لندن أول سبتمبر 2016 / إن قمة مجموعة العشرين المقرر عقدها في مدينة هانغتشو بشرق الصين سوف تتيح فرصة لضخ قوة دفع جديدة في عملية تنسيق السياسات العالمية، هكذا ذكر بيل وينترز الرئيس التنفيذي لبنك ستاندرد تشارترد.
وقال وينترز "اعتقد أنه في ظل قيادة الصين لرئاسة مجموعة العشرين ومن خلال الجهود المشتركة والمنسقة التي يبذلها أعضاء مجموعة العشرين على عدة جبهات، ثمة فرصة لضخ دفعة جديدة في عملية تنسيق السياسات العالمية لدعم النمو، وخلق فرص عمل، وتحقيق عالم أكثر أمنا".
وفي مقابلة حصرية أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا، توقع وينترز أيضا رؤية مزيد من التقدم في أولويات مجموعة العشرين المتعددة التي تشمل النظام المالي، والحوكمة الاقتصادية العالمية، والاقتصاد الرقمي، والتمويل الأخضر.
-- قمة مجموعة العشرين في هانغتشو
وذكر وينترز، الذي تولى مهام منصبه في يونيو 2015، أنه يتشرف بالمشاركة والمساهمة في اللجنة الخاصة المعنية بتمويل النمو بمجموعة الأعمال (بي 20) بصفته رئيسا مشاركا لها.
وقال إن "اللجنة الخاصة تهدف إلى دعم تطلعات النمو لمجموعة العشرين من خلال المساعدة في ضمان توافر التمويل اللازم لدعم التدفقات التجارية والاستثمارية العالمية، وبشكل أكثر تحديدا متطلبات البنية التحتية والطاقة النظيفة في العالم".
وقد اعتمدت الصين مقولة "نحو بناء اقتصاد عالمي ابتكاري ونشط ومترابط وشامل" كموضوع للقمة التي ستعقد يومي 4 و5 سبتمبر الجاري.
وأشار وينترز إلى أن هذا الموضوع يعكس التطلعات المشتركة لأعضاء مجموعة العشرين إلى توجيه الاقتصاد العالمي نحو مسار أكثر استدامة. ويتمثل النجاح الرئيسي لمجموعة العشرين في أعقاب الأزمة المالية في العمل على تعزيز مرونة النظام المالي العالمي بصورة كبيرة.
وأضاف "نحن بحاجة الآن إلى التركيز على السبل التي يمكن بها فتح الاستثمارات لدعم الحاجة الضخمة لتمويل البنية التحتية في أنحاء دول مجموعة العشرين وتمويل تكنولوجيات الطاقة النظيفة التي تمكننا من الانتقال إلى عالم منخفض الكربون".
كما أشار وينترز إلى أن هانغتشو هي في الواقع مدينة جميلة تجمع ما بين تاريخ عريق ومتنوع ورؤية حديثة.
وقال إنه "نظرا لتطورها المطرد في السنوات الأخيرة، أثبتت المدينة حيوية اقتصادية عالية وقدرة كبيرة على الابتكار"، مضيفا أن ستاندرد تشارتدر أسس فرعا في هانغتشو عام 2008 لدعم عملائه في المدينة وفي أنحاء شرق الصين.
-- الاقتصاد الصيني والشركات الصينية
ولدى حديثه عن الاقتصاد الصيني، ذكر وينترز أن الصين أثبتت أنها قادرة على إدارة الانتقال من اقتصاد التصنيع القائم على التصدير إلى اقتصاد قائم على الاستهلاك والخدمات، إذ تعكف على تنفيذ إستراتيجيتها بمهارة واهتمام عظيمين.
وقال إن الصين أدركت أهمية الاستثمار ليس فقط بالنسبة لمستقبل مواطنيها، وإنما أيضا لمستقبل جيرانها وشركائها التجاريين.
وذكر أن تأسيس بنك الاستثمار في البنية التحتية ومبادرة "الحزام والطريق" يعدان مثالين واضحين تماما على رؤية الصين تجاه المستقبل.
فمبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21 المعروفة اختصارا بـ"الحزام والطريق، ستربط آسيا والقوى الاقتصادية الكبري في أوروبا عبر البر وكذا عبر البحر، وتهدف إلى تقوية التعاون الاقتصادي في المنطقة.
كما أوضح وينتزر أن الشركات الصينية شهدت نموا سريعا في السنوات الأخيرة، وتلعب دورا متزايد الأهمية ليس فقط في الصين وإنما أيضا في العالم بأسره.
ولفت إلى أن "الكثير منها رواد في مجال الابتكارات بقطاع الخدمات، بما في ذلك شركة علي بابا التي تعد أكبر شركة للبيع بالتجزئة في العالم حيث تحظى بـ400 مليون مستهلك صيني، وشركة واندا التي تعد أكبر شركة للعقارات ودور السينما في الصين. وإن شركات مثل هاتين الشركات لا تلبي فقط احتياجات المستهلكين اليوم، وإنما تبني درجا يصعد إلى المستقبل".
-- الاتجاهات الاقتصادية العالمية
وقال وينترز، وهي يلقى نظرة على الاتجاهات الاقتصادية العالمية، إن "هناك مخاطر كبيرة يواجهها الاقتصاد العالمي.فركود النمو العالمي يجعل من الصعوبة بمكان على الاقتصاد العالمي مواجهة الصدمات".
وأضاف أن التحدى الآخر يتمثل في معدل مشاركة القوى العاملة، التي تعد في أدنى مستوى لها منذ 40 عاما وتواصل انخفاضها.
ومضى في حديثه قائلا "رغم أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أدى إلى فترة من العزوف عن المخاطرة، إلا أننا نتوقع أن تتجاوز الأسواق -- وخاصة في آسيا-- الضغوط قصيرة الأجل. ونتوقع أن يستمر مناخ انخفاض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة وأن تظل الآفاق المستقبلية لارتفاع أسعار النفط مواتية".
وذكر وينترز أن استمرار انخفاض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة ينبغي أن يكون إيجابيا بالنسبة للثقة تجاه الأسواق الناشئة.
وأعرب عن اعتقاده بأن التطورات التي تشهدها الصين ستحدد إلى حد كبير مدى نجاح الأسواق الناشئة في النصف الثاني من العام. فقد تراجعت توقعات السوق السابقة بأن اقتصاد الصين سيشهد هبوطا خشنا، الأمر الذي يساعد الاقتصادات الناشئة بوجه عام".
واختتم حديثه قائلا إن "النشاط الحقيقي مستقر حتى الآن، ونتوقع أن يكون نمو الصين هذا العام نشطا وتبلغ نسبته 6.8%".