مقالة : متى يحل ربيع الديمقراطية الحقيقي على مصر؟

بقلم إلهام وانغ

بكين 14 يوليو 2013 /وصل أول رئيس منتخب بطريقة ديمقراطية في تاريخ مصر إلى سدة الحكم قبل عام حاملا "بارقة أمل للديمقراطية الحقيقية" في منطقة الشرق الأوسط، وسط توقعات بانتقال "ربيع الديمقراطية" إلى دول عربية أخرى وبدء "عصر جديد للحكم المدني الدستوري وحياة سياسية حديثة".

لكن بعد مرور عام، اضطر الرئيس المصري المنتخب ديمقراطيا محمد مرسي إلى مواجهة احتجاجات شارك فيها نحو سدس عدد سكان مصر اعتراضا على حكمه, وسقط بالأخير من على عرش أرض الكنانة بطريقة "غير ديمقراطية", ما يظهر أن "الديمقراطية على الطراز الغربي" لم تنجح بل ولم تتأقلم في البلد العربي الإسلامي . فمتى يحل ربيع الديمقراطية الحقيقي على مصر؟

يرى محللون وخبراء صينيون أن الديمقراطية على الطراز الغربي "ليست عالمية ولا تلاءم غالبية الدول العربية, ولا بد للشعوب العربية أن تسعى إلى ديمقراطية ذات خصائص عربية وإسلامية تناسب ظروفهم".

ديمقراطية لم تتأقلم:

عزل الجيش المصري الرئيس محمد مرسي من منصبه "في نموذج سيئ على الإطاحة برئيس منتخب ديمقراطيا". ورغم أن هذه الخطوة توافقت مع مطالب معظم الشعب المصري, إلا أنها "ما تزال تعد صفعة على وجه الديمقراطية ذي الطراز الغربي, وتبين أن بذرة الديمقراطية التي نشرتها دول الغرب لم تتأقلم مع تربة الدول العربية"، حسبما قال محللون صينيون.

وقال لي قوه فو, مدير مركز دراسات الشرق الأوسط التابع لمعهد الصين للدراسات الدولية, إن "الدول الغربية والعربية تختلف بشكل كبير في الخلفيات التاريخية والثقافية والدينية ومستويات التنمية الاقتصادية والاجتماعية وأساليب الحياة. ولذا، لا يمكن للديمقراطية الغربية أن تنمو وتترعرع إلا في الغرب نفسه".

كما يرى دونغ مان يوان، نائب رئيس معهد الصين للدراسات الدولية، أن "الديمقراطية الغربية غير قادرة على تسوية مشكلات البطالة وارتفاع الأسعار والظلم الاجتماعي والفساد التي تواجهها معظم الدول النامية مثل مصر. لأن الدول النامية تفتقر إلى الأساس الاقتصادي القوي القائم في الدول المتقدمة".

وأكد دونغ أن التنمية الاقتصادية شرط مسبق وضمانة قوية لتطبيق ديمقراطية حديثة, "وبدون المستوى الاقتصادي والمادي المرتفع, تصبح الديمقراطية فارغة وشكلية, ولا يمكنها جلب الاستقرار والتنمية الاجتماعية إلى الشعوب", مضيفا أنه "في أكثر من مائة من الدول النامية التي تطبق التعددية الحزبية والديمقراطية الغربية، بما فيها بنغلاديش والصومال وجزر القمر, ما تزال الشعوب تعيش في فقر ومعاناة".

ديمقراطية ذات خصائص عربية:

/مصدر: شينخوا/