بقلم الدكتور: محمد الأحمد، خبير بالشؤون الاقتصادية والصناعية
من يطالع اخبار اعالم عامة والشرق الأوسط خاصة سيلاحظ ان الحروب انتشرت وألقت بكوارثها على العديد من البلدان وشعوبها؛ لكن الملفت للنظر ان معظم البلدان التي عانت ومازالت تعاني نتائج الصراعات الداخلية والخارجية عندما تتطلع الى السلام فان أول بلد تجده بجوارها هي جمهورية الصين الشعبية، والسؤال المطروح... لماذا يقترن اسم الصين دوما بالسلام والبناء والامل؟
إن القارئ للتاريخ والمتمعن فيه سيجد أن الصين لم تحتل بلدا ولم تسبب الكوارث والظلم لأي شعب في بلد مجاور او بعيد ولم تكن من البلدان المستعمرة بل على العكس عانت الصين تاريخيا من ويلات المستعمر ومكائده ويقال لولا الاتاوات والسرقات لكنوز الصين وخيراتها تاريخيا لكانت الصين أغنى بلدان العالم من سنين طويلة.
ومع ذلك نجد أن الصين قد نفضت غبار الحرب في القرن الماضي والذي قبله ونهضت بصناعتها وتجارتها وانطلقت تؤدي رسالة المحبة والسلام والإنسانية.
فحيثما حللت وارتحلت تجد البصمات الصينية والايادي البيضاء للصينيين، انطلاقا من فيتنام الى مينمار الى ايران والعراق الى سورية وليبيا الى جيبوتي واليمن .....كل تلك البلدان استفادت من الخبرات الصينية التي كانت بمعظمها تقدم على شكل مساعدات وهبات والبعض الاخر منها على شكل قروض طويلة الاجل وقسم منها على شكل مشاريع استثمارية غير ربحية تهدف للنهوض باقتصاد وصناعة تلك البلدان وإعادة بناء ما دمرته آلة الحرب.
وبإلقاء نظرة على ما أنجزته مبادرة "الحزام والطريق" خلال أعوامها الأخيرة في مجال النقل والطيران والمنشآت الصناعية وإرساء قواعد التعاون مع البلدان المتوضعة على طريق الحرير الجديد سيجد أن الصين قد نثرت الورود على طريق السلام وأشعلت قنديل الامل لكتل بشرية طالما حلمت بالخلاص.
لم تكتف الصين بدعم البلدان التي تعاني الصراعات فحسب بل استمرت في تزويد العديد من الدول المتعثرة اقتصاديا لتجاوز ازماتها، وأذكر في ذلك العبارة الشهيرة التي كتبها أحد سكان نيبال على حائط بيته الذي رممته احدى الشركات الصينية بعد الزلزال الذي أصابها مؤخرا:"لولا دعم الصين لي لكن أعيش في قبر".