تحليل إخباري: تحولات ومنعطفات متوقعة مع تلميح الغرب لعودة روسيا المحتملة إلى مجموعة الثماني

بكين 12 إبريل 2016 / طرحت ألمانيا فكرة إعادة روسيا إلى مجموعة الثماني، ولكن ستكون هناك تحولات ومنعطفات في هذا الصدد حسبما يقول الخبراء.

فقد تحدث وزير الخارجية الألماني فرانك- فالتر شتاينماير يوم الأحد عن ضرورة عودة روسيا إلى مجموعة السبع حيث أعرب عن اعتقاده بأنه لا يمكن إغفال دور روسيا في حل الصراعات الدولية الكبرى.

ونقلت صحيفة ((داي زيت)) الألمانية عن شتاينماير قوله قبل اجتماع لوزراء خارجية مجموعة السبع سيعقد في هيروشيما باليابان "سنرى خلال العام ما إذا كانت روسيا تحافظ على هذا الدور البناء، وسيجرى بعدها بالتأكيد نقاش داخل مجموعة السبع (حول عودة روسيا)".

كانت روسيا قد انضمت إلى مجموعة السبع في عام 1998، ما جعل المجموعة تصبح مجموعة الثماني. وجاء هذا الانضمام بعد سنوات من مشاركة موسكو غير الرسمية في اجتماعات مجموعة السبع تحت صيغة يطلق عليها اسم "مجموعة السبع زائد واحد".

وقاطعت الدول السبع -- بريطانيا، وكندا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، واليابان، والولايات المتحدة-- اجتماع سوشي لمجموعة الثماني في عام 2014 احتجاجا على ما اعتبرته عملية ضم غير قانونية لجزيرة القرم من أوكرانيا قامت بها روسيا.

وقال تشانغ هونغ، الخبير في الشؤون الروسية بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية ، يوم الاثنين إن "مقترح إعادة روسيا وإنهاء عزلتها يعد بمثابة غصن زيتون يتم مده لموسكو، وهو يعني التشجيع على مزيد من الاستجابات الإيجابية من جانب روسيا في القضايا الإقليمية والدولية الكبرى".

وأعرب تشانغ عن اعتقاده بأن العديد من الصراعات الناشئة عن اختلاف المصالح الجوهرية لروسيا والغرب من الصعب حلها على المدى القصير.

وأضاف أن روسيا والدول الغربية الكبرى مازال بينها خلاف واسع النطاق بشأن إنشاء النظام الأمني الأوروبي، والبنية العالمية الأمريكية المضادة للصواريخ.

وإن استقالة رئيس الوزراء الأوكراني آرسني ياتسينيوك التي حدثت يوم الأحد قد تجلب حكومة أكثر ميلا للغرب،وستظل الدولة الواقعة بين روسيا وقوى أوروبية كبرى تمثل مشكلة في علاقاتهما.

ووصل الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو إلى اليابان قبل اجتماع هيروشيما. ووافقت اليابان، التي انضمت إلى العقوبات المناهضة لروسيا، على إدراج القضية الأوكرانية على أجندة مجموعة السبع.

ومن جانبه، ذكر جيانغ يي الباحث الزميل البارز بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية يوم الاثنين "من غير المرجح عودة روسيا إلى مجموعة الثماني في غضون هذا العام".

وقال جيانغ إن الشعور العام تجاه روسيا مازال كما هو، لافتا إلى أن واشنطن قامت لتوها بتمديد العقوبات المفروضة على روسيا في الشهر الماضي.

كما وسعت كندا إجراءاتها الاقتصادية ضد روسيا من خلال إضافة المزيد من الأفراد و10 كيانات إلى قائمة العقوبات قبل أقل من شهر مضى.

وذكر وزير الخارجية الكندي ستيفان ديون "كما اتفق قادة مجموعة السبع، ترى كندا ضرورة عدم رفع العقوبات حتى تنفذ روسيا إلتزاماتها بموجب اتفاقات مينسك تنفيذا كاملا ".

وكان ديون يشير إلى اتفاق لوقف إطلاق النار توصلت إليه أوكرانيا وروسيا وفرنسا وألمانيا في فبراير 2015.

وألمح جيانغ إلى إن القضية الأوكرانية كانت "القشة التي قسمت ظهر البعير" وقادت إلى انهيار مجموعة الثماني، قائلا إن المشكلة الرئيسية تكمن في الخلافات الإستراتيجية بين روسيا والقوى الغربية.

وذكر جيانغ أن روسيا تطالب بمعاملة على قدم المساواة داخل مجموعة الثماني، فضلا عن أن يكون لها رأي في الموضوعات المتعلقة بالأمن الأوروبي، وهو أمر من الصعب على ما يبدو تحقيقه قريبا.