بكين 12 أغسطس 2016 / أدت الزيارة المستمرة لمدة ثلاثة أيام لبكين، التي قام بها 6 من المشرعين الكوريين الجنوبين المعارضين إلى تعميق الانقسام السياسى فى البلاد بشأن نشر نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي (ثاد).
وتأتي زيارة المشرعين، وهم جميعا من المنتقدين لنشر نظام ثاد، إلى بكين فى وقت تشهد فيه العلاقات بين كوريا الجنوبية والصين تدهورا سريعا.
غير أن هؤلاء المشرعين وُصفوا من جانب بعض السياسيين من كوريا الجنوبية بأنهم "خونة" يشكلون خطرا على الأمن القومى، كما انتقدت رئيسة كوريا الجنوبية بارك جيون-هي المشرعين ووصفتهم بأنهم متعاطفون مع الصين.
وقد أدت هذه الاتهامات إلى ردود أفعال قوية بين أحزاب المعارضة فى كوريا الجنوبية.
وقال أحد المشرعين المعارضين بكوريا الجنوبية إنه من الممكن توجيه الاتهام إلى الرئيسة بارك بسبب تجاهلها للمعارضة الشعبية المتزايدة لنشر نظام الدفاع الصاروخي.
وكانت التوترات بين بكين وسيول وصلت الى مستويات غير مسبوقة فى أعقاب قرار الأخيرة بشكل نهائي نشر نظام الدفاع الصاروخي ثاد على أراضيها، رغم تكرار الصين معارضتها لذلك.
وصرح المشرعون الكوريون بأن زيارتهم إلى الصين لا تعنى انحيازا لها، ولكنهم سيسعون نحو لقاء باحثين صينيين لفهم موقف الصين بشأن القضية ومنع المزيد من التدهور فى العلاقات الثنائية.
إن هذا التواصل الثنائي يمثل حاجة ملحة للغاية فى هذا التوقيت بالذات. غير أن الحكومة الكورية وبعض وسائل الاعلام تصف المشرعين بأنهم "خونة" و"تابعين" للصين، وهى خطوة من شأنها فقط إخماد الأصوات والافعال العقلانية، وسد قنوات التواصل بين بكين وسول.
إن قرار كوريا نشر نظام ثاد سيمثل ليس فقط تهديدا خطيرا لأمن الصين ومصالحها الاستراتيجية، ولكنه سينتهي إلى الاضرار بمصالح كوريا الجنوبية ذاتها.
ويدعو الكثير من السياسيين والنشطاء الليبراليين الحكومة إلى إعادة النظر فى نشر نظام الدفاع الصاروخي، كما نظم أبناء الشعب الكوري مسيرات مستمرة اعتراضا على خطة نشر نظام ثاد.
وبحسب استطلاع أجرته مؤسسة (جالوب كوريا) نُشر اليوم، فإن 33 بالمئة فقط ممن شملهم الاستطلاع راضون مع أداء الرئيسة بارك، بينما أعرب 53 بالمئة عن رأيهم السلبي تجاه بارك.
ويقول الخبراء إن نشر نظام ثاد سيؤدي فقط إلى زيادة التوترات فى شبه الجزيرة الكورية، وإن كوريا الجنوبية قد تجد نفسها محاصرة فى أعماق مشكلة أمنية.
يتعين على حكومة كوريا الجنوبية أن تدرك أن خطة نشر نظام ثاد، التى تضر بالسلام والاستقرار فى المنطقة، ربما تؤدى إلى السير بالبلاد على طريق خطرة. على كوريا الجنوبية ان تتصرف بحكمة وأن تعيد النظر فى الوضع بعناية قبل أن تمضى فى عنادها نحو نشر نظام الدفاع الصاروخي.