بكين 6 يوليو 2016 / توافد آلاف المسلمين المحليين والعرب صباح اليوم (الأربعاء) على مسجد "نانقوان" لأداء صلاة عيد الفطر في مدينة ينتشوان بمقاطعة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي بعد انتهاء رمضان شهر الخير والعطاء، وهم يرتدون ملابس العيد الجديدة ويتبادلون التحية ويقدمون الزكاة والصدقات.
وداخل المسجد، وقف المصلون في صفوف منتظمة لأداء الصلاة وسماع الخطبة باللغتين الصينية والعربية. وبعدما فرغوا من الصلاة، أخذوا يتبادلون التهاني وسط بهجة عمت أرجاء المكان في مشهد من الود والألفة وتجاذب أطراف الحديث.
وبالنسبة للشابة العراقية شيرين منير محمد (22 عاما) التي حضرت قبل ست سنوات إلى نينغشيا مع حصول أسرتها على فرصة عمل بمعهد اللغات العالمية في المقاطعة، يعد هذا خامس عيد فطر تقضيه في الصين، وقالت لمراسل وكالة أنباء ((شينخوا)) "قمت بالاستعداد للعيد بشراء الهدايا والحلوى، فاليوم هو أول أيام العيد، وعادة ما يكون مخصصا لزيارة الأقارب وتقديم التهاني إليهم وتبادل العيدية".
وسرعان ما انخرطت شيرين في الحياة داخل الصين، فهي تعمل الآن مترجمة في قسم تبادل البرامج ومقدمة برنامج ((تعلم اللغة العربية)) في محطة نينغشيا للإذاعة والتليفزيون. وقد تزوجت من شاب صيني ولديهما طفل وسيم ومحبوب. وتقول "عملي وحياتي مع زوجى وابني تجعلنى أري نينغشيا بعين أخرى وكأنها بلدى الثاني".
وعن الصيام في نينغشيا، قالت شيرين إنه "يجعلني أشعر بقوة إيمان المسلمين الذين يعيشون هنا ويجعلنى أتقرب إليهم أكثر. وفي كل مرة ذهبت فيها إلى المسجد عند موعد الإفطار، أشعر بفرحة كبيرة لوجود هذا العدد من المسلمين هنا".
تقع نينغشيا في شمال غرب الصين، وتعد أكبر مقاطعة صينية من حيث عدد سكان قومية هوي المسلمة إذ يقطنها أكثر من مليونى مسلم من قومية هوي، وهم يمثلون خمس إجمالي عدد سكان قومية هوي في أنحاء الصين.
أما الشاب المصري أحمد عصام الدين، الذي جاء إلى الصين منذ أربع سنوات ويدرس الصينية فيما يعمل في مجال الترجمة، فقد قرر قضاء عيد الفطر هذا العام بشكل مختلف.
وقال "في هذا العيد، سأزور مع الأصدقاء الحدائق والأماكن السياحية للتمتع بالمناظر الجميلة"، موضحا أن "حكومة نينغشيا تقدم تذاكر دخول مجانية للمسلمين والمواطنين المحليين في بعض الأماكن السياحية بنينغشيا".
واحتفالا بعيد الفطر المبارك، أعلنت حكومة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوى عطلة مدتها ثلاثة أيام، وهو أمر يتيح للمسلمين هناك مزيدا من الوقت لزيارة الأقارب والأصدقاء والخروج للحدائق والمنتزهات والاستمتاع بجولات في أماكن سياحية.
وقبل أربعة أشهر فقط، قدم المصري محمد ماهر إلى نينغشيا لتدريس اللغة العربية، ويقضى هذه الأيام أول عيد فطر له في الصين
وأشار محمد إلى أنه صام شهر رمضان مع المسلمين الصينيين في المقاطعة والآن يقضى العيد مع أصدقائه فيها، مضيفا "حياتي في الصين مليئة بالمفاجئات السارة والتجارب، أحب حياتي في نينغشيا".
وتحدث عن ميزة قضاء عيد الفطر في الصين، قائلا إنه يقضيه في وطنه مصر مع المصريين فقط، أما في نينغشيا فيقضيه مع مسلمين من بلدان مختلفة ومن بينها تونس والسودان وأندونيسيا وغيرها بالإضافة إلى مصر والصين".
وأكد رغبته في التعرف على المزيد من الأصدقاء الصينيين والعرب، قائلا "لا أشعر بالغربة هنا، بل أشعر بالتقارب، وربما يكمن سر ذلك في سحر وجمال نينغشيا".