القاهرة 15 فبراير 2017 / أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش اليوم (الأربعاء) بالقاهرة، عدم وجود خطة بديلة لحل الدولتين، ودعا إلى فعل كل شئ لتحقيقه على أرض الواقع، رغم تصريحات أمريكية تشير إلى عدم تمسك واشنطن بهذا الحل.
وقال جوتيريش، في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية المصري سامح شكري عقب مباحثات مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، " إننا اتفقنا على أنه لا حل للقضية الفلسطينية إلا من خلال تطبيق حل إقامة الدولتين الفلسطينية والاسرائيلية".
وأضاف إنه " يجب فعل كل شئ لتحقيق هذا الهدف علي أرض الواقع".
وفي كلمة ألقاها في وقت لاحق بجامعة القاهرة، اعتبر جوتيريش أن النزاع الفلسطيني- الاسرائيلي هو "أم" النزاعات في المنطقة.
وشدد على أنه " ليس هناك خطة بديلة لحل الدولتين".
وجاءت تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة في وقت أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثناء استقباله اليوم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في البيت الأبيض، أن حل الدولتين ليس السبيل الوحيد من أجل السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
ورفض ترامب " التدابير الظالمة وأحادية الجانب تجاه إسرائيل في الأمم المتحدة، التي عاملت إسرائيل، برأيي، بطريقة ظالمة جدا".
وكان البيت الأبيض أعلن مساء الثلاثاء أن واشنطن لن تصر بعد الآن على حل الدولتين، الذي يعتبره المجتمع الدولي مبدأ أساسيا لحل النزاع، وأنه لن يملي بعد الآن شروط أي اتفاق سلام محتمل بين الاسرائيليين والفلسطينيين.
من ناحية أخرى، أوضح جوتيريش أنه بحث مع الرئيس السيسي مختلف الأزمات التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط والساحة الدولية.
واعتبر أن " مصر لها وضع جيوسياسي مركزي، ولاعب أساسي في المنطقة، يسهم في التوصل إلى حلول لقضايا الشرق الأوسط".
وتابع " اتطلع للعمل مع مصر لإيجاد حلول للأزمات في المنطقة".
وشدد على أن " مكافحة الإرهاب يجب أن تتواصل بحزم مع إيجاد حلول سياسية للأزمات في الشرق الأوسط، من خلال محادثات جنيف بشأن الوضع في سوريا، وتحقيق المصالحة والوحدة الوطنية في العراق، والعمل على إيجاد تسوية للأزمات في اليمن وليبيا".
رأى إن " مصر ودول المنطقة تستقبل الكثير من اللاجئين السوريين، وهذه الدول وهؤلاء اللاجئين لم يحصلوا على الدعم الكافي"، مشيرا إلى أن دعم وحماية اللاجئين ليس فقط مسئولية الدول المجاورة إنما أيضا مسئولية المجتمع الدولي كله.
وأجاب على سؤال حول ضرورة إعادة الثقة في الأمم المتحدة، إنه " من المهم أن نؤكد أن الأمم المتحدة تنفذ ما تريده الدول الأعضاء.. وأنا ملتزم بالعمل مع هذه الدول لإصلاح وإعادة هيكلتها واستعادة ثقة الشعوب فيها".
ثم توجه جوتيريش إلى جامعة القاهرة حيث ألقى خطابا، أعرب خلاله عن الامتنان لدعوته للحديث في الجامعة التي تخرج منها سلفه المصري الراحل بطرس بطرس غالي.
وأشاد الأمين العام خلال كلمته بدور القاهرة في عمليات حفظ السلام، مشيرا إلى أن " مصر تساهم في عمليات حفظ السلام بشجاعة، وفي تعاون وثيق مع المنظمة الدولية لحفظ الأمن والاستقرار في العديد من البلدان".
وقال إن وجودي في مصر فرصة للإعراب عن امتناني لإسهامها في تاريخ وحضارة التراث العالمي، والمعرفة الإنسانية لصالح البشرية جمعاء، من خلال ميراث كبير لمصر يعترف به العالم.
وتابع " ولا أنسي أنه خلال زيارتي السابقة كمفوض لشئون اللاجئين، لمست مدي إسهام مصر في حماية اللاجئين وتقديم العون اللازم لهم"، واستشهد بما جاء في سورة "التوبة" بالقرآن الكريم من أن حماية وغوث الناس والمحتاجين أمر يستوجبه الإسلام.
وشدد على ضرورة دعم تطوير المؤسسات متعددة الأطراف، ومن بينها الأمم المتحدة، لتستجيب لمتطلبات واحتياجات الافراد والشعوب، ولمواجهة الكراهية، وتعزيز التضامن بين الأجيال الجديدة وأيضا مواجهة الكوارث الطبيعية التي أصبحت تتكرر بوتيرة أسرع في العصر الحديث.