القاهرة 13 أبريل 2017 /أعلنت السلطات المصرية اليوم (الخميس) هوية منفذ تفجير كنيسة مارجرجس بمدينة طنطا شمال القاهرة الأحد الماضي غداة كشفها هوية الانتحاري الذي نفذ هجوم الكنيسة المرقسية بمحافظة الاسكندرية الساحلية في اليوم نفسه.
فيما زار الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اليوم الكاتدرائية المرقسية حيث التقى بابا الأقباط تواضروس الثاني، وتعهد بملاحقة المتورطين في تفجيري الكنيستين، وتقديمهم للعدالة في أسرع وقت.
وقالت وزارة الداخلية في بيان ان منفذ تفجير كنيسة مارجرجس بمدينة طنطا بوسط دلتا مصر يدعى ممدوح أمين محمد بغدادي (40 عاما) من محافظة قنا جنوب القاهرة، وهو حاصل على ليسانس آداب.
وذكرت الوزارة أنها حددت هوية منفذ التفجير بعد "استكمال التحريات وجمع المعلومات .. وفحص مقاطع الفيديو وتتبع خطوط سير العنصر الانتحاري مرتكب الحادث..وإجراء مضاهاة للبصمة الوراثية لأهل أحد العناصر الهاربة مع أشلاء الانتحاري التي عثر عليها بمسرح الحادث".
وأوضحت أن منفذ التفجير أحد كوادر "بؤرة إرهابية" يتولى مسئوليتها الهارب عمرو سعد عباس إبراهيم، ويعتنق عناصرها الأفكار التكفيرية.
وأشارت إلى أن منفذ التفجير سبق تلقيه تدريبات عسكرية على استخدام السلاح وتصنيع العبوات المتفجرة، ومشاركته في عملية التعدي على نقطة تفتيش النقب بمحافظة الوادي الجديد (جنوب غرب).
وأفادت أنه تم ضبط ثلاثة من العناصر الإرهابية الهاربة بهذه البؤرة، فيما تواصل أجهزة الأمن جهودها لملاحقة بقية العناصر.
وخصصت وزارة الداخلية مكافأة مالية قدرها 500 ألف جنيه لمن يتقدم بمعلومة تمكن أجهزة الأمن من ضبط أي عنصر من الهاربين.
وتعرضت كنيسة مارجرجس الأحد الماضي لتفجير بعبوة ناسفة، أوقع حوالي 28 قتيلا وعشرات الجرحى.
وبعد ساعات من الحادث، فجر انتحاري بحزام ناسف نفسه أمام كنيسة مارمرقس في محافظة الاسكندرية، فقتل 17 شخصا، وأصاب العشرات.
وكان البابا تواضروس يحضر قداس احد الشعانين في كنيسة مارمرقس في الاسكندرية قبيل التفجير الذي استهدفها لكنه لم يصب بأذى.
وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) التفجيرين.
وأعلنت السلطات المصرية الأربعاء أنها حددت هوية الانتحاري منفذ هجوم الكنيسة المرقسية في الاسكندرية، وقالت انه يدعى محمود حسن مبارك عبدالله (31 عاما) من مواليد محافظة قنا جنوب القاهرة ويقيم بمحافظة السويس شرق العاصمة المصرية.
ودفع التفجيران السلطات المصرية إلى إعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة شهور، والدفع بالجيش للمشاركة في تأمين المنشآت الحيوية في كل أنحاء البلاد.
وتعهد الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم بملاحقة المتورطين في تفجيري الكنيستين، وتقديمهم للعدالة في أسرع وقت.
وزار السيسي اليوم الكاتدرائية المرقسية حيث التقى بابا الأقباط تواضروس الثاني "لتقديم العزاء في شهداء مصر من المواطنين الذين سقطوا ضحايا الحادثين الإرهابيين اللذين استهدفا كنيسة مار جرجس والكنيسة المرقسية الأحد الماضي".
وأعرب السيسي لبابا الأقباط عن " خالص تعازيه في مصاب مصر الأليم من ضحايا الحادثين الإرهابيين"، وأوضح أن أسر الضحايا والمصابين "ستلقى كامل الاهتمام والرعاية من الدولة"، حسب المتحدث الرئاسي علاء يوسف.
وأكد أن "كافة أجهزة الدولة ستبذل أقصى ما في وسعها لملاحقة مرتكبى تلك الأفعال الآثمة وتقديم كل من شارك فيها للعدالة في أسرع وقت".
وشدد على "عزم الدولة على الاستمرار في التصدي للإرهاب والقضاء عليه"، مشيرا إلى "ثقته في وعى الشعب المصرى بكافة طوائفه وإدراكه لحقيقة ودوافع من يدعمون الإرهاب الغاشم لبث الفرقة بين أبناء الوطن ومحاولة تقويض جهود البناء والتنمية واستعادة الأمن والاستقرار".
من جانبه، أكد بابا الأقباط تواضروس الثاني أن "الإرهاب لن ينجح في شق صف المصريين والنيل من وحدتهم واستقرارهم"، واعتبر "أن الوحدة والمحبة بين أبناء الوطن هى السبيل الوحيد الذي يكفل سلامة مصر والقضاء على الإرهاب".
وبتوجيهات من الرئيس السيسي، أعطى وزير الدفاع صدقي صبحي أوامره بأن تقوم القوات المسلحة بترميم كنيستي مارجرجس بطنطا والمرقسية بالاسكندرية؛ كي تفتح أبوابها أمام المصلين في أسرع وقت ممكن.
ورأى صبحي أن "الشعب المصري بشجاعته وتماسكه واصطفافه مع أبنائه من القوات المسلحة والشرطة سينتصر في المواجهة الحاسمة مع قوى التطرف والإرهاب وما ترتكبه من جرائم ضد الإنسانية".
وشدد خلال لقائه البابا تواضروس الثاني، على " أن مثل هذه العمليات الإجرامية الخسيسة لن تثنينا عن المضي نحو البناء والاستقرار والتنمية".
وأضاف ان "مصر ستظل بنسيجها الوطني نموذجا للتسامح والوحدة الوطنية جيلا بعد جيل"، معربا عن اعتزازه بعطاء رجال القوات المسلحة من الأقباط الذين يؤدون مهامهم الوطنية للحفاظ على تراب مصر المقدس.
وأقر البرلمان المصري الثلاثاء فرض حالة الطوارئ فى جميع أنحاء البلاد لمدة ثلاثة أشهر اعتبارا من 10 ابريل الجاري.