسكري والانتخابات الديمقراطية غير الفعالة".

وقد قال الزعيم الصيني السابق دنغ شياو بينغ إن ثمة ثلاثة معايير جوهرية لتقييم أي نظام سياسي وهي: "الاستقرار السياسي، والتضامن الشعبي وتحسن مستوى المعيشة، وتطور القدرة الإنتاجية". وبعبارة أخرى، تعد الممارسة الواقعية المعيار الوحيد لنجاح عملية الانتقال السياسي، وليس تنفيذ سياسة التعددية الحزبية فقط.

وفي هذا الصدد، أشار تانغ تشيه تشاو, الباحث في شؤون غرب آسيا وأفريقيا بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية , إلى أن "المشكلات التي تعاني منها مصر حاليا في جوهرها مسألة تنمية وليست مسألة ديمقراطية. والسبب الرئيسي في الأزمة التي تمر بها مصر الآن يتمثل في الفشل إلى حد كبير في التعاطي مع العلاقة بين الإصلاح والتنمية والاستقرار بشكل صحيح", مضيفا "من الممكن أن تتعلم السلطة الجديدة في مصر من نظرية الزعيم السابق الصيني دنغ شياو بينغ في هذا الإطار".

وأشار تيان ون لين إلى أنه بالنسبة لمعظم الدول العربية التي تواجه تقريبا مشكلات في التصنيع والتحديث السياسي والتكامل الوطني، يجب أن تكون الأولوية لتسوية هذه المشكلات, مؤكدا أنه "يجب على الشعب المصري أن يشكل حكومة تعمل أولا على دفع النمو الاقتصادي بدلا من التركيز فقط على تطبيق النظام الديمقراطي".

وقال لي قوه فو إن "هناك في هذا العالم حقيقة مفادها أنه لا يمكن تحقيق التنمية بدون استقرار", مضيفا أن "المشكلة التي تواجهها مصر الآن لا تتمثل في كون مصر بلدا ديمقراطيا من عدمه، بل في كيفية تحقيق الاستقرار الاجتماعي للشعب المصري".