واشنطن 5 يوليو 2016 / دعا عضو مجلس الدولة الصيني السابق داي بينغ قوه يوم الثلاثاء الأطراف المعنية إلى تهدئة قضية بحر الصين الجنوبي الملتهبة على نحو غير معقول، محذرا من مخاطرها المحتملة.
وقال داي الذي كان مسؤولا عن الشؤون الخارجية في كلمة رئيسية ألقاها بمنتدى عقد بوقفية كارنيغي للسلام الدولي قبل أسبوع من حكم متوقع بشأن هذه القضية، " إذا سار هذا الزخم دون رادع، قد تقع حوادث ويغرق بحر الصين الجنوبي في الفوضى وكذا المنطقة كلها".
وأضاف داي لمجموعة من الخبراء الصينيين والأمريكيين المعنيين بالقانون الدولي والعلاقات الخارجية، " إذا حدث ذلك، فإن الدول حول بحر الصين الجنوبي والدول الآسيوية حتى الولايات المتحدة ذاتها سوف تعاني".
ودعا الدول المعنية الى اتخاذ إجراءات ملموسة لتخفيف حرارة هذه القضية.
--نتيجة التحكيم لن تكون أكثر من "حبر على ورق"
وبخصوص الحكم المتوقع أن تصدره محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي يوم 12 يوليو، قال داي إنه" لن يكون أكثر من حبر على ورق"، محذرا من أي محاولة لفرض الحكم بأي شكل.
وأكد أن الفلبين، التي بدأت قضية التحكيم ضد الصين، يجب أن يتم إقناعها بالعدول عن القيام بأي استفزازات جديدة" وإلا الصين لن تقف مكتوفة الأيدي".
وأبدت الصين موقفا واضحا من القضية مؤكدة أنها لن تقبل بالتحكيم ولذلك نأت بنفسها عن إجراءات التقاضي.
وقالت إن المحكمة ليست لها ولاية قضائية على قضايا السيادة التي يجب أن تحل من قبل المطالبين أنفسهم.
وأشار داي إلى أن مطالب الصين في بحر الصين الجنوبي تستند الى أدلة تاريخية ووثائق كافية.
وأضاف أن الولايات المتحدة اعترفت واحترمت سيادة الصين على الجزر عندما استعادتها الصين من الاحتلال الياباني بعد الحرب العالمية الثانية، ووفرت سفنا حربية لنقل أفراد من الجيش والحكومة إلى جزر شيشا ونانشا لإقامة مراسم استعادة تلك الجزر.
وأكد أن الجزر عادت إلى الصين في إطار النظام الدولي بعد الحرب العالمية الثانية والترتيبات الإقليمية ذات الصلة.
-- التزام بالحل السلمي
وأشار داي إلى أن الموقف الأمريكي الراهن بعدم اتخاذ موقف من النزاع " يرتقي إلى التراجع عن النظام الدولي بعد الحرب العالمية الثانية وتحديه، ذلك النظام الذي شاركت الولايات المتحدة في بنائه".
وأشار إلى أن الصين في الحقيقة هي الطرف المعتدى على حقوقه في بحر الصين الجنوبي حيث أن الفلبين وفيتنام ودول أخرى قد احتلت 42 من الجزر والشعاب المرجانية في جزر نانشا بالقوة.
وقال إنه على الرغم من أن الصين لديها القدرة على استعادة الجزر والشعاب إلا أنها مارست أقصى درجات ضبط النفس طويلا وسعت إلى الحل السلمي عبر المحادثات.
--مطلوب دور أمريكي بناء
وقال داي إن الخلافات بين الصين والولايات المتحدة بشأن قضية بحر الصين الجنوبي يجب ألا يسمح لها بأن تحدد العلاقات الصينية-الأمريكية نظرا لعدم وجود نزاعات على الأراضي بين البلدين ولا تصادم جوهري للمصالح في بحر الصين الجنوبي.
وطالب واشنطن بالوفاء بوعدها عدم الانحياز لأي طرف في النزاع والتوقف عن التكهن بأن الصين تحاول أن تنافسها على الهيمنة في المنطقة وآسيا والعالم كله.
وقال داي " ليس لدينا أي نية أو قدرة على الانخراط في تنافس استراتيجي مع أي أحد. لا يوجد أي طموح لدينا لحكم آسيا ولا كوكب الأرض".
وحث داي واشنطن على وقف " تدخلها الخشن" في قضية بحر الصين الجنوبي من خلال تعزيز الحلفاء العسكريين ونشر الأصول العسكرية وزيادة عمليات الاستطلاع القريبة وما يسمي بعمليات " حرية الملاحة " التي تستهدف الصين، وإلا ستقع في مشكلات رغما عن إرادتها وستدفع ثمنا غاليا غير متوقع نظرا لأن بعض البلدان تنتظر جنى المكاسب من وراء التصادم بين القوتين العظميين، وفقا لتحذيره.
وقال داي إن الصين والولايات المتحدة تتشاركان المصلحة في إحلال السلام والاستقرار في آسيا-الباسيفيك، وبالتالي يتعين عليهما إيجاد وسائل لإدارة خلافاتهما بطريقة بناءة والحفاظ على الاتصالات بشأن القضايا البحرية.