الكتاب الأبيض : إنهاء النظام القديم في التبت أمر حتمي

ذكر كتاب أبيض نشر اليوم الأربعاء أن إنهاء نظام العبودية الإقطاعي الذي يدمج بين السياسة والدين أمر حتمي تاريخي في التبت، وذلك مع انحراف هذا النظام تماما عن تيار التقدم لكل من الصين والعالم .

وقال الكتاب الأبيض بعنوان " الخيار التاريخي لطريق تنمية التبت" الذي أصدره المكتب الإعلامي التابع لمجلس الدولة، إن النظام يدوس على كرامة الإنسان بفظاظة، وينتهك حقوق الإنسان الأساسية بشدة، ويعرقل تطور مجتمع التبت بشكل أساسي .

وأشار الكتاب إلى أن السلطة الدينية والسلطة السياسية اندمجتا مع بعضهما مع البعض، حيث هيمنت السلطة الدينية بشكل كامل على السلطة ، الأمر الذي يعد مظهرا من مظاهر السلطة الدينية .

وبحسب الكتاب ، فقبل الإصلاح الديمقراطي عام 1959، كان في التبت 2676 معبدا وحوالي 115 ألف راهب بوذي. وكان عدد الرهبان البوذيين يحتل رُبع تعداد الذكور في التبت، وهذه النسبة أعلى بكثير من نظيرتها لرجال الدين في أوروبا في العصور الوسطى، ما يعد أمراً نادر المثال حتى في العالم.

وقال الكتاب، إنه ومع وجود عدد كبير من السكان كالرهبان الذين لم يقوموا بالإنتاج أو الإنجاب، فقد أصبحوا أدوات مارست الحكومة الدينية الاستغلال بحقها، ما أدى إلى نقص شديد في الموارد الاجتماعية ، وركود نمو عدد السكان لمدة طويلة.

وفي ظل نظام العبودية الإقطاعي ، هناك نظام تراتبي صارم . إن (الشرائع الثلاث عشرة)، و(الشرائع الست عشرة) اللتين عُمل بهما في التبت القديمة لمئات السنين، تقسمان الناس إلى تسع درجات من ثلاثة أصناف، ما كرّس نظام التصنيف الاجتماعية الصارم .

وأشار الكتاب إلى أن نظام العبودية الإقطاعي المتخلف جعل التبت القديمة مجتمعا فيه فجوة عميقة بين الأغنياء والفقراء. إن الانغلاق والتخلف والابتعاد عن الحضارة الحديثة لا يجعل التبت القديمة "شانغريلا" الخيالية على الإطلاق .

مع تأسيس الصين الجديدة وتطور المجتمع الصيني وتقدمه، تم إلغاء النظام القديم في التبت نهائيا في أواخر الخمسينات وأوائل الستينات من القرن العشرين.

لكن عصابة الدالاي لاما الرابع عشر تسير بعكس تيار التاريخ، لا تتأمل بعمق فيما اتسم به نظام الدمج بين السياسة والدين في التبت القديمة من الظلم والطغيان، بل يعز عليها أن تفارقه، حالمة بإعادة هذا النظام إلى التبت يوما ما. كل ذلك تسجله الوثائق المعنية تسجيلا واضحا.