الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> تبادلات دولية
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

مبعوث صيني: المعارك في مدينتي الرقة وحلب السوريتين ليست سهلة وقد لا تنتهي قريبا

2016:11:11.16:53    حجم الخط    اطبع

مع استمرار عملية "غضب الفرات" التي أعلنتها مؤخرا قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة لاستعادة مدينة الرقة السورية من قبضة تنظيم "داعش" في الوقت الذي تتواصل فيه المعارك في مدينة حلب شمالي سوريا، أشار المبعوث الصيني الخاص لشؤون سوريا شيه شياو يان إلى أن المعارك الدائرة في المدينتين ليست سهلة وقد لا تنتهى بين عشية وضحاها في ضوء وجود عوامل داخلية وخارجية معقدة.

وقال شيه الذي أعلنت وزارة الخارجية الصينية في نهاية مارس الماضي تعيينه في منصب أول مبعوث صيني خاص بالشؤون السورية، قال في حديثه لوكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا إن القتال الجاري لاستعادة المدينتين صعب حقا ولا سيما أن ثمة اختلاف كبير في الأطراف المشاركة في المعركتين، فمعركة الرقة تحظى بدعم واشنطن وتعتمد على القوات الكردية بريا، أما حلب فتشهد هجمات من قبل الجيش السوري في ظل مساعدة روسيا.

وتعقيبا على ذلك، يقول المحللون الصينيون إنه على الصعيد الداخلي السوري، تحمل الرقة بالنسبة لداعش أهمية بالغة حيث يعتبرها هذا التنظيم الإرهابي "عاصمة" له وإذا ما تكبد خسائر فيها، فسيفقد أهم معاقله داخل سوريا، وهذا يعني أن الهيكل التنظيمي له كـ"دولة" لن تصبح له قائمة وسيكون ذلك إيذانا بضعف نفوذه في سوريا، ولهذا يقاتل باستماتة ويعتبرها معركة مصيرية وخاصة أن خسائر قد لحقت به بالفعل في عدة مناطق على الحدود التركية كان في السابق يستخدمها لعبور مقاتليه ونقل أسلحته.

أما مدينة حلب التي تكتسب أهمية كبيرة بالنسبة للمتمردين السوريين، فيصعب على الجيش السوري استعادتها خلال فترة زمنية قصيرة، فرغم شنه هجمات متكررة بدعم من القوات الجوية الروسية، إلا أن المتمردين خارج المدينة يواصلون شن هجمات مضادة لفك الحصار على المنطقة الشرقية منها، ومن هنا يتبين مدى تعقيد العوامل الداخلية في مسألة استعادة المدينتين.

ولفت المبعوث الصيني إلى أن إنخراط قوى مختلفة في الأزمة السورية وسعي كل منها إلى تحقيق مصالحه الخاصة، يجعل من الصعوبة بمكان انتهاء المعركتين في الرقة وحلب خلال فترة زمنية قصيرة. إذ أن دعم الولايات المتحدة للأكراد في شن هجمات على الرقة يهدف في الأساس إلى إضعاف نفوذ تنظيم داعش والحد من قوته، ولكن يبقى السؤال: هل الولايات المتحدة التي تمتلك في الواقع القدرة على الاستيلاء على الرقة لديها نية حقيقية في دحر داعش والقضاء عليه؟

وفي هذا الصدد، أجمع الكثير من المحللين الصينيين على أن الولايات المتحدة ترى أن وجود داعش في سوريا يحافظ من ناحية على توازن القوى بين هذا التنظيم وبين الحكومة السورية وروسيا، ويحول دون فرار عناصر داعش - حال محاربتهم بكل ما أوتي من قوة- إلى الدول الغربية وتحولهم إلى خلايا ورمية خبيثة تشكل تهديدا أمنيا لها.

كما ستأخذ واشنطن، في معركة الرقة تحديدا، ستأخذ في اعتبارها دوما علاقاتها مع أنقرة، وستسعى إلى عدم دفع تركيا إلى الميل إلى الجانب الروسي في ضوء إدراكها جيدا أن اعتماد هذه المعركة على الأكراد يثير بالتأكيد غضب تركيا التي تخشى بدورها من تطور الأمر حتى يصل إلى حد إعلان الأكراد استقلالهم مستقبلا، هكذا جاءت رؤية المحللين.

وأوضح شيه شياو يان إن تطور معركة حلب يعتمد على مدى إنخراط روسيا، مشيرا إلى أنه بعد تحولها من الهجوم إلى الدفاع، ستواجه روسيا تحديا يتمثل في الحفاظ على تقدمها في المعارك، ذلك الحفاظ الذي يتطلب قدرا كافيا من الإمكانات العسكرية التي تنقص روسيا في الوقت الراهن في ظل ما يواجهه اقتصادها من صعوبات.

ومن وجهة نظر المحللين، لا تريد جميع الأطراف المشاركة في الأزمة السورية، بما فيها الجيش السوري والمعارضة والولايات المتحدة وروسيا، لا تريد أن تمنى بالفشل التام، وبالتالي فإن النتيجة المعقولة التي يمكن أن ترضى بها الأطراف المعنية كافة هي اتخاذ ترتيبات يقبلها الجميع والحفاظ على هذا التوازن.

ولدى حديثه عن سياسات واشنطن المحتملة تجاه منطقة الشرق الأوسط عقب تولي ترامب منصب الرئاسة في الولايات المتحدة في يناير المقبل، توقع المبعوث الصيني تراجع الدور الأمريكي بعد إمساك ترامب بمقاليد الحكم في بلاده، وتمحور تركيزه بصورة أكبر على المجال التجاري المحلي الأمريكي.

وفيما يتعلق بموقف الصين إزاء القضية السورية، أكد شيه أن الصين تعد من أوائل الدول التي دعت إلى حل الأزمة السورية سياسيا وبذلت بشكل مستمر جهدا جهيدا وطرحت مبادرة تعكس الحكمة الصينية.

وجدد أن الصين ستستمر في الاضطلاع بدور بناء في دفع تسوية الأزمة السورية، والعمل مع المجتمع الدولي سعيا لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية من خلال الحوار بين جميع الأطراف المعنية.

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×