بكين 24 مارس 2017 / إن فوز الصين 1-0 على كوريا الجنوبية مساء الخميس أذكى آمال البلاد في التأهل لكأس العالم لكرة القدم لعام 2018 ويمثل نجاحا مبكرا في الجهود الوطنية الرامية إلى إصلاح كرة القدم في الصين والتي بدأت عام 2015، ويبرهن على أن الأساسات يجرى إرساؤها حاليا من أجل النجاح مستقبلا.
ويهدف إصلاح كرة القدم في الصين إلى تحويل البلاد إلى قوة في كرة القدم العالمية بحلول عام 2050. ويرى رئيس اتحاد كرة القدم الصيني تساي تشن هوا أن الإصلاح بدأ يؤتي أوكله، ولكنه يقول إن مهاما صعبة مازالت قائمة على الطريق أمامنا.
-- الإصلاح الذاتي لاتحاد كرة القدم الصيني يشغل المحرك
إن فوز الصين المذهل على كوريا الجنوبية هو نتاج الإصلاح المؤسسي الذي بدأ ذاتيا في جانب من أجهزة كرة القدم بالبلاد. ويتمثل أحد المهام الرئيسية في هذا الإصلاح في منح اتحاد كرة القدم الصيني استقلالية عن الحكومة.
وشهدت هذه النقلة تحول الاتحاد من جهاز حكومي إلى جهاز مجتمعي، وبشرت بتغيرات في إدارة هذه المنظمة ووظائفها،وأطلقت حملة تعاقد تاريخية في محاولة لإضفاء الطابع الاحترافي على الدوري. وحتى الآن، صارت 75 في المائة من اتحادات كرة القدم في المناطق مستقلة عن الحكومات المحلية.
ويقوم اتحاد كرة القدم الصيني حاليا بوضع "نظام فريق قومي كبير"، يضم فرقا تمهيدية لمجموعات من أعمار مختلفة بما فيها فرق دون سن الـ23 ودون سن الـ22 ودون سن الـ19، بالإضافة إلى الفريق القومي الحالي.
وفي هذا الصدد، قال ليو ديان تشيو المدير الإداري للفريق الوطني لاتحاد كرة القدم الصيني في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الفريق التمهيدي لن تشارك في المبارايات الكبرى، ولكنه سيتدرب ويشارك في المبارايات الودية. وبإمكان أعضاء الفريق دون سن الـ22 لعب مبارايات وتمثيل أندية مختلفة في الوقت ذاته.
وسوف يقوم اتحاد كرة القدم الصيني بضخ مدربين من مجموعة الأسطورة الإيطالي مارسيلو ليبي في الفريق دون سن الـ22 ،وهو أمر من المتوقع أن يجعل الإدارة والتنظيم والأسلوب الفني أكثر توحيدا مع الفريق القومي.
كما يعتزم اتحاد كرة القدم الصيني اختيار مدير فني لإدارة التطوير الفني لكرة القدم الصينية. ومن المفترض أن يكون ليبي أبرز المرشحين لذلك المنصب، ومن المتوقع أن يضع خططا لتدريب الشباب وكرة القدم الشعبية.
-- صناعة كرة القدم تحلق عاليا
وقد بيعت الحقوق التليفزيونية 2016- 2020 إلى دوري السوبر الصيني بمبلغ مذهل قدره 8 مليارات يوان، ويصل بث الدوري الآن إلى 96 دولة ومنطقة حول العالم. ويتدفق المزيد من رؤوس الأموال إلى الدوري في صورة رعاية الفريق.
وتظهر البيانات الرسمية أن متوسط حجم الجمهور لكل مباراة هذا الموسم بلغ 24 ألف. وهذا يمثل زيادة قدرها ألفين شخص عن عام 2015 ويعد الأكبر بين الدوريات المحلية الآسيوية. وبالإضافة إلى ذلك، تم بث المبارايات نحو 284 مليون مرة عبر الإنترنت.
واستقدم اتحاد كرة القدم الصيني العديد من المدربين واللاعبين الأجانب لتحسين مستوى المنافسة. وجاء العمل التنظيمي مطابقا لمعايير الفيفا.
ويوضح برنامج اتحاد كرة القدم الصيني بالتفصيل كيف تتخذ الصين خطوات لإنشاء نظام بيئي محترف لكرة القدم. وتفتخر البلاد بإقامة ست دوريات على مستويات مختلفة من اللعب، ما يسمح للشباب بالتدريب والارتقاء عبر التسلل الهرمي مع مرور الوقت.
واتخذ الاتحاد إجراءات لإتاحة المزيد من الفرص للاعبين الصينيين الشباب وباتت النوادى، إدراكا منها لأهمية تدريب الشباب، على استعداد لتقديم المزيد من الاستثمارات طويلة الأجل لدعم هذا الهدف.
ويوصى اللاعب السابق بالفريق القومي ما مينغ يوي بتقديم تعويضات لدعم نوادى تدريب الشباب، قائلا "علينا تشييد المزيد من ملاعب كرة القدم المعيارية وإقامة نظام تدريب مناسب من أجل الشباب".
-- كرة القدم تلهم جيلا
ويعتمد نجاح كرة القدم الصينية في المستقبل على الجهود الرامية إلى مساعدة الرياضة على الازدهار على مستوى القاعدة الشعبية. وإن فوز الصين المثير للإعجاب على كوريا الجنوبية سوف يشجع المزيد من الشباب على حب ممارسة هذه الرياضة.
فقد أعلنت وزارة التعليم الصينية عن خطة تهدف إلى زيادة عدد المدارس التي تركز على كرة القدم إلى 20 ألف مدرسة بحلول نهاية العام الجاري وإلى 50 ألف بحلول عام 2015. كما تتعهد بتشكيل حوالي 200 فريق كرة قدم بالجامعات مستقبلا.
وكانت الصين قد كشفت النقاب في عام 2016 عن خطة طموحة تهدف إلى جذب 50 مليون طفل وشاب للعب كرة القدم بحلول نهاية هذا العقد. وتلقى 16 ألف من مديري المدارس ومدرسي مادة التربية البدنية والمدربين في الجامعات والحكام تدريبا، وتعاقدت مدارس صينية مع 115 مدرب كرة قدم أجنبي في عام 2016.
ومن ناحية أخرى، نظم 44 اتحاد كرة القدم في المناطق ألعاب دوري للهواة في عام 2016 ، شارك في إطارها حوالي 400 ألف لاعب في مسابقات.
وأعرب اللاعب السابق بالفريق القومي سون جي هاي لـ((شينخوا)) عن اعتقاده بأن الإصلاح الشعبي سيستغرق بعض الوقت ولكنه يقول إن الصين تركز جهودها في الأماكن الصحيحة.
"نحن الآن في طريقنا إلى روسيا، ولكن لدينا فرصة ضيئلة. وعلينا مواصلة المضي في الإصلاح قدما، ولا سيما في مجال تدريب الشباب".
وأضاف سون "لدينا المال الذي يمكننا من جعل كرة القدم مجالا مزدهرا. وعلينا الآن مواجهة المهمة الأشد صعوبة والمتمثلة في زيادة عدد من يلعبون وتحسين مستوى اللعب خطوة خطوة وجيلا بعد جيل".