مكسيكو سيتي 14 أكتوبر 2016 / يشهد اكتشاف أثري جديد أعلن يوم الجمعة في المكسيك يشهد لمهنة عريقة في الصين بأنها قوة في مجال التصدير.
فقد عثر علماء آثار من المكسيك على آلاف الكسرات من "خزف التصدير" عمرها 400 عام دفنت لفترة طويلة في ميناء أكابولكو المطل على المحيط الهادئ.
تعود الشحنة التي تضم أوعية أرز وفناجين وأطباق وصحون إلى عهد الإمبراطور الـ13 لأسرة مينغ وهو الإمبراطور وان لي (1572- 1620) ويعتقد أنها وصلت إلى أكابولكو على متن السفينة "تشاينا جليون" التي كانت تبحر بانتظام بين آسيا والعالم الجديد.
وذكر المعهد الوطني للأنثروبولوجيا والتاريخ في تقرير حول هذا الاكتشاف أنه "خلال إبحارها على مدى 250 عاما بطول سواحل المحيط الهادئ في الأمريكتين، تركت السفينة تشاينا جليون أثرا لا يمحى".
وقال عالم الآثار روبرتو جونكو خلال مقابلة أجريت معه في موقع الاكتشاف الأثري ونشرت على الموقع الإلكتروني للمعهد "اكتشفنا أن هناك أربعة أو خمسة نماذج أو أنماط ...تحمل سمة نوع من...خزف التصدير الذي صنعه الصينيون، في الغالب بمصانع جينغدتشن، وصدروه إلى أنحاء العالم".
وأضاف جونكو أن الخزف الذي يحمل اللونين الأبيض والأزرق، والمرسوم عليه صور طيور وخنافس وبجع وبط وغزلان وغيرها من رسوم الطبيعة، صنع في تشانغتشو في مقاطعة فوجيان بجنوب وسط الصين وجينغدتشن في مقاطعة جيانغشي المعروفة بأنها "عاصمة الخزف" في الصين.
وتضمن هذا الاكتشاف، الذي عثر عليه تحت الأرض لمسافة لا تزيد على متر ونصف قرب كاتدرائية أكابولكو فيما يعرف بالحي القديم، تضمن كسرات من نوع خشن من السيراميك استخدم في صنع أوعية للمواد المراد شحنها مثل التوابل والسوائل.
وكثيرا ما كان القراصنة يستهدفون موانئ المكسيك، وهو ما يمكن أن يفسر سبب ظهور الشحنة كما لو كان قد دُمرت.
ويتزامن هذا الاكتشاف مع معرض يقام في متحف فرانز ماير بمكسيكو سيتي يحمل اسم "رحلة العودة: تشاينا جليون وعصر الباروك في المكسيك" ويسلط الضوء على التأثير الفني للصين على العالم الجديد عبر التجارة.
وفيما يفصل بين المكسيك والصين مسافة كبيرة، حققت العلاقات التجارية ترابطا بين المنطقتين منذ قرون.
فقد أبحرت تشاينا جليون بانتظام بين أكابولكو وغيرها من الموانيء المكسيكية ومانيلا بالفلبين والمقاطعة الصينية التي تعرف اليوم باسم تايوان حيث كانت تحمل بالتوابل والحرير وغيرها من المنتجات الصينية.
ويقول فابريسيو أنطونيو فونسيكا الباحث بكلية المكسيك (كوليخيو دي مكسيكو) المرموقة إن اللقاء الأول بين المكسيك والصين حدث عندما أبحرت هذه السفينة الشراعية لأول مرة إلى ميناء مكسيكي
وقد أطلق اكتشاف طرق بحرية جديدة تربط بين آسيا والعالم الجديد وأوروبا في القرنين الـ15 و الـ16، أطلق عهدا من التبادلات التجارية والثقافية العالمية غير المسبوقة.
وتبرهن الأدلة على أنه بدءا من عام 1565، كانت أطقم صينية تقود رحلات العودة إلى المكسيك، هكذا أكد فونسيكا.