دمشق 14 مايو 2015 / يحرز الجيش السوري بدعم من مقاتلي حزب الله اللبناني تفوقا واضحا في "معركة القلمون" التي لم تحسم بعد، اذ بات يسيطر على 75 بالمئة من جرود المنطقة الحدودية مع لبنان بعد سيطرته على تلة استراتيجية الاربعاء، حسب قادة وضباط ميدانيين سوريين.
ويخوض الجيش السوري المدعوم بعناصر من حزب الله، معارك ضد "جيش الفتح"، وهو تحالف مشكل حديثا من كتائب إسلامية معارضة، بينها جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في سوريا، بالاضافة لتنظيم الدولة الاسلامية، منذ اكثر من اسبوع في منطقة القلمون.
والاربعاء أعلن مصدر عسكري سوري "ان وحدات من الجيش السوري والمقاومة اللبنانية احكمت سيطرتها على تلة موسى الاستراتيجية" في جبال القلمون بريف دمشق الشمالي.
واليوم وبسفح تلة موسى قام مجموعة من الجنود يتقدمهم عدد من الضباط برفع علم كبير لسوريا، في إشارة على سيطرة الجيش على هذه التلة الاستراتيجية، التي تشرف على مناطق حدودية بين سوريا ولبنان يتحصن فيها مقاتلو جبهة النصرة وكتائب اسلامية.
وهتف هؤلاء، وهم يرفعون شارات النصر بأيديهم، "بالروح بالدم نفديك سوريا"، حسب لاحظ مراسل وكالة انباء ((شينخوا)) في دمشق خلال زيارة ميدانية لوسائل اعلام عربية واجنبية معتمدة لدى سوريا نظمتها القيادة العسكرية للجيش السوري الى جبال القلمون.
وقال قائد ميداني مسؤول عن العمليات العسكرية في منطقة القلمون ل(شينخوا) إن "وحدات من الجيش السوري وعناصر الدفاع الدفاع الوطني والشعبي والمقاومة اللبنانية استطاعت خلال الايام القليلة الماضية من السيطرة على 75 بالمئة من مساحة جرود القلمون وعلى تلة موسى".
وتعد تلة موسى الاستراتيجية، اعلى قمة في سلسلة لبنان الشرقية، وهي ترتفع 2520 مترا عن سطح البحر.
والسيطرة على هذه التلة تعني "السيطرة الكاملة" على كافة جرود القلمون والمعابر غير الشرعية التي كانت "المجموعات الإرهابية" تستخدمها لنقل السلاح من الاراضي اللبنانية الى داخل الاراضي السورية، حسب القائد الميداني.
لكنه اردف قائلا "ان الجيش سيطر على 8 معابر غير شرعية كان الارهابيون يستخدمونها، وان خمسة معابر لا تزال تحت سيطرة تنظيم داعش"، وهو المسمى الشهير والمختصر لتنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على مناطق واسعة في سوريا.
وبالرغم من ان السيطرة على تلة موسى تتيح للجيش السوري سيطرة نارية بالكامل على منطقة القلمون، الا ان المعركة لم تحسم بعد.
وقال القائد الميداني، وهو ضابط سوري رفيع المستوى في هذا الصدد إن "المعركة في القلمون لم تنته ولا تزال مستمرة حتى السيطرة على كامل جرود القلمون".
ووصف المعركة التي تدور بين الجيش السوري وعناصر حزب الله من جهة وبين مقاتلي تنظيم داعش وجبهة النصرة من جهة اخرى بأنها "شرسة ويستخدم فيها كافة صنوف الاسلحة".
ويتهم الضابط السوري الجيش الاسرائيلي بمحاولة دعم المسلحين، قائلا إن "الطيران الحربي الاسرائيلي حلق خلال اليومين الماضيين فوق جرود القلمون بغية تقديم الدعم لتنظيمي جبهة النصرة وداعش المتمركزين في تلك الجرود الجبلية ذات الطبيعة الجغرافية الصعبة".
وشدد على "ان الجيش مصمم على تطهير كامل التراب السوري من الإرهاب" في نفي لوجود مفاوضات بين الجيش وتنظيمي داعش وجبهة النصرة لوقف العمليات العسكرية الدائرة.
وكان بالامكان اثناء وجود الصحفيين بتلة موسى سماع اصوات المدفعية ورشقات الرصاص تأتي من الجهة الغربية لجرود عرسال اللبنانية الحدودية مع سوريا، في دليل على اشتباكات تدور هناك، حسب مراسل (شينخوا).
وبحسب القائد الميداني، فر مقاتلو جبهة النصرة وداعش من التلال التي سيطر عليها الجيش في جرود القلمون الى داخل منطقة عرسال بالاراضي اللبنانية، مؤكدا "ان اعداد كبيرة قتلت منهم اثناء المعارك".
وفي مؤشر على هذه السيطرة، انتشر مقاتلون من حزب الله بكثافة وبكامل عتادهم على "مجموعة من التلال" التي تمت السيطرة عليها، منها تلة الرفيع من الجهة الشرقية وتلة الباروخ وتلة الزلزال من الجهة الغربية، حسب المراسل.
كما بدت الحياة طبيعة في بلدة رأس المعرة القريبة من جرود القلمون، وفي مدينة يبرود الذي سيطر الجيش السوري عليها العام الماضي بعد معارك عنيفة، والتي كانت تعد اهم معقل لمقاتلي المعارضة المسلحة.
وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله قد اعلن في الخامس من مايو الجاري ان حزبه سيذهب لمعالجة التهديدات في منطقة القلمون لأن الدولة اللبنانية غير قادرة على المعالجة، حيث تسيطر تنظيمات متشددة على المنطقة الحدودية وتنفذ انطلاقا منها هجمات على بلدات لبنانية يقطن بعضها مناصرون للحزب الشيعي الذي يشارك مقاتلوه في النزاع في سوريا بجانب قوات النظام السوري.
واعلن الحزب قبل ايام عن سقوط قتلى من عناصره في هذه المعارك.
وقال ضابط سوري آخر ل(شينخوا) إن "السيطرة على التلال كانت سريعة لم تستغرق يومين" بعدما نفذ الجيش عمليات عسكرية نوعية بجانب عناصر حزب الله.
وتابع "ان التنقل كان يتم سيرا على الاقدام مع تغطية نارية من قبل مدفعية الجيش السوري".
وبحسب الضابط، يتراوح عدد مسلحي جبهة النصرة وداعش في جرود القلمون ما بين 3 الاف الى 4 الاف مقاتل ينتشرون على شكل مجموعات في تلك التلال.
وتعتبر القلمون منطقة استراتيجية مهمة بسبب موقعها الجغرافي، اذ تقع على الحدود مع القرى اللبنانية الموالية لحزب الله.
كما تشرف القلمون على الطريق الدولي (دمشق-حمص)، وتمتد من ريف حمص حتى أطراف غوطة دمشق الغربية، إضافة إلى أنها تشكل طريق إمداد حزب الله بين لبنان والداخل السوري.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn