الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تعليق: لماذا أمريكا تخاف من العولمة؟

2016:08:12.16:36    حجم الخط    اطبع

بقلم/ الأستاذ وانغ يي وي، رئيس معهد الدراسات الدولية بجامعة الشعب الصينية

في الآونة الأخيرة، دفعت أمريكا الفلبين الى رفع قضية بحر الصين الجنوبي الى المحكمة الدولية بهدف استفزاز الصين، وانتهزت هذه الفرصة لزيادة وجودها العسكري في المنطقة، مما أدى الى توتر الوضع في بحر الصين الجنوبي، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، تعمل أمريكا على قدم وساق لنشر نظام الدفاع الصاروخي "ثاد" في كوريا الجنوبية لمواجهة الصين. ومثل هذه الاحداث، تظهر أمريكا قوى لمناهضة العولمة.

بعد نهاية الحرب الباردة، اعتبر الامريكيون " العولمة" أنها " الامركة". وساعدت تنمية رأس المال والتوسع العسكري على تفشي نظرية الإمبراطورية الجديدة. وقد ادى تدمير الحرب للعراق وافغانستان وغيرها من البلدان الاخرى الى نشوب الشتاء العربي وازمة اللاجئين، وانتشار القوى الارهابية وخسائر كبيرة في الارواح من المدنيين الأبرياء.

اليوم، اصبحت العولمة تشبه سبيرز بعد رميها، حيث تعود الى أمريكا وتلحق الضرر بها أيضا. حيث أن ظهور ظاهرة ترامب ـــ اتهمت أمريكا الصين بانها تركب المركب الامريكي لتصبح أكبر المستفدين من العولمة، وظهور اتجاه الانعزالية، حيث لا ترغب أمريكا في تعزيز العولمة، بل ترغب في الخروج من متاعب العولمة. وعليه، ما هو السبب إظهار امريكا مناهضة العولمة؟

العولمة تفكك القيادة الامريكية. فقد كانت العولمة تحافظ على الهيمنة الامريكية، ولكن الان تتفكك من القيادة الامريكية بهدوء. وقال الرئيس الامريكي باراك أوباما علنا للمرات :" لن نسمح ابدا بان تصلح الصين صانع القواعد الدولية"، وارتفع صوت بعض الامريكيين " الجميع ماعدا الصين". ولم يكن يعتقد، الصين لديها دائما روح"انت تضغط على القنبلة، انا اضرب قنبلة يدوية "، واقترحت فكرة بناء البنك الآسيوي للتنمية ومبادرة " الحزام والطريق"، لتصبح رائدة العولمة.

العولمة تضر بالنظام الدولي الذي تقوده أمريكا. وتتهم أمريكا الصين بأن تأسيس البنك الآسيوي للتنمية ومبادرة " الحزام والطريق" هو تحدي للنظام العالمي. ولكن، في النتيجة، لم يوافقها حلفائها، وانضموا الى البنك الآسيوي للتنمية ومبادرة " الحزام والطريق"، باستثناء اليابان، الفلبين وعدد قليل من حلفاء آخرين اللذين يريدون تحقيق التطبيع وطموحاتهم الاقليمية تحت مساعدة أمريكا. 

العولمة تهز نظام التحالف الثنائي الذي تسيطر عليه أمريكا. العولمة، ولاسيما التعاون الاقليمي في شمال شرق آسيا، على مقدمته اتفاقية التجارة الحرة بين الصين وكوريا الجنوبية، جعلت الصين وكوريا واليابان أقرب وأقرب. ويقلق الامريكيون من أن يبعد كوريا الجنوبية عن المسار الاستراتيجي ويميل نحو الصين، وتتخذ التهديد الصاروخي لكوريا الشمالية كذريعة لفرض نشر انظمة صواريخ "ثاد" في كوريا الجنوبية، ليس لرفع التهديدات الامنية من كوريا جذريا، وأنما تتخذ هذا لردع الصين فقط، وتربط كوريا الجنوبية بعربة مناهضة الصين. وهذا مثال واضح لمناهضة امريكا للعوملة، وتمزيق المجتمع الكوري بسبب الأنانية.

ما تفعله أمركيا في جنوب شرق آسيا وشمال شرق آسيا نفس الشيء في أوروبا، مثلا، توسع منظمة حلف شمال الأطلسي شرقا للضغط على روسيا، ما أدى الى نشوب أزمة اوكرانيا، ومن ثم يدفع توسع حلف شمال الاطلسي من جراء الازمة الاوكرانية ايضا، وانضم السويد المحايد ، وفلندا غير عضو الناتو الى مسار استراتيجي لمواجهة روسيا، الأمر الذي يعتبر تراجعا تاريخيا.

كشفت التصرفات الامريكية التعصب الايديولوجي للقوى العظمى. وفي الواقع، أن بالتعاون مع الصين فقط يمكن حل مشكلة المخاوف الامريكية، وتعويض عيوب العولمة ، لتعزيز تعميق العولمة وفي نهاية المطاف الحفاظ على القدرة التنافسية الدولية والميزة النسبة لامريكا. إن المناهضة الامريكية للعولمة وصعود الصين، يشبه اطلاق النار على قدم الشخص بنفسه. 

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×