نيويورك 19 ابريل 2017 /قال خبير أمريكي بارز إن الإبداع عنصر أساسي لنجاح جهود الصين في مواجهة تحديات مثل فخ الدخل المتوسط فيما يتعلق بتعديل نمط النمو فى البلاد.
وأضاف جوزيف ني، الأستاذ الشهير بجامعة هارفارد، "اذا نظرت للصورة الكلية للتاريخ، ستجد أن الصين حققت تحولا استثنائيا وانتشلت مئات الملايين من مواطنيها من دائرة الفقر. وهذه قصة نجاح كبيرة."
وتابع في مقابلة مع وكالة ((شينخوا)) للانباء "الصين فعالة لحد كبير في تنميتها، والسؤال هو كيف ستكيف نفسها في ظل تغير الأوضاع."
وأشار "عندما تتغير الظروف، ستعاني من مشكلات كأن تكبر في العمر قبل أن تصبح غنيا وعندما تحدث التغيرات الديموجرافية، سيكون لديك مشكلة تفادي فخ الدخل المتوسط فيما يتعلق بتعديل نمط النمو الخاص بك."
ويشير فخ الدخل المتوسط الى وضع تنموي اقتصادي نظري يحدث عندما يتوقف دخل معين تحققه بلد ما عند ذلك المستوى.
وأكد "هناك تحديات كبرى تواجه الحزب والحكومة فى الصين. وأعتقد أن الابداع الذي سنواجه به تلك التحديات سيكون أساسيا لنجاح الصين."
كما يقول العالم السياسي صاحب فكرة "القوة الناعمة" الشهيرة في ثمانينيات القرن الماضي إنه كان من المناسب للصين أن تخفض هدف النمو في السنوات الماضية.
ويضيف "اذا نظرنا للصورة الكلية للتاريخ، سنعلم أيضا أن الدول ذات نسب النمو العالية للغاية، مثل 9 بالمئة، تعود في نهاية المطاف لمعدل نمو أقل وهو معدل نمو أكثر طبيعية ومناسبة."
وأشار إلى أن زميله لاري سامرز أجرى دراسة حول دول أخرى يصل معدل نموها الى عشرة بالمئة، ووجد أنه "عبر الطرق الطبيعية فقط، تصل إلى معدل نمو بنحو 3 و3.5 بالمئة."
وتابع "لذلك فحتى بدون التغيرات والعولمة التي ذكرناها، يمكن أن نتوقع أن يتراجع معدل نمو الصين. وحتى لو نمت الصين بنسبة 3.5 بالمئة، فذلك معدل نمو جيد للغاية."
واستطرد قائلا "ولكن لن يصل معدل نموها الى عشرة بالمئة، ومن غير المحتمل إطلاقا أن يصل إلى ذلك مجددا."
وتابع أنه من الضروري الحفاظ على علاقة جيدة بين الولايات المتحدة والصين، أكبر اقتصادين في العالم، خاصة في ظل خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي وعودة ظهور الشعبوية، والاتجاهات المناهضة للعولمة، والحمائية التجارية.
ووصف خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي بالخطأ، مشيرا إلى أنه سيكون عسيرا وسيستغرق سنوات لتنفيذه وسيؤدي لضعف أوروبا وبريطانيا.
وأعرب ني عن قلقه إزاء نتائج الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة يوم الأحد.
وقال "اذا فازت لو بان وأخرجت فرنسا من الاتحاد الاوروبي، أعتقد أن ذلك سيقوض الاتحاد بصورة سيئة للغاية. واذا كانت اوروبا يمكن أن تعيش بدون بريطانيا، فلا تستطيع ان تعيش بدون فرنسا."
وبالحديث عن الوضع الحالي في الشرق الأوسط، قال ني إن المنطقة "تمر بسلسلة من الثورات تمتد جذورها في عصرنة مجددة."
وأضاف "استغرقت تلك الثورات عقود لتحقق نتائجها المرجوة ولذلك لا أعتقد أنه من المحتمل أن نشهد استقرارا في منطقة الشرق الأوسط لبعض الوقت، ربما عدة عقود."
وأشار الى وجود أصوات في دول متقدمة كالولايات المتحدة تشكك في مؤسسات مثل الأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية وصندوق النقد الدولي، ولكن "أغلبية الآراء ما زالت داعمة."
السؤال الرئيسي سيكون هل يمكن للصين والولايات المتحدة التعاون لجعل هذه المؤسسات تعمل بكفاءة، حسبما قال.
وأشار إلى أن التعاون الصيني-الأمريكي في تغير المناخ والأمن الالكتروني حقق تقدما حقيقيا في السنوات الأخيرة، وهو ما يثبت ان العلاقة الاقوى بين البلدين ستعود بالنفع ليس فقط عليهما ولكن ستساعد أيضا في تعزيز السلام والاستقرار والتنمية على المستوى العالمي.