تعليق: أهمية مؤتمر ووتشن للانترنت بالنسبة للصين

بقلم / ما ياو، باحث في معهد العلاقات الدولية والشؤون العامة في جامعة اللغات الاجنبية بشنغهاي

سيعقد المؤتمر العالمي للإنترنت الثالث تحت عنوان " الإبتكار يدفع بتنمية الإنترنت لخدمة مصلحة الجميع: بناء رابطة المصير المشترك في فضاء الإنترنت" في الفترة الممتدة ما بين 16 و18 نوفمبر الجاري ببلدية ووتشن بمقاطعة تشجيانغ شرقي الصين، بحضور شخصيات رفيعة المستوى من 120 بلدا ومنطقة من خمس قارات، بينهم ثمانية زعيم اجنبي وما يقرب من 50 وزير أجنبي.

ويمكن تلخيص أهمية المؤتمر العالمي للإنترنت الثالث بالنسبة للصين في ثلاث :ـ أولا، المؤتمر لصالح شركات الانترنت الصينية للذهاب الى الخارج. وقد شهد الاقتصاد العالمي والاقتصاد الصنيي تحولات متطورةعلى مدى السنوات ال 15 الماضية، ونهضت علي بابا ، تنسنت، بايدو، شياومي، جينغ دونغ كممثل للشركات الانترنت الصينية، ليصبح أكثر تميزا في الاقتصاد الصيني، وتستفيد كثيرا من سوق الصين التي تعتبر أكبر سوق للانترنت وأكبر سوق الانترنت عبرالهاتف النقال.

ثانيا، المؤتمر يفضي الى أن يكون للصين حق الكلام في مجال الإنترنت. وقد تم تشكيل في مجال الإنترنت نمط تهيمن عليه الصين والولايات المتحدة. ومقارنة مع الشركات الصينية المتوجهة الى العالم من قطاعات أخرى ، إن شركات الانترنت الصينية تبرز أكثر في العالم، وتعتبر " المال الجديد"، حيث تتطور بسرعة فائقة وتنتزع أضواء القطاعات القديمة الأخرى. و" الجديد " هنا لا يمثل اتجاهات الصناعة الجديدة ونماذج الاعمال الجديدة فقط، وإنما الهيكل الاقتصادي الجديد ايضا. ومع ذلك، فإن الصين بصفتها الدولة الناهضة في العالم الثالث يبقى حق كلامها في مجال الانترنت غير كافية، وغير متناسبة مع قوتها ومكانتها. وعقد المؤتمر عالمي للإنترنت الثالث في الصين لصالح رفع من مستوى صوتها وتعبير عن رغباتهم. كما هو انعكاس للقوة الناعمة أيضا.

أخيرا، المؤتمر يدفع الصين الى المشاركة في وضع قواعد لعبة الانترنت. وكما نعلم جميعا، أن عالم الانترنت هو عالم افتراضي، وسيف ذو حدين، وقد فتح اسواق جديدة وأولد صناعات بمليارات الدولارات. وبالنسبة للحكومة، الانترنت يحسن شفافية وكفاءة وراحة الأعمال، ويسهل الاتصال بين قادة وعملاء. وبالنسبة للمجتمع الدولي، يوفر أساسا لتشكيل سوق افكار عالمي. ومع ذلك، يحمل تحديات أمنية متنوعة. وتتجاوزت هذه التحديات الحدود الوطنية، وإن التكلفة المنخفضة للاتصال بالانترنت وامكانية إنشاء الفضاء الافتراضي المجهول تجعل الانترنت "ملاذا آمنا" للمجرمين ، وكيفية الاستفادة من الانترنت وتجنب الخسارة، وتخفيض الاثر السلبي الى أدنى حد هي قضية مشتركة لكل الدول. والصين كعضو دائم في الامم المتحدة، وأكبر دولة صناعية في العالم، لديها مسؤولية كبيرة في الحفاظ على القواعد الامنية للعبة الانترنت. وقد المؤتمر العالمي للإنترنت الثالث في وتشن يساعد دون شك الصين للمشاركة في وضع قواعد لعبة الإنترنت.