تعليق: "جنيف2 " ومدى فعاليته في تحقيق آمال وطموحات الشعب السوري (2)

هناك تغيرات طفيفة في العلاقات بين أصدقاء سوريا، وبين أصدقاء سوريا والمعارضة قبل انعقاد مؤتمر " أصدقاء سوريا" الأخير.

لقد كانت وتيرة التنسيق والتكامل بين مجلس التعاون الخليجي وتركيا وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية في دعم المعارضة السورية متزايدة، لكن في ظل تزايد الصدع وضوحا داخل المعارضة، ازدادت الخلافات بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا ومجلس التعاون الخليجي، وتخلى الغرب عن التدخل العسكري،وعلق بهدوء المساعدات العسكرية غير الفتاكة للمعارضة، خوفا من أن تقع في أيدي المتطرفين، ويصبح الغرب الضحية في الأخير. وهذا النهج لم يجعل المعارضة فقط المستاءة، بل حتى المملكة العربية السعودية وقطر أيضا مستاءة للغاية، مما جعل المعارضة تتخذ دعم الولايات المتحدة الأمريكية غير الفعال للثورة كذريعة للتهديد بمقاطعة اجتماع" جنيف2".

إن رغبة الولايات المتحدة وأوروبا في انهيار نظام بشار الأسد وصعود المعتدلين من المعارضة العلمانية، بحاجة إلى أن يواصل "أصدقاء سوريا" العمل على الحفاظ على دعم "الائتلاف الوطني السوري"، إلا أنها لا تجرأ على إعادة المساعدات العسكرية بسهولة أو دعم " الجبهة الموحدة " من المعارضة في الاقتتال الداخلي، حيث أن القوة الرئيسية في "الجبهة الموحدة" هي "جبهة النصرة" التي تضم عددا كبيرا من القاتلين الأجانب ، والمتمثلة بالأصولية والأجندة المعادية للولايات المتحدة. كما أن عددا من دول أعضاء " أصدقاء سوريا" منها الولايات المتحدة وأوروبا والأردن والعراق ودول أخرى من الشرق الأوسط في مأزق الآن، ومواصلة الولايات المتحدة وأوروبا تقييد المساعدات العسكرية والدعم السياسي للمعارضة السورية، يجعل من الصعب التوافق بين الولايات المتحدة وأوروبا ومجلس التعاون الخليجي.

ظلت السلطات السورية جالسة على الهامش خلال نشوب الاقتتال بين المعارضة، وتأتي القوة المفرطة بنتائج عكسية، والاسترخاء فضلا عن الضغط للحث على الاقتتال الداخلي.علاوة على ذلك، يواجه النظام وعائلة الأسد الخوف من إعادة توزيع السلطة في ظل انتهاء عهدة الرئيس بشار الأسد منتصف العام 2014، ناهيك عن الخبراء استشاريين من الخارج المؤقتين. كما يبين أن بدأ تدمير الأسلحة الكيميائية خفف من نسبة الضغوطات الداخلية والخارجية،وزاد من الاقتتال الداخلي بين المعارضة.

إن مغزى انعقاد مؤتمر "جنيف 2 " المقرر 22 يناير الحالي قد يكون مجرد من أجل عقد المؤتمر فقط.وإن الاختلاف الواضح بين مواقف الطرفين الأساسين في المؤتمر ، و استبعاد اقوي الفصائل التي تحارب ضد النظام السوري " داعش" و" جبهة النصرة" من قائمة المشاركين في المؤتمر المقبل،يجعلنا نتساءل، هل "جنيف2 " سوف يحقق آمال وطموحات الشعب السوري؟

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/