الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم العربي
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تحقيق إخباري: أطفال النازحين السوريين إلى الاستغلال في سوق العمل اللبناني

2016:05:06.08:47    حجم الخط    اطبع

بقلم: طاهر ابو حمدان

بيروت 5 مايو 2016 /ينهض باكرا النازح من ادلب، إلى مخيم مرجعيون في القطاع الشرقي من جنوب لبنان، فادي ابو السنكري (45 عاما)، يجول بسيارته الصغيرة المهشمة نوع (بيك اب)، بين الخيم لينتقل إلى تجمعات محاذية للنازحين، يجمع ما يسميهم بالعمال النخبة، نظرا كما يقول لقدرتهم على انجاز ما يطلبه رب العمل، واجرتهم اليومية المنخفضة والتي تصل إلى نصف اجرة العامل العادي.

مجموعة من الأطفال فتيان وفتيات، تتراوح اعمارهم بين ال 10 الى 17 عاما، يحشرهم كما يسموه المعلم فادي، في صندوق البيك اب الصغير، الفتيان يرتدون على رؤوسهم قبعات تقيهم الشمس والفتيات حجابا فوقه قبعة ايضا، يتمسكون ببعضهم البعض خوفا من السقوط، خلال حركة السيارة او سقوطها في حفر او مطبات، وكل منهم يحمل بيده الزوادة، اي حاجته من الطعام خلال يومه الطويل من العمل، والذي يبدأ عادة من السابعة صباحا وحتى السادسة مساء.

تستغرق رحلة الوصول إلى العمل حوالي النصف ساعة، ويعمل صاحب البيك اب او كما ينادونه المعلم، على توزيع العمال الصغار وبمعدل 3 الى 5 في الحقول، ينكب الجميع والذين باتوا بوصولهم الى الحقل بامرة صاحبه، ليبدأ العمل الشاق، هنا في حقل الزيتون، يعمل العمال الصغار، على تنقية جذوع الأشجار من اغصان صغيرة، وهناك في كرم العنب الهدف قص اطراف بعض الأغصان، في حقول الخضار، الموسم في عزه اليوم، همهم قطف الخيار والكوسا والفريز، ومنهم من يتولى ري المزروعات عبر اقنية تنطلق من جداول او من آبار ارتوازية، في حين يبقى رش المبيدات من اخطر ما يتعرض له اطفال النازحين في يومهم الطويل.

بلهجة قاسية يصرخ علي ذيب احد مزارعي سهول مرجعيون، بوجه العمال الصغار، في حال حاولوا الوقوف في ظل شجرة، لحماية رؤوسهم من خيوط الشمس القاسية، الى اشغالكم بسرعة ومن اراه يتلكأ لن يعود ثانية الى الورشة، هذا التصرف من رب العمل، ينسحب على نسبة كبيرة من اصحاب العمل، والذين لا يراعون عمر الاطفال، يستغلونهم في حقولهم طوال النهار ودون رحمة، في مخالفة واضحة لقوانين العمل اللبنانية والدولية التي ترعى هكذا حالات، كما يدفعون لهم نصف اجر ايضا، دون ايه محاسبة او مراقبة او ضوابط، تحكم بين العمال الصغار السوريين ورب عملهم.

والأخطر من كل ذلك يقول حسان العمرو، والد احد العمال الصغار والنازح من ريف حلب إلى راشيا الوادي في البقاع اللبناني، استغلال مشغلهم والذي يلقب بالمعلم، فهو الذي يحاسب رب العمل وبدوره يدفع للعمال، بعد حسم ما بين 25 او 30 % من اجرة العامل، ويعطي مثلا ليقول، اجرة ابني وليد كما علمت 15000 ليرة لبنانية في اليوم، يقبضها المعلم ويصل الى ولدي 10000 ليرة فقط.

وهكذا يكون الطفل استغل مرة من رب العمل والذي شغله حوالي 3ساعات اضافية، ومن المعلم الذي حسم ثلث الراتب تقريبا ،كبدل اتعاب ونقل كما يسميها، يعرف العمر، والذي حفرت سنوات عمره المديدة اخاديد على وجنتيه، أن عمل الفتيان وسط هذه الظروف القاسية ممنوع قانونا، إلا أن الحاجة والعوز يجعل كل شيء مباح في هذا التهجير الظالم الذي سببته الدول الكبرى الاستعمارية على وطننا واهله.

العمال الصغار يشكون فيما بينهم، من معاملة المعلم، الفتاة حنان من حلب (14 عاما) تقول التأنيب المستمر والإهانات، يلازمنا طيلة الوقت، فما يجبرنا على المرّ هو الأمرّ منه، لذلك نواصل العمل ونُجبر أنفسنا على قلّة الاحترام حفاظاً على لقمة عيشنا، الجوع كافر.

تردد سميرة من ريف ادلب فمن هو مضطر على إعالة عائلته لا مجال أمامه سوى الرضوخ لكل المضايقات، زميلها في العمل احمد من بيت جن، يقول اضطر إلى ارتياد الحقول بدل المدرسة، لأن والدي عاجز واخوتي الأربعة صغار والمساعدات الدولية لا تفي حاجاتنا، والدي لا يستطيع العمل.

يقول عادل من ادلب لأنه لا يملك أوراقاً ثبوتية، وهذا يضطرني الى العمل في حقول الخضار والبطاطا لسد جانبا من النفقات، اننا في حالة يرثى لها فما يتم تحصيله، يصرف في اكثر من اتجاه وان كان بخسا فالحجر يسند خابية.

الناشطة الإجتماعية سليمة العلي، والتي تعمل في مجال اغاثة النازحين، اعتبرت ما يحصل لجيل الأطفال من النازحين، عبر تشغيلهم بشكل مخالف لكافة القوانين والأنظمة التي تحكمها، فهو اشبه بالإستغلال الفادح والغير مبرر، فحاجة النازحين المادية، يجب الا تخضع لمزاجية ومصالح رب العمل مهما كان، خاصة وانها تدخل في اطار الاستغلال المباشر، ضمن شروط عملٍ مضنية ترتد سلبا في كثير من النواحي على بنيته الجسدية والنفسية والعقلية.

وتضيف العلي " والمطلوب مع هذا الواقع، توعيتهم من مخاطر هذا الجهد الجسدي، الذ لا يتناسب مع اشغال اشبه بالشاقة، لاسيما في القطاع الزراعي، وتعرض اجسادهم لمواد سامة وأسمدة كيميائية، وإجبارهم على استخدامها أو رشها على المزروعات والتعامل مع النباتات السامة مثل زراعة التبغ، فضلاً عن العمل لساعات طويلة في شروط قاسية، كالحرّ أو البرد الشديدين، وغياب الحمّامات ودورات المياه، وانعدام الوجبات الغذائية المنتظمة، وصولا حتى إلى الاستغلال الجنسي ".

وتشير الى ان ما بين 30 الى 40 % من الأطفال النازحين يدخلون في اطار العمل على حساب تحصيلهم العلمي، وعلى الجهات الدولية المانحة الوقوف بشكل جدي عند هذه الظاهرة، وايجاد الحلول المناسبة لها قبل فوات الأوان.

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×