بكين 17 أغسطس 2016 /من المرحب به أن تلعب مستشارة الدولة في ميانمار أونغ سان سو تشي، التي تبدأ زيارة رسمية إلى الصين اليوم (الأربعاء)، دورا أكبر في تعزيز الشراكة الاستراتيجية لدولتها مع الصين.
وتأتي زيارة سو تشي بعد أسبوع تقريبا من قرار الرئيس الميانماري يو هتين كياو تشكيل لجنة جديدة لمراجعة كافة مشاريع الطاقة الكهرومائية المقترحة على نهر ايراوادي بما في ذلك سد مييتسون الذي مولته الصين وميانمار بشكل مشترك قبل أن تعلقه الحكومة السابقة في 2011.
وعلى الرغم من أن الخطوة لم تؤد بالضرورة الى الاستئناف النهائي للمشروع ، إلا أنها إشارة إيجابية على أن القيادة الجديدة في نايبيتاو تعالج علاقتها مع بكين بطريقة براغماتية وحكيمة.
والجدير بالذكر أن سد مييتسون هو مشروع تجاري ثنائي رئيسي سدد الداعم الصيني له بالفعل 60 بالمئة من استثماراته. وبعد إكمال المشروع وتشغيله، يمكن لميانمار أن تحقق أقصى استفادة من موارد الطاقة المائية على نهر ايروادي وتقوم بتصدير الكهرباء في مقابل مزايا اقتصادية جمة وصفقات رابحة.
وعلى الرغم من سوء التفاهم والانتقادات الدائمة للمشروع داخل ميانمار، من المأمول أن يعمل الجاران معا لمعالجة خلافاتهما وإيجاد حل مناسب.
وفي الحقيقة توجد الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا في أمس الحاجة لمشاريع مثل سد مييتسون لتعزيز تنميتها الاقتصادية وتحسين معيشة شعبها، ما يأتي على رأس أولويات الحكومة الميانمارية الحالية.
والصين هي أكبر شريك تجاري لميانمار ومصدر رئيسي للاستثمارات. وفي الوقت الحاضر، تعمل الصين على تعزيز مبادرة الحزام والطريق. ومن خلال تبني هذه المبادرة يمكن لميانمار أن تنعم بفرص مهولة للارتقاء بمنظومتها الصناعية وتحسين بنيتها التحتية، ما يمهد الطريق لانطلاقة اقتصادية مستقبلية للبلاد.
وتهدف مبادرة الحزام والطريق التي تتكون من الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الواحد والعشرين المقترحة من قبل الرئيس الصيني شي جين بينغ عام 2013 إلى بناء شبكة للتجارة والبنية التحتية تربط آسيا مع أوروبا وإفريقيا بطول مسارات طريق الحرير القديم.
وبالنسبة لسو تشي وحكومة ميانمار، تمثل المصالحة الوطنية واستعادة السلام والاستقرار في البلاد تحديا كبيرا آخر.
وفي الآونة الأخيرة، طرحت نايبيتاو ورقة سياسات اقتصادية وطنية مكونة من 12 نقطة بهدف تعزيز المصالحة الوطنية من خلال إنعاش اقتصاد البلاد. والصين شريك طبيعي يمكن أن يساعد في ترجمة هذه الخطة الجريئة إلى واقع ملموس.
في الوقت نفسه، قالت الصين بلا مواربة إنها تدعم عملية السلام في ميانمار، وتأمل أن تشارك كافة المجموعات الإثنية المسلحة في البلاد في مؤتمر بانغلونغ للسلام للقرن الـ21 الذي سيعقد في العاصمة الميانمارية نهاية الشهر الجاري.
فمن المؤكد أن استقرار ميانمار سياسيا وازدهارها اقتصاديا من شأنه أن يصب في مصلحة الصين.
وفي ضوء ضرورة وجود شراكة قوية بين الجانبين، من المرحب به أن تلعب سو تشي، الشخصية الرئيسية في ميانمار وزعيمة الحزب الحاكم، دورا أكبر في المساعدة في تأمين علاقة ميانمارية-صينية سليمة.