مسقط 24 مايو 2016 / قدمت فرقة أكروبات "التنين الذهبي" الصينية مساء اليوم (الثلاثاء) ، عروضا فنية أبهرت جمهور دار الأوبرا العمانية.
فعلى مدى 100 دقيقة تخللتها استراحة مدتها 15 دقيقة فقط ، استطاعت الفرقة الصينية ان تشد أنظار الجمهور الذي حضر بكثافة لمتابعة العرض.
وملأ الجمهور من جميع الجنسيات والأعمار مقاعد قاعة المسرح فيما نفدت تذاكر الحفل وفقا لتصريحات مسؤولي دار الأوبرا.
وقدمت الفرقة في الجزء الأول من الحفل العديد من العروض المختلفة ومنها حركات الالتواء الجماعية، التوازن على الرأس، الحركات البهلوانية بالأوعية، اللعب بالأطواق، اللعب بالزانة، الحركات البهلوانية بالكرات ثم بالقبعات ، واللعب الجماعي على الدراجات ذات العجلة الواحدة.
أما في الجزء الثاني فقد قدمت عروض اللعب الجماعي على الحبال ، التأرجح على حبال الحرير ، الحركات البهلوانية بالمظلات ، ثم الحركات البهلوانية بالمظلات، ديا بولو، برج الكراسي، الأعلام ، عائلة الدراجات، ثم عرض جماعي ختامي.
وكان أبرز ما ميز العرض ان المسرح لم يتوقف عن التصفيق الحاد إعجابا بفقرات الحفل.
وأشاد الحضور في مقابلات مع وكالة انباء ((شينخوا)) عقب انتهاء الحفل بالفقرات التي قدمتها فرقة التنين الذهبي الصينية.
وقال الشاب العماني محمد الحارثي (طالب جامعي) "لقد شدني العرض كثيرا بكل ما قدمه من فقرات ، لقد كان عرضا يقدم الجودة والتميز في الأداء بحق".
وأردف الحارثي قائلا "ما عرض الليلة دليل على دقة وتميز وجودة ما تقدمه الصين وان الصينيين شعب يعرف ماذا يريد".
أما البريطانية كيري هيموند فقالت ان "العروض كانت رائعة بل استطيع ان أصفها بانها مستحيلة لو لم أشاهدها ".
وتابعت قائلة ان "العروض اتصفت بانها كلها عزيمة وإصرار وتحد ، واستطيع ان أقول انني هذه الليلة فهمت مقولة ان الصينيين قادمون ، فهذا الشعب يستحق كل ما نسمعه عن بلاده من أنها ثاني اقتصاد عالمي وأنها قادمة بقوة ليس اقتصاديا فحسب بل في كل شيء".
وقال محمود موسى من مصر ان "ابرز ما شدني في العرض هو الروح الجماعية والأداء الجماعي فكثير من العروض بل معظمها كان يعتمد على الأداء الجماعي وليس الفردي ووجدنا ان الجميع يتحرك في حركة وروح وربما نفس واحد دون وجود خلل".
واضاف موسى "شعرت وكأنهم تربطهم حاسة واحدة تحركهم والا ما نجحوا في هذا الأداء الجماعي المتميز".
وقال مستشار مجلس إدارة دار الأوبرا السلطانية للتواصل المجتمعي الدكتور ناصر الطائي ان هذا العرض يأتي تكملة للتواصل التاريخي بين سلطنة عمان والصين عبر "طريق الحرير".
ونوه بما يربط بين البلدين الصديقين من علاقات تاريخية منذ فترات بعيدة، مشيرا الى ان العمانيين سافروا قديما الى الصين عبر طريق الحرير للتجارة وحديثا ربطت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين .
وأشار الى ان عمان كانت من اوائل الدول العربية ذات العلاقات الدبلوماسية مع الصين "والآن هناك تعاون عماني صيني اقتصادي قوي جدا".
واكد ان التعاون الثقافي ايضا يحذو حذو التعاون الاقتصادي وهناك تبادل ثقافي قوي بين البلدين.
واستطرد قائلا "نحن في دار الأوبرا السلطانية ، ومن قبيل التنوع والتوازن الذي تتخذه الأوبرا منهجا في تقديم العروض ، نحرص على تقديم العروض الصينية ولذا فقد كان هذا العرض هو مسك ختام الموسم الحالي 2015 - 2016 والذي سينتهي غدا بنفس العرض".
وأكد الطائي ان العرض جاء مبهرا متنوعا وشيقا واستطاع ان يسيطر على الحضور ويشد انتباههم طوال مدته، مشيرا إلى انه ليس العرض الصيني الأول في الدار بل سبقته عروض عدة في مواسم سابقة.
من جهته ، قال مستشار مجلس إدارة دار الأوبرا للبرامج والفعاليات البروفيسور عصام الملاح "لقد نجحنا في اختيار هذا العرض العالمي المتميز حيث حقق ما هدفنا إليه وهو أنه جعل ختام الموسم ختام مبهرا ومرحا ومفرحا لجميع من حضره".
واوضح ان العرض حقق هدفا آخر وهو انه اجتذب المزيد من الجمهور لدار الأوبرا من جنسيات وأعمار وفئات مختلفة ومنهم من يأتون إلى الدار لأول مرة.
وأكد الملاح ان العرض كان رائعا وشاملا ومتميزا بل واستطاع أن يعبر عن الروح الصينية وما يميزها من حماس وعزيمة واصرار وحرص على النجاح "ولذا فقد وصلت الصين الى ما نراها عليه اليوم من نجاح".
وأشار الملاح الى ان هذه النوعية من العروض الاكروباتية تميزت واشتهرت بها الصين منذ فترات بعيدة ولذلك فهي تتوجه بها الى العالم وتلقى إقبالا ورواجا ، معتبرا انه ليس هناك منافس للصينيين في مثل هذه العروض.