تقرير إخباري: تحرك فلسطيني للرد على تصعيد إسرائيل البناء الاستيطاني وسط تنديد "بالصمت" الأمريكي

رام الله أول فبراير 2017 / أعلن الفلسطينيون اليوم (الأربعاء)، عن بدء تحركات ومشاورات عاجلة للرد على تصعيد إسرائيل بناءها الإستيطاني في الأراضي الفلسطينية، منددين "بالصمت" الأمريكي إزاء ذلك.

وقال الناطق الرسمي بإسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة في تصريحات إذاعية، إن الرئيس محمود عباس "أصدر تعليماته لوزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي والسفير في الأمم المتحدة رياض منصور للبحث عن السبل الكفيلة لوقف لهذا العدوان ووضع حد لهذا الاستيطان غير المسبوق".

وأضاف أبو ردينة، إن هناك "مشاورات سريعة وعاجلة تجري مع الأشقاء العرب، وبعض الدول الأوروبية لدراسة ما هي الإجراءات التي يمكن أن يتم إتخاذها".

وأردف أن الشعب الفلسطيني "لن يتنازل عن حقوقه ضمن قرارات الشرعية الدولية"، مشيرا أن القيادة الفلسطينية "لديها كما يعرف العالم والإسرائيليون والأمريكيون كل ما يمنع إسرائيل من الاستمرار في هذه السياسية العدوانية التي لن تنعكس إلا ضررا على الجميع".

وأشار أبو ردينة إلى أن هناك "رسائل سترسل إلى أوروبا والإدارة الأمريكية لتوضيح تنامي الاستيطان الإسرائيلي المستشري الذي لن يبقي على أي بارقة أمل في الأمن والاستقرار".

وأكد أن "القيادة الفلسطينية ستقرر في اللحظة المناسبة اتخاذ إجراءات قوية وفاعلة ومؤلمة لكثير من الجهات"، مشددا على أن إسرائيل "تلعب بالنار وعلى الجميع تحمل مسئولياته".

ودعا أبو ردينة الإدارة الأمريكية، إلى أن "تعي تماما بأن عدم إدانتها للإستيطان يشجع الحكومة الإسرائيلية الحالية على القيام بالمزيد"، مطالبا إياها بالتحرك وإدانة التصرفات الإسرائيلية أحادية الجانب خاصة وأن الإدارات الأمريكية المتعاقبة عبر السنوات الطويلة كانت تعتبر أن الإستيطان عقبة أمام عملية السلام.

وحذر الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، من أن القيادة الفلسطينية والرئيس عباس والشعب الفلسطيني "لن يقفوا متفرجين أمام هذه الهجمة".

وأعلنت الإذاعة الإسرائيلية العامة، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع افيغدور ليبرمان صادقا الليلة الماضية على بناء أكثر من ثلاثة آلاف وحدة سكنية جديدة في الضفة الغربية.

وسبق ذلك إعلان إسرائيل الأسبوع الماضي المصادقة على بناء ثلاثة آلاف ومائة وحدة إستيطانية جديدة في الضفة الغربية وشرق القدس.

وجاء إعلان إسرائيل عن البناء الاستيطاني بعد أيام من تسلم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه، فيما لم تصدر أي تصريحات مندد بالبناء الاستيطاني من قبل الإدارة الأمريكية الجديدة على عكس سابقتها برئاسة باراك أوباما.

وعقب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات على ذلك قائلا، إن الحكومة الإسرائيلية "تدفن خيار الدولتين وعلى ما يبدو بتشجيع من إدارة الرئيس ترامب التي بقت صامتة ولم تعلق على هذه القرارات الإسرائيلية التي ترقى إلى جرائم حرب".

وأضاف عريقات في تصريح له اليوم، أنه "لم يعد أمامنا سوى المحكمة الجنائية الدولية للتوجه إليها ولا يوجد أي مبرر للمحكمة لعدم فتح تحقيق قضائي مع المسئولين الإسرائيليين لإرتكابهم جرائم حرب".

وفي السياق ذاته، قالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي، إن "صمت الإدارة الأمريكية الجديدة بما فيها أولئك الرسميون الجدد المعينون في البيت الأبيض والذين يدعمون الاستيطان ماديا وسياسيا ومعنويا دفع نتنياهو إلى تفسير هذا الدعم والصمت باعتباره موافقة على هذا التصعيد الاستيطاني وتشجيعا له".

واعتبرت عشراوي في بيان لها، أن "إسرائيل قد قضت نهائيا على أية إمكانية لقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة على الأراضي التي احتلت عام 1967، متحدية القرارات والقوانين الدولية بما فيها القرار 2334 الأخير الصادر عن مجلس الأمن الدولي، وميثاق روما الأساسي الذي بموجبه يعتبر الاستيطان جريمة حرب وانتهاك مباشر للقانون الدولي والاتفاقيات الدولية".

ولفتت إلى أن نتنياهو "راعي الاستيطان وحكومته الائتلافية المتطرفة تنفذ هذه التدابير الخطيرة والكارثية بالتواطؤ مع جماعات المستوطنين الأكثر تطرفا بهدف تهجير الفلسطينيين وفرض مشروع إسرائيل الكبرى على فلسطين التاريخية".

وتابعت المسؤولة الفلسطينية، أن "هول وخطورة هذه الممارسات هي رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي بما فيه الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والأمين العام الجديد للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش".

وطالبت عشراوي الجميع "بالوقوف عند التزاماتهم واتخاذ خطوات جدية وفعلية على الأرض لضمان تنفيذ قرارات مجلس الأمن الأخير الخاص بوقف الاستيطان، وتحمل مسؤولياتهم القانونية والإنسانية ومساءلة إسرائيل وفرض عقوبات صارمة عليها قبل فوات الأوان".

وشددت عشراوي، على أنه، "دون قيام دولة فلسطينية متواصلة وقابلة للحياة لن يكون هناك سلام واستقرار، وسوف يقود هذا التصعيد الإسرائيلي الممنهج إلى انفجار المنطقة برمتها وإغراقها بمزيد من التطرف والعنف والفوضى".

ويعد الاستيطان أبرز ملفات الخلاف بين الفلسطينيين وإسرائيل في ظل توقف مفاوضات السلام بينهما منذ نهاية مارس عام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية دون تحقيق تقدم.

وسبق أن تبنى مجلس الأمن الدولي الشهر الماضي قرارا بإدانة البناء الاستيطاني الإسرائيلي وطالب بوقفه بوصفه عقبة أمام حل الدولتين بتصويت 14 دولة لصالحه وامتناع الولايات المتحدة برئاسة رئيسها السابق باراك أوباما عن التصويت.

ويقول أحمد عوض المحلل السياسي من مدينة رام الله في الضفة الغربية لوكالة ((شينخوا))، إن التوغل الإستيطاني هو عمليا "يدفن فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على حدود عام 1967".

ويرى عوض، أن إسرائيل بهذه الأعمال "واضح أنها تخرج من إتفاق (أوسلو) للسلام المرحلي بين الفلسطينيين وإسرائيل عام 1993 وتدفنه وتتجاوز فكرة الدولة المستقلة إلى دولة واحدة"، معتبرا أن "الصمت الأمريكي حيال ذلك هو صمت الموافقة على الإستيطان الإسرائيلي".