دمشق 15 ديسمبر 2016 / بدأت منذ ساعات الصباح الباكر اليوم ( الخميس ) عملية إخلاء مسلحي المعارضة المسلحة من الاحياء التي لا تزال تحت سيطرتهم ، والتي تقدر بحدود 2 بالمئة من المساحة الإجمالية التي كان يسيطرون عليها ، وسط إجراءات أمنية مكثفة من قبل الجانب السوري .
وقال مصدر عسكري سوري لوكالة ( شينخوا ) بدمشق إن " 20 حافلة كبيرة خضراء اللون و10 سيارات اسعاف تابعة للهلال الأحمر السوري دخلت إلى حي العامرية في حلب لإخراج المسلحين وعائلاتهم والجرحى " .
كما توجهت 29 حافلة كبيرة وسيارة اسعاف من محافظة حماة ( وسط سوريا ) باتجاه بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين بريف إدلب ( شمال غرب سوريا ) لاجلاء 15 الف من أهالي البلدتين ، بموجب الاتفاق .
وقال التلفزيون الرسمي السوري إن " الارهابيين اطلقوا قذيفة هاون على حي الفرقان الذي يسيطر عليه الجيش السوري دون وقوع اصابات .
وتأتي عملية الإخلاء هذا بموجب اتفاق تم التوصل إليه بوساطة تركية بين فصائل معارضة سورية وروسيا، يقضي بوقف اطلاق النار وإخراج مقاتلي المعارضة من شرق حلب، إلا إنه لم ينفذ، وسط اتهامات متبادلة بين أطراف النزاع بالمسؤولية عن عرقلة الاتفاق.
كما أعلنت المعارضة السورية أن اتفاق وقف إطلاق النار وإجلاء المسلحين من مدينة حلب الذي تعثر تنفيذه أمس عاد إلى مساره وسيطبق اعتبارا من صباح اليوم "الخميس".
من جانبه قام الجيش السوري بتأمين الطريق الذي ستسير عليه الحافلات التي تقل المسلحين مع عائلاتهم عبر طريق الراموسة باتجاه بلدة خان طومان جنوب غرب حلب ، وهي بوابة حلب الجنوبية .
ومن جانبها قالت وكالة ( سانا ) الرسمية في وقت سابق إن " الحكومة اتخذت جميع الإجراءات استعدادا لإخراج المجموعات الإرهابية المسلحة من المساحة المتبقية من الجهة الشرقية لمدينة حلب وذلك بإشرف الهلال الأحمر العربي السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر" .
وبينت ( سانا ) أن عددا من الحافلات الكبيرة وسيارات الإسعاف متواجدة في مكان محدد في معبر الراموسة جنوب حلب ستقوم بنقل الإرهابيين مع عائلاتهم الخارجين من أحياء صلاح الدين والأنصاري والمشهد والزبدية بالجهة الشرقية من المدينة إلى ريف حلب الجنوبي الغربي.
في هذه الأثناء، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن إن " قافلة الجرحى بدأت بالتحرك في مربع سيطرة الفصائل بالقسم الجنوبي الغربي من أحياء حلب الشرقية، لتتجه نحو الريف الغربي لحلب " .
وأكد المرصد السوري الذي يعتمد على شبكة ناشطين أنه " لم تخرج حتى الآن أي دفعة من المحاصرين من مقاتلين أو مدنيين من مدينة حلب، حيث من المنتظر أن تبدأ القافلات خلال الدقائق القادمة بالتحرك لنقل من تبقى في مربع سيطرة الفصائل إلى ريف حلب الغربي وفقاً للاتفاق الروسي - التركي، الذي عطلته قوات النظام يوم أمس لجملة من الأسباب منها وجود نحو 250 مقاتل من جنسيات غير سورية، يريد النظام اعتقالهم وإخضاعهم لتحقيقاته " .
في هذه الأثناء، نشر تلفزيون "الميادين" الذي يبث من لبنان ، بعض بنود الاتفاق التي التوصل إليها لإجلاء المسلحين ، والذي يشمل السماح للمسلحين بالمغادرة من شرق حلب بأسلحتهم الشخصية فقط، وكذلك المدنيين الذين يريدون المغادرة معهم.
والجانبان الروسي والسوري يعملان على تأمين القوافل إلى وجهتهم في الريف الغربي لمدينة حلب.
وينص الاتفاق أيضا على أن كلا الطرفين الالتزام بالهدنة خلال عملية الإخلاء.
وضعت العدد الإجمالي للأشخاص الذين سيغادرون بما في ذلك المسلحين بحدود الـ 15،000.
في مقابل الإخلاء من شرق حلب، فإن المسلحين محافظة ادلب تسمح للمدنيين بمغادرة المدينتين الشيعية المحاصرة في كفريا والفوعة .
وقالت الامم المتحدة من جانبها عملية الإخلاء مستمرة، ولكن هناك "الحوادث الأمنية".
والجدير بالذكر أن الهلال الأحمر العربي السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر (ICRC) تشاركان في عملية الإخلاء.
بعد معارك استمرت اسابيع، أصبح الجيش السوري يسيطر على 99 في المئة في شرق حلب، مع أكثر من 85،000 من المدنيين يفرون باتجاه المناطق التي تسيطر عليها الحكومة.
وفر مئات من المتمردين أيضا، ولكن جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة، والتي كانت تسيطر على أجزاء كبيرة من المدينة القديمة في حلب، وبعض الأحياء في الجزء الجنوبي الشرقي من المدينة، كان ترفض أن ترك وتغادر حلب .
ولكن عندما اقترب الجيش من السيطرة على كامل الأحياء المتبقية في شرق حلب ، بدت القوى الغربية تدق ناقوس الخطر وتكيل الاتهامات للجيش السوري بارتكابه فضائع في حلب .
ونفت الحكومة السورية الاتهامات، قائلة إن الغرب غاضب لأن الجيش نجح في السيطرة على كل حلب.